الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الفائزون الثلاثة في الدورات السابقة \r\nماذا يقولون

نيكول طعمة
الفائزون الثلاثة في الدورات السابقة \r\nماذا يقولون
الفائزون الثلاثة في الدورات السابقة \r\nماذا يقولون
A+ A-

"جائزة جبران تويني السنوية للحريات الصحافية" وِسام يعلق على صدر كل صحافي استحق نضاله رضى مناضل لم يغب حضوره الجسدي الا لتأخذ المبادئ الاعلامية التي درج عليها في "النهار" وانتهجها في حياته، بعداً أوسع من وطن ومنطقة واقليم، وبعداً يمنح كل فائز فخر القول "انا الشبل ابن ذاك الأسد" إذ سيكون استمراراً لصوت جبران تويني الهادر في ضمير كل شاب وكهل وعجوز... وخصوصاً في ضمير القاتل الغادر.


استمرار جائزة جبران تويني التي تأسست اثر اغتياله تأكيد لقوة الكلمة مهما حاولوا اسكاتها، وان الصوت "رح يضل يودي" ويعلو على اصوات المصالح المتنطحة في "المجالس الفاسدة"، رافعا وجع الناس التواقين الى حرية تعبير وقرار حر ينطلق من الفرد و"يتفشى" في المجتمع ليفعل فيه فعل النار في الهشيم.
في الذكرى الرابعة، كان لـ "نهار الشباب" وقفة مع الصحافيين الفائزين بجائزة جبران تويني في الدورات الثلاث الماضية: ناديا السقاف (2006) وميشال حاجي جورجيو (2007) وابرهيم عيسى (2008). حملوا الشعلة وانطلقوا من محيطهم الضيق لكسر قيود الخوف التي تكبل حرية التعبير.

ناديا السقاف
هل ترك فوز الصحافية اليمنية ناديا السقاف بـ"جائزة جبران تويني السنوية للحريات الصحافية" في الذكرى الأولى لاستشهاده عام 2006، أثراً في حياتها؟
جاءت تلك الجائزة في وقت كانت رئيسة تحرير جريدة "اليمن تايمس" ناديا السقاف في حاجة ماسة إلى مفاجأة من هذا النوع "كنت أمر بمرحلة عصيبة وإحباط بسبب صعوبة العمل الصحافي في اليمن، وخصوصاً بالنسبة إلى امرأة. وكنت أسأل نفسي: لماذا انا هنا؟ ولماذا أقوم بهذا العمل؟ وما فائدة الجهد الجبار الذي أبذله لإدارة صحيفة "اليمن تايمس"؟ ولماذا بقيت في اليمن أساساً؟... فجاءتني الإجابات لحظة تكريمي بذلك الإحتفال الذي حوّل مأساتي ومشكلاتي أملاً وعزماً وتفاؤلاً. وتملكتني سعادة عارمة وثقة متناهية وحماسة تدفعني إلى المثابرة والإستمرار".
تفخر ناديا بمجسم الجائزة وتضعه على مكتبها. وعندما تواجهها صعاب تنظر إليه بتأن وتستعيد ما شعرت به وعاشته لحظة إعلان فوزها، وفق ما قالت. أدركت السقاف ان الجائزة قد لا تغيّر "عملياً" وضع الصحافيين في اليمن، إلا انها توقعت ان تغير في شعورهم وقيمتهم. فبعد ثلاثة أعوام على نيلها جائزة جبران، تقول انها اعطتها الكثير على المستوى الشخصي فضلا عن بعد إقليمي وآخر عالمي، وصارت تتواصل مع العالم واصبح العالم يهتم باليمن وبصحيفتها "منحتني الجائزة تقديرا عالمياً وشهرة واسعة. ودفعتني لأعمل على ذاتي وارفع من مستوى الصحيفة التي اعمل فيها لكي اكون جديرة بالجائزة على الدوام". ووصفت الجائزة بانها "تجسد القوة الإيجابية الدافعة الى الأمام".
إلى ذلك، "فتحت الجائزة عيني على رموز الإعلام العربي مثل جبران تويني وجعلتني أتفهم مراحل حياتهم ونضالهم من اجل حرية الإعلام. وفي الوقت عينه، ساعدتني الجائزة على تحسين استخدام ادواتي المهنية، لانها شملت منحة تدريبية فضلا عن تمكني من تبادل الخبرات مع الكثير من المؤسسات الإعلامية الرائدة في العالم".
كيف حافظت السقاف على قيم تلك الجائزة؟ "حرصت على ان تشمل جائزة التدريب عدداً من الموظفين في صحيفة "اليمن تايمس" حتى تكون الفائدة عامة وتحدث نوعاً من التكامل ورفع مستوى المؤسسة عموماً".
أما معنويا، فتم تصميم الجائزة على هيئة يد جبران تحمل قلماً كدليل على ان الصحافي الحر يدافع عن الحق بقلمه "وهذا بالنسبة إلي قدوة ومنهاج حياة". وختمت: "فخورة جداً بانني كنت اول من فاز بجائزة جبران تويني وسأعمل جدياً لأدافع عن حرية الإعلام في اليمن وحول العالم...".

ميشال حاجي جورجيو
منذ عام 2007 حتى اليوم، لا يزال الصحافي الشاب في الزميلة L'Orient Le Jour ميشال حاجي جورجيو، خائفاً من ضياع قيم جبران التي تجسّدت في تلك الجائزة الأغلى إلى قلبه. حمل مسؤولية كبيرة وصعبة لحظة فوزه بـ "جائزة جبران تويني السنوية لحرية الصحافة" خلال إحياء الذكرى السنوية الثانية لاستشهاده. حاجي جورجيو البالغ من العمر 30 عاماً دخل ميدان الصحافة قبل نحو عشر سنين.
ما الجديد الذي أضافته تلك الجائزة إلى حياته؟ "يرافقني دائماً شعور من القلق كون جائزة جبران تويني لم تكن جائزة عادية. فهي مسؤولية في ذاتها في حين ان جبران كان مدماكاً بنضالاته للحريات العامة وللسيادة والإستقلال، وليس من السهل ان يحمل احد ذلك الإرث او بالأحرى المسؤولية، خصوصاً ان الجائزة غنيّة بعمقها وتجسدت بيد جبران وقلمه الطبيعي المتجه حبره صعوداً نحو الأمان والنشاط وديناميكية حياة جبران، حتى الموت لم يستطع النيل من كلماته ومبادئه". وبصوت خافت يقول: "الجائزة حيوية بعنفوانها محافظة على القيم التي رسمها جبران لندرك كيفية تأديتها وتفعيلها رافضين التأخير والتراجع". أضافت الجائزة إلى حياة حاجي جورجيو المزيد من المثابرة على المضي بخط جبران ونهجه إلى ان تقترب ساعة الحقيقة وفق تعبيره.
"فمن الناحية العملية فتحت لي تلك الجائزة مجالات عدّة منها السفر وبناء علاقات جيّدة مع العديد من الصحف مثل "التايمس" و"الواشنطن بوست" في بريطانيا والولايات المتحدة. ولا تزال فرص السفر متاحة ضمن إطار الجائزة حتى اليوم".
ووصف تجربته بالفريدة لما اكتسبه من خبرات مهمة. قال: "تعرفت إلى صحافيين ومسؤولين في المجتمع المدني، واكتسبت منهجية للعمل لجهة تنظيم القوانين والرقابة وغيرها".
هذا الأمر حضه على الإلتزام والمثابرة في الدفاع عن الحقيقة وعن حرية الفرد وكرامته وحقوقه والحريات العامة والقضايا المحقة كرفض العنف بكل أشكاله ورفض منطق السلاح في البلاد.
وحول ماهية دوره يقول: "يكمن دوري بعد فوزي بجائزة جبران في ان أكون الشخص الذي يحمل يد جبران للدفاع عن قيمه. وانا بدوري أوجه السؤال الى جبران نفسه الذي جسّد قيم الشجاعة والصراحة والصدق والعنفوان في جائزته، فأسأله: كيف تطلب منا ان نحافظ على قيمة جائزتك؟"...
يرى ميشال ان هناك شقاً أساسياً في تلك الجائزة يعبّر عن إرادة الشعب اللبناني. "فكلما زاد صحافي حر يعبّر عن رأيه يكون جبران تويني وسمير قصير وغيرهما أحياء فينا...".


إبرهيم عيسى
استحق رئيس تحرير صحيفة "الدستور" المصرية ابرهيم عيسى "جائزة جبران تويني الدولية" لعام 2008 وهو يتحدّث بلغة الرجل الواثق والعاشق لمهنته ورسالته الصحافية وأسلوبه المباشر.
تعني الجائزة الكثير له رغم مرور سنة على فوزه بها. "أضعها على مكتبي كي تكون امام ناظري دوما، ولتذكرني بانها ليست مجرد جائزة انما شد للعزم وتربيت على الكتف. فالجوائز تصبح ضميرك وشاهدة عليك وحسيباً فوقك وعسساً من الروح للروح".
وأضافت الجائزة إلى حياة عيسى الشخصية، أصدقاء لم يكن يعرفهم، يشدون من عزمه ويصلبون عوده ويقفون عموداً فقرياً نفسياً لما يكتبه ولمن يكتب، على قوله.
أما في حياته العملية، "فالوسط الصحافي المصري كما أوساط صحافية كثيرة في اماكن اخرى لا ينتصر فيها المتنافسون، فما بالك بالمتخاصمين للكفاءة يعادونها ان قدروا ويحسدونها قدر ما يستطيعون. فالحقيقة ان هذه الجائزة لم تجد محتفين بها فى الوسط المهني ولا مهنئين، على أهميتها، اذ كيف نطلب من هؤلاء ان يحتفوا بها في مصر أو في غيرها من دول تعادي الحرية".
وما السبيل إلى ترجمة قيمتها عملياً؟ "ترجمة هذه القيم هي سر حياتي وهدفي دوماً ان يتحول الأمر بارانويا لا ادعاء رسالياً، بل الأجمل ان نحافظ على قيمها من خلال مهمتنا ومهنتنا الصحافية على السواء".
ورداً على سؤال يقول: "الجائزة في معناها وفي منحها لي وفي توقيتها وإسم صاحبها أعطتني المعنى الذي كنت أبحث عنه". وفي رأيه "ان معنى كل ذلك لا يموت ولا يحتضر ولا يفنى. كما انه لا يخلق من عدم، ان تموت لأجله كي يحيا به غيرك. وقد استشهد جبران تويني كي أحاول انا ان أحيا وسواي من الحالمين بحرية التعبير في العالم العربي المسجون بقمعه واستبداده وتطرفه وطائفيته".
فكل ما يتمناه عيسى هو ألا يتحالف الداعون الى حرية الكلمة في لبنان مع قامعي الكلمة في مصر، وألا ينتصر المدافعون عن حرية التعبير في مصر لخانقي الكلمة في لبنان أو سوريا و"ان نكون جميعا انصار حرية التعبير والرأي الحر، أحرارا من حكامنا ومن مصالحنا". وتمنى "ألا يفرض علينا تمويل من هنا أو حكومة من هناك أو تحالفات مع انظمة سياسية خيانة مبدأ الحرية. لا يصح لمن يحب جبران تويني ان يؤيد أو يسكت عمن يمنع كتاباً وصحافيين في السعودية أو مصر أو تونس. ولا يمكن من يؤمن بحرية التعبير ان يؤيد حزباً أو نظاماً أو حكماً مستبداً حتى لو كان يخدم أهدافه السياسية ما دام يدوس على مبادئه المهنية، لان حرية التعبير هي الأخلد والأهم ومبتدأ كل خبر...".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم