الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إيزيدي يروي لـ"النهار" كيف سبى "داعش" شقيقاته

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
إيزيدي يروي لـ"النهار" كيف سبى "داعش" شقيقاته
إيزيدي يروي لـ"النهار" كيف سبى "داعش" شقيقاته
A+ A-

فرض تنظيم "داعش" سيطرته على منطقة سنجار ومحيطها في شمالي العراق بعد أن شنَّ هجوماً موسعاً على عدد من القرى والمجمعات شمالي الجبال مقترباً من أبرز معاقل الأقلية الإيزيدية، ما دفع بسكان تلك المناطق إلى الهرب نحو جبل سنجار، فيما تمكَّن التنظيم من اختطاف أكثر من 100 امرأة إيزيدية، وقتلِ آلاف الرجال ممن خُيروا بين اعتناق الإسلام أو الموت. وعلى الرغم من أنَّ قوات البيشمركة الكردية تمكنت مؤخراً من كسر الحصار المفروض على المنطقة إلاَّ أنَّ مصير عدد من النساء والأطفال لا يزال مجهولاً.


 


البيشمركة خانت الإيزيديين


هذه حال 3 نساء إيزيديات انقلبت حياتهنَّ رأساً على عقب، يروي عادل المواطن العراقي الإيزيدي قصته قائلاً: "كنا نسكن في بغداد، وشقيقاتي المتزوجات البالغة أعمارهنَّ بين 30 و45 عاماً يقطنَّ في منطقة سنجار، يوم دخلت "داعش" إلى المنطقة صُدم الجميع وحاولوا الهروب من المنطقة، لكنَّ كثراً وقعوا في قبضة التنظيم، اتصل خالي بنا وأخبرنا أنَّه تمَّ اقتياد شقيقاتي كسبايا، وأخبرنا أنهم يقتلون الرجال ويقومون بسبي كل النساء. كانت مفاجأة بالنسبة إلينا أن يدخلوا ويطوقوا المنطقة كلها، لقد كان هناك خيانة من قوات البيشمركة الكردية التي كانت تحمي سنجار، أخبرنا الناس أنهم انسحبوا بعدما دخلت "داعش" إلى المنطقة بدل أن يقوموا بحماية الأبرياء العزل هناك. ومذذاك اليوم ونحن لا نعرف أي شيء عنهم".


 


درب الجلجلة


يضيف عادل "إنَّ منطقة سنجار تقدر مساحتها بـ 900 كلم، هرب من استطاع من الإيزيديين إلى جبل سنجار فيما البقية وقعوا أسرى أو قتلى. المنطقة تعيش فيها أكثرية إيزيدية وأقلية مسلمة. عددنا هو نحو المليون ونصف المليون شخص، 500 ألف من الإيزيديين يقطنون في منطقة سنجار فيما ينتشر مليون إيزيدي حول العالم غالبيتهم في ألمانيا، وأوستراليا. ولكن يبدو أنَّ الهدف من كل ما جرى هو تهجير أقليات العراق من إيزيديين ومسيحيين. لكنَّ المسيحيين لم يتأذوا، إذ تمَّ إعطاؤهم إنذاراً بضرورة مغادرة المنطقة على عكس ما حصل مع الإيزيديين، فهم يعتبروننا كفرة وقتلُنا حلال. نحن يوم عرفنا بدخول "داعش" إلى منطقة سنجار حاولنا الاتصال بشقيقاتي ولكن لم تكن هواتفهنَّ معهنَّ. فقد أخذ التنظيم الهواتف الخليوية، والذهب والمجوهرات، واحتل المنازل، حتى الطعام قاموا بمصادرته. شعرنا بالخوف لذا، ذهبنا من بغداد إلى منطقة الدهوك شمالي العراق بحثاً عن أهالينا لكن الطرق المؤدية إلى هناك كانت مقفلة، لم نرَ الإرهابيين ولكن كان ممنوعاً وصول السيارات إلى سنجار، من هناك اضطررنا للانتقال إلى تركيا، وبعد ذاك جئنا إلى لبنان منذ نحو أربعة أشهر. لم يكن لدينا أي أقارب هنا، ولكن قررنا سلفاً أننا نريد السكن في منطقة ذات غالبية مسيحية لا مسلمة، لأنَّ هوياتنا إيزيدية".


 


الله سيأخذ لنا حقنا


عادل الذي يعيش وأسرته مخاضاً أليماً، يقول: "أمي وأبي لا يحبان التكلم في الموضوع، هما حزينان، ونحن لا نعرف أية أخبار عن شقيقاتي أو أزواجهن وأولادهنَّ خصوصاً بعد حصول إبادة جماعية للأقلية الإيزيدية، فقد تمَّ قتل 5000 شخص لأنهم رفضوا أن يصبحوا مسلمين. ونعلم أنه تمَّ التنكيل بالنساء وبُعنَ إلى دول الجوار مثل باكستان، وسوريا، وبعض الدول العربية". يلفت عادل إلى أنَّ بغداد لم تساعد الإيزيديين، فالحكومة تألفت حديثاً وبرزت خلافات عدَّة داخل الأحزاب، وكان هناك دعم قليل للبيشمركة والإيزيديين. وحول مجيئهم إلى لبنان وحصولهم على مساعدات من منظمات الغوث يشير عادل إلى أنَّ "ما من أحد ساعدنا سوى الكنيسة التي لجأنا إليها بعد وصولنا إلى لبنان، ويختم: "لكن على الرغم من كل ما جرى وكل ما مررنا به ندرك تماماً أنَّ الله سيأخذ لنا حقنا".


 


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم