السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الاغتصاب آفة تضرب دول عدة

المصدر: "ا ف ب"
الاغتصاب آفة تضرب دول عدة
الاغتصاب آفة تضرب دول عدة
A+ A-

تروي برنسيس الشابة الليبيرية اللاجئة في ساحل العاج بصعوبة وتأثر وقائع تعرضها للاغتصاب في ابيدجان تحت تهديد السلاح، في قصة تشهد على مأساة تكررت مع الاف من النساء في غرب افريقيا.
وتقول بنظرة تستعيد فيها الذعر الذي عاشته في تلك الاثناء "وضع سكينه على رقبتي، ظننت انه سيقتلني".
واستقرت عائلة هذه الشابة في ساحل العاج العام 2000، هاربة من ليبيريا التي كانت تعيش آخر ايام حرب اهلية مدمرة.
وقدمت برنسيس البالغة اليوم 17 عاما مع والدها جيمس ذي الاربعين عاما وعمتها غرايس المصابة باعاقة والتي وضعت طفلا كان ثمرة اغتصاب جماعي تعرضت له في ابيدجان في العام 2012، الى مقر جميعة تعنى بضحايا العنف.
ويقع هذا المقر في حي ريفييرا في ابيدجان، وراء جدران عالية وحراسة مشددة، ويقصده نساء واطفال من ضحايا العنف ياتون طلبا للمساعدة.
وهنا يبوحون بكلمات ثقيلة خافتة متعبة بما يهيمن على ذاكرتهم من احداث تجعل تذوق السعادة في الحياة امرة صعبا.
في مكتب ذي اثاث فقير، قوامه سرير اتت على لونه السنين، وحاجز خشبي متهالك، وكراس من زمن مضى، يقر الطبيب ايفاريست زانا ان مهمته بالغة الصعوبة في ظل الافتقار للمقومات الاساسية لها.
ويقول "نحن نهتم بصحة الاشخاص الاكثر تهميشا، وبالنساء من ضحايا العنف الجنسي".
ويعمل طبيب الصحة العامة هذا مع جمعية "اسابسو" التي تمولها منظمة اليونيسف، ويعالج حالات صعبة منها ما هو مستعص، كحالة لاجئة اربعينية تعرضت للاغتصاب فيما كانت غارقة في غيبوبة.
اما الشق النفسي من العلاج، فتهتم به ستيفاني ييو، وهي مهمة غير يسيرة في مجتمع تغيب عنه الثقافة حول "آفة الاغتصاب".
وتقول "لدينا هنا اطفال تعرضوا للاغتضاب، ونساء لاجئات من الكونغو وليبيريا وسيراليون وحتى من افغانستان، وهن يعشن في ظروف سيئة".
ومن الحالات التي تتذكرها ستيفاني "ذلك الصبي ذو الاربع سنوات الآتي من شمال ساحل العاج الذي اغتصبه جده ايمانا منه بأن ذلك يجلب له الثروة".
وتقول "ما زال الحديث عن الاغتصاب محرما في مجتمعنا، لا احد يتحدث عنه، ولم نتعلم يوما ان هذا الامر خطأ".
وتعليقا على هذا الموضوع، يندد لوي دوبوا المتحدث باسم منظمة اليونيسف بالتهاون مع موضوع العنف الجنسي ولاسيما في الاوساط المدرسية.
ويقول "اظهرت دراسة ان 46 % من المدرسين اقروا بانهم اقاموا نوعا من العلاقة الجنسية مع تلاميذ لهم، وهو رقم يبعث على القلق".
ويضيف "تنتشر آفة الاغتصاب في المجتمع الذي يعاني من التفكك، ويقبع الاطفال والنساء في ادنى السلم الاجتماعي، وهم بالتالي عرضة لكافة اشكال العنف، ولا يمتلكون الجرأة للحديث عما يتعرضون له".
وبدأت السلطات في ساحل العاج باتخاذ اجراءات لوضع حد لافلات مرتكبي الاعتداءات الجنسية من العقاب.
ويقول المتحدث باسم المنظمة الاممية "خصصت ارقام هاتفية للاستماع للضحايا، لكن حدة المشكلة تتطلب اجراءات اكبر".
تروي برنسيس حكاية اغتصابها في الآونة الاخيرة مع لحظات طويلة من الصمت.."كان يوم اثنين، كنت اسير وحدي في الشارع ذاهبة الى الكنيسة، امسك بي الرجل واقتادني الى موقف للسيارات، وضع سكينا على رقبتي واغتصبني وتركني ومضى...ظننت انه سيقتلني".
ويحاول والدها تهدئة روعها مرارا وهي تنفعل اثناء الكلام، لكنه يسر لمعالجيها قائلا بقلق "لن تتعافى من ذلك قط"...

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم