الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

السياسة ويل الفن السوري: حازم شريف نموذجاً

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
السياسة ويل الفن السوري: حازم شريف نموذجاً
السياسة ويل الفن السوري: حازم شريف نموذجاً
A+ A-

بسرعةٍ مُتوقَّعة، يتحوّل الفائز السوري في "أراب أيدول" حازم شريف طرفاً في صراع. صرَّح بعد الفوز برفض ارتباط فنّه بالسياسة، من غير أنّ يُنقذه النأي من التجاذب. ضجّت مواقع التواصل بمحاولات استمالته الى جهة ونبْشِ دلائل تكثّف إدانته. لم تلجم برامج الهواة رغبة المتحمّسين في الزوايا الضيّقة حيث الدول وأزماتها تسبق حضور الفنان المتسابِق. طفت حساباتٌ تُسيّس الفوز وتزجّه ضمن اعتبارات ايديولوجية قاسية. كأنه مُحالٌ فصل السياسة عن نشاطٍ آخر، حتى الفن مهما بلغت عظمته.


منذ "سوبر ستار"، والمنافسة تتعدّى كونها لعبة فنية. مثَّل ملحم زين لبنان، ومثَّلت رويدا عطية سوريا، والأردنية ديانا كرزون فازت. كان ذلك قبل "ربيع" الأزمات والتطرّف القاتل. صنّفت الحرب الفنان السوري في خندقين: لا بدّ أنه يوالي نظاماً مجرماً أم يؤيّد معارضة يتضمّن بعضها الذبّاح والراجم. وبات هناك فريقان: أصالة نصري في واجهة الأول، تجاهر بمعاداة النظام إسوة بجمال سليمان. وأسماءٌ تشكّل الفريق المقابل، كدريد لحام ورغدة وميادة الحناوي. يتناسى الجمهور أعمالاً يقدّمها الفنان، ويغدو تقويمه وفق انتماءاته. ثم يمسي "فايسبوك" فسحة بغضٍ وشتائم.


"أم بي سي" حائلة دون التسييس، متيحةً أسبابه


يُشغِل البعض نفسه في التهكّنات: حازم شريف، مُوالٍ أشادت "سانا" بفوزه، ووضعت غناءه لسوريا في إطار "وطني"، أم معارض نبش له موقع "كلنا شركاء" الماضي، وزفّ، الى مَن يهمّه الأمر، أنّ النظام قتل والده في حلب، كردّ على احتمال أن يوالي؟ فجأة تصبح الموهبة نقاشاً مؤجلاً. فيصل القاسم أحد المهتمين بكون السوري الفائز ذا ميل سياسي. تروقه "تُهم" كهذه، فيتشاركها على صفحته حيث الهيجان. برّرت "أم بي سي" عدم رفع حازم شريف العلم السوري بالقول إنّ "المحطة تمنع رفع أعلام البلدان على المسرح"، وما حدث في الموسم الفائت حين رفع محمد عساف علم فلسطين "خطأ تقني". تريد المجموعة مسافةً من الويل الحاصل، فتحول دون رفع الأعلام عند كلّ نصر. لكنّها- بسماح تكرار أنّ الدول تتنافس، والمبالغة في ربط المشترك ببلده، والتساهل مع البعض المندفع في اللجان الحاكمة حين يسمح بتزكية دولٍ على حساب أخرى وامتهان اللعب على العواطف (لجهة مشتركي كردستان العراق مثلاً)- تبدو كمن يتيح التسييس ولا يصدّه كما يجب. تفادي رفع العام السوري إنقاذ موقفٍ ولَجْمُ فوران، وإن وَجَب الحرص على سدّ المنافذ أمام كل تجييش محتمل، قبل الآن، عوض تداركه لحظة إعلان النتائج.


وسبق لـ"أم بي سي" أن فضّلت فصل جورج قرداحي على التورّط في موقف. تبرير رفع محمد عساف العلم الفلسطيني في الموسم الفائت من "أراب أيدول" بـ"الخطأ التقني"، والقول إنّ البرنامج لا يسمح برفع الأعلام، يتضارب ومحاولة الإماراتية أحلام "إلصاق" العلم السعودي بالفائز. الإشكالية أبعد من رفع الأعلام أو حجبها. يتعلّق جوهرها بهوية الفنان السوري بعد الأزمة. لو أنّ الفائز من دولةٍ أخرى، لمرّ رفْعُ العلم عابراً. فرضت المأساة السورية ضيق الخيار. العلم علمان، واحدٌ احتكره النظام فأصبح "العلم الحكومي"، والآخر صنيعٌ معارِض تعوزه الشرعية. علمان وهويات متشظّية. حالت "أم بي سي" دون أن يرفع حازم شريف أحدهما ويُصنَّف "فنان جهة". كسَرَت في مكان و"جَبَرت" في آخر. أتاحت ظهور "الولاء السوري" عبر استبدال كلمة "بلادي" في أغنية جوزف عازار، بـ"سوريا"، فصدح حازم شريف بحنجرة جامعة: "بكتب اسمك سوريا عالشمس لما بتغيب". ذلك لم ينتشله من فكّي كمّاشة تنهش حتى الضحايا.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم