السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ربيع كيروز لـ "النهار": "أحبّ المرأة بعيوبها"

المصدر: خاص "النهار"
إيلده الغصين
ربيع كيروز لـ "النهار": "أحبّ المرأة بعيوبها"
ربيع كيروز لـ "النهار": "أحبّ المرأة بعيوبها"
A+ A-

 


إلى "بوتيك" ربيع كيروز في منطقة الصيفي توجّهت "النهار" بحثاً عن الجمال وسط بشاعة الحاضر. هناك يعرض كيروز كعادته السنوية مجموعته الجاهزة لخريف وشتاء 2014 بمناسبة الأعياد. لكنه لا يرضى أن يكون وحيداً بين زبائنه بل يدعو أحد المصمّمين الصاعدين ليدعمه ويشاركه العرض. هذا العام حالف الحظ مصمّمة الجواهر الشابة كرمى سلمان، كما حالف الحظ بيروت باستضافة كيروز لمستشارة الأزياء آرييل دو رافنيل الصديقة المقرّبة من لولو دو لا فاليز ومصمّمة المجوهرات لدار Yves Saint Laurent، حيث توقّع دو رافنيل كتاباً تذكارياً عن لولو أيقونة الموضة الراحلة وتعرض بعضاً من مجوهرات كانت قد صمّمتها.


كان في استقبالنا المصمم اللبناني العالمي ربيع كيروز، وسط مجموعة تنسكب فيها الرؤية العصرية والعملانية في آن. تصاميم يتحدّث كيروز عنها لـ "النهار" قائلاً: "أرى أن أزيائي لبنانية أكثر من سواها كوني لا أذهب إلى الزخرفات الغربيّة بل أعتمد القَصَّة المريحة للمرأة التي يمكنها ارتداؤها إلى أي مكان". ويتابع عن مجموعته لخريف وشتاء 2014 التي يعرضها في "البوتيك" تحت عنوان "حمّام" إذ يرى فيها المرأة خارجة من الاستحمام فتلفّ جسدها بالمنشفة التي تتمظهر في أزياء كيروز الواسعة إذ تحاول الإحاطة بجسد المرأة كاملاً.


بين الحرير والصوف والبروكار وأنواع أخرى من الأقمشة الراقية نرى المرأة التي سترتدي أحد هذه الأثواب الجاهزة، كأنها خارجة من الماء على ضفاف نهرٍ فينيقيٍّ قديم. يبدو من الألوان التي يعتمدها كيروز أنه مغرمٌ بالأحمر. يخبر "النهار" عن دعمه الكامل للشباب من خلال مؤسسة "Startch" فيختار كل عام عدداً من المصمّمين الشباب ليدعمهم ويعرض تصاميمهم في "البوتيك" الخاص به، مضيفاً أن لديه شغف بالتعرف إلى المصمّمين الشباب الصاعدين.


يعترف ربيع بدعم أهله له وعدد من الأصحاب وبعض زبائنه الذين آمنوا بعمله. وعن المرأة التي ترتدي أزياءه يقول إنه لا يتخيل شكل جسدها وحجمه إذ ينظر إليها كامرأة جريئة واثقة من نفسها ومن أناقتها إلى أقصى حدّ. وعن المرأة التي تؤثر فيه يقول "تلفتني المرأة التي لديها ثقة كبيرة بنفسها ولا تهتمّ لأي عيوب في جسمها بل أنظر إلى إطلالتها الواثقة الخطى وإلى استقامة كتفيها".


هو الذي بدأ عمله في لبنان ثم أسس "دار ربيع كيروز" في باريس منذ 5 سنوات حيث ينفذ تصاميمه في محترفه الفرنسي بأجود الطرق، يُعلن تميّزه عن المصمّمين اللبنانيين، قائلاً: "أنا لا أسعى للتميّز عن أحد بل أنفذ رؤيتي وهي التي تجعل الزبائن يرون ما فيها من تميّز"، ويتابع "أفتش عن الأصالة في العمل في مجال الأزياء وأهمية عمل ما نحبّ إذ نضع روحنا فيه". بالنسبة إلى انشغاله عن حياته الخاصة يعترف كيروز بـأن عمله يسرقه من حياته ويأخذ كامل وقته إلاّ أنه يجد الفرصة ليعطي عائلته حقّها.


يريد كيروز أن يرى القطع والأزياء الموقّعة من داره في الشارع وفي أي مكان عام، لا يريد أن يعرض أزياءه مرة فوق المنصة وأن تضعها المرأة في خزانتها. يودّها قطعاً يوميةً تعشقها المرأة وتتوق إلى تكرار لبسها.


كرمى سلمان... عن علاقة المجوهرات بالجسد والحرب


في وسط "البوتيك" منصة تنعكس الأضواء عليها بقوّة، إذ هي تحوي مجوهرات بأحجام ضخمة من تصميم الشابة اللبنانية كرمى سلمان، 23 عاماً، التي درست الفنون الجميلة في لبنان ثم سافرت إلى لندن لتتابع دراستها في تصميم المجوهرات. وفي حديثها لـ "النهار" تشير كرمى إلى "أن ربيع كيروز هو من دفعها إلى إتمام هذه المجموعة الصغيرة من الأساور والخواتم والعقود، وتعهّد أن يقدمها لها خلال احتفال داره بموسم الأعياد". ولبّت كرمى الطلب مقدّمة مجموعة صغيرة من الأكسسوارات الذهبيّة الرائعة فعلاً.


تقدّم كرمى أوّل مجموعة لها من الذهب والألماس تحت عنوان "ACANA" أو المحارب، وتقول لـ "النهار": "أهدف من خلال تصاميمي الكبيرة إلى إشعار المرأة بالقوة والحماية كما أريدها أن تندمج مع أي قطعة ترتديها". وتشرح كرمى نظرتها إلى المجوهرات وعلاقتها بالجسد إذ ترى "أن خلق الفراغ في قطعة المجوهرات لا يكون عبثاً، بل ينبع من مشيئة خاصة في إيجاد تكامل بين الجسد والقطعة كأن الواحد يكمل الآخر".


وعن أصل تسمية المجموعة بـ "المحارب" إن كان ذا صلة بالجوّ العام، تنفي كرمى وتؤكد "أن كل قطعة تحمل اسم محارب حقيقي تعرفه شخصياً يناضل ويكافح في الحياة اليومية". وعن شغفها بالمجوهرات وتخصّصها في تصميمها تقول كرمى "إن حبّها للمجوهرات بدأ معها منذ صغرها إذ إنها الهدية الأهم والأغلى على قلبها في كل مناسبة".


وتتمنى كرمى في سياق حديثها لـ "النهار" أن ترتدي فستان زفافها من تصميم ربيع كيروز. كما تعبّر عن إرادتها في التقدم في مجالها "خطوة تلو الخطوة من دون قفز المراحل"، إذ هي كلاسيكيّة وعصريّة حسبما يظهر من خلال تصاميمها، ولا يوجد حالة أو موقف أو مصدر إلهام لها سوى حبّها لصناعة ما تراه جميلاً. وهي تعبّر عن إعجابها بتصاميم Buccelatti الإيطالية ودينا كمال اللبنانية.


شهادة آرييل دو رافنيل في دو لا فاليز وكيروز


في زاوية من "بوتيك" كيروز جلست مستشارة الأزياء آرييل دو رافنيل التي تعرّفت إلى كيروز منذ خمس سنوات وصديقتها لولو دو لا فاليز. وحين توفيت لولو قرّرت آرييل أن تصدر لها كتاباً أراد كيروز أن توقّعه في لبنان ومن "بوتيكه" خصوصاً.


عن ربيع تتحدّث دو رافنيل لـ "النهار": "أحببت الأزياء التي يقدّمها إذ هي مختلفة عما نعرفه عن الموضة اللبنانية الكلاسيكية جداً، لديه رصانة في عمله ويعرف كيف يختار الأقمشة والألوان وكذلك نقاوة مطلقة في الأشكال والتصاميم التي تجعله مميّزاً بالفعل عن بقية المصمّمين اللبنانيين في الخارج".


وترى في أزياء كيروز الحياة الطبيعيّة، وهي تمثّلها تمثيلاً دقيقاً ويمكن ارتداؤها في الشارع وأي مكان عام كما هي فاعلة. وتقدم آرييل أيضاً مجموعة جواهر من الذهب والأحجار الملوّنة بألوان الحياة التي أحبّتها أيقونة الموضة الراحلة لولو دو لا فاليز ومصمّمة المجوهرات لدار Yves Saint Laurent. لولو سبق لها وأن رسمت التصاميم وحدّدت الألوان، وها هي آرييل تعيد تنفيذ ما أرادته يوماً صديقتها المقرّبة. ولدى الحديث عنها نلاحظ تأثّرها الشديد فتقول "كانت شخصاً كاريزماتيكياً ساحراً ضحوكاً ومرحاً جداً أينما حلّ، كما أنها امرأة دؤوبة على عملها ومخلصة له بل مغرمة به، كما أنها عطوف جداً على من تعمل معهم وهذا ما لا يعرفه الجميع عنها". وتتابع آرييل "لولو تعرفت إلى ربيع وكانت تعشق تصاميمه ولا تفوّت أي فرصة لحضور عروضه في باريس".


عن لبنان الذي تزوره آرييل إلى الأحد، يوم انتهاء العرض تقول: "وصلت بالأمس وهذه زيارتي الأولى له لكنني رأيت بيروت والأجمل أنه لدي الكثير من الأصحاب والأصدقاء اللبنانيين الذين أعرفهم سابقاً". وعن الشعب اللبناني، تقول: "هو شعب ودودٌ ومضياف تماماً، كما أنه خلاّق ومبدع بالطبع". كما عبّرت آرييل عن إعجابها بتصاميم كرمى إذ ليس من السهل أن تبدأ بخط جديد، مشيرة إلى أن تصاميم لا فاليز موجودة في محل "Liwan" في بيروت وباريس.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم