السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بعد الغياب جائزة جبران تويني الدولية

ن. القعسماني
بعد الغياب جائزة جبران تويني الدولية
بعد الغياب جائزة جبران تويني الدولية
A+ A-

آمن جبران تويني بالكلمة الحرة التي لا تخاف تهديدا ولا تخشى وعيدا، فاختار أن يكون لها رسولا. تسلّح بالحق في زمن الباطل، تمسّك بالحقيقة في أيام المساومات والتنازلات، أيّد الحرية في عهد الاستكانة والخنوع. وفي حين كان على يقين بأنّ شبح القتل والاجرام يطارده في كل زمان ومكان، أبى التحول عن الخط النبيل الذي رسمه لنفسه وهو الدفاع عن حرية الصحافة والرأي والتعبير.
تكريما لذكرى هذا الصحافي وتخليدا للقيم الصحافية والمهنية السامية التي كرّس حياته للدفاع عنها واستشهد من أجلها، خصص الاتحاد العالمي للصحف جائزة دولية سنوية باسم الشهيد جبران تويني. وهي تمنح لناشر أو محرر ترتأي لجنة التحكيم المؤلفة من ممثلين للاتحاد وأسرة "النهار" وعائلة تويني أنّه كان الأمثل في تجسيد القيم التي اعتنقها جبران تويني وصحيفته "النهار". والجائزة عبارة عن منحة مالية تبلغ قيمتها عشرة آلاف أورو، تمكّن الفائز بها من تلقي تدريب متقدّم في مجال ادارة الصحف يتم من خلال مركز التدريب التابع لـ "النهار"، فضلا عن أشكال أخرى من المساعدة من قبل الاتحاد العالمي للصحف.
وفازت الصحافية اليمنية ناديا السقاف، رئيسة تحرير جريدة "يمن تايمز"، بجائزة جبران تويني السنوية الدولية الاولى لعام 2006 وتسلمتها خلال المنتدى العربي الأول للصحافة الحرة في العاصمة اللبنانية بيروت. وفي حديث الى "النهار" شرحت السقاف المشكلات التي تعترض العمل الصحافي في بلادها، مشيرة الى انها تتابع "اسوة بالعالم كله" التطورات في لبنان". واضافت أنّها لا تتوقع ان تغير الجائزة عمليا وضع الصحافيين في اليمن، لكنها "ستغير ربما في شعورهم بقيمتهم، وستجعل الاشخاص المتحكمين بالوضع في اليمن يدركون ان عليهم الانتباه، لان هناك من يشجع هؤلاء الصحافيين، و"لديهم ظهر".
أمّا جائزة جبران تويني الثانية لعام 2007، فكانت من نصيب المحلل السياسي في الصحيفة اللبنانية الصادرة باللغة الفرنسية "لوريان لو جور"، ميشال حاجي جورجيو. والأخير عضو في مجلس ادارة تحرير الصحيفة ورئيس ملحقها السياسي السنوي. وقد تسلّم جائزته خلال المنتدى الثاني للصحافة الحرة أيضا في لبنان. وأعرب بعد تسلمه الجائزة أنّ "المرحلة التي سبقت انتفاضة الاستقلال منذ عام 2004 كانت في غاية الضبابية والظلم والقمع ونزف الطاقات وحاولت في وقت من الأوقات تدمير طاقات الشباب وعنفوانهم وكيانهم ودفعت بعضهم إلى الهجرة القسرية أو الرحيل النهائي خارج الوطن".
كذلك عبّر جورجيو في كلمته عن رغبة جبران تويني الدائمة في التحرير والسيادة والاستقلال. وتابع قائلا إنه لم يتوقع مطلقا أن ينال جائزة جبران تويني الدولية السنوية الثانية عن حرية الصحافة في لبنان والعالم العربي معتبرا ان هذه الجائزة مسؤولية ادبية كبيرة القيت على عاتقه، وأكّد تصميمه على متابعة مسيرته على هذا المنوال في سبيل ابقاء شعلة الحرية متقدة عاليا، نحو تحقيق الغاية التي سعى جبران تويني وسائر شهداء انتفاضة الاستقلال، الى تحقيقها، وهي الاستقلال وحرية التعبير... وفي ما يخصّ الدواعي الكامنة خلف اختيار السقاف وحاجي جورجيو دون سواهما للفوز بهذه الجائزة فهي العزيمة الراسخة في الدفاع عن الصحافة الحرة والمستقلة والتزامهما القيم التي ناصرها تويني طيلة مشواره المهني.
وهذه السنة يلتقي في بيروت يومي الثاني عشر والثالث عشر من كانون الأول ما يزيد عن مئة اعلامي من مختلف أنحاء العالم عقب أعمال المنتدى العربي الثالث للصحافة الحرة، الذي سيستضيفه لبنان للسنة الثالثة على التوالي، بمبادرة مشتركة بين الاتحاد العالمي للصحف وجريدة "النهار". وسيخصص الحفل الختامي للمنتدى العربي لتكريم الشهيد جبران تويني عبر تقديم الجائزة السنوية الثالثة التي تحمل اسمه للناشر أو المحرر الذي يستحقها لهذه السنة. بالتالي ما علينا سوى الانتظار والترقّب للتعرف الى اسم الفائز أو الفائزة.
ايمانه الراسخ بالكلمة الحرة ودفاعه المستمر عن حرية الصحافة والتعبير، جعلا من جبران تويني صحافيا مناضلا يصبو دوما الى الحقيقة كما هي من دون تحريف أو تردد، وما لبثا ان أدرجا اسمه في قائمة الشهداء الأبرار. فرحل بعدما جاب العالم بشرقه وغربه لترسيخ القيم الصحافية والمعايير المهنية والادارية في أذهان العامة، لاسيما أهل الصحافة والاعلام، وخصوصاً أن مفاهيم الصحافة الحرة والمستقلة لازالت هشة في دول عديدة من العالم. فجاءت عضويته في الاتحاد العالمي للصحف ونشاطهما المشترك خطوة استثنائية لتجسيد رسالته واثباتا للعالم ان الصحافة اللبنانية والعربية، كجريدة "النهار"، قادرة على لعب دور بارز في كل ما يعتري العالم من حوادث وتحديات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم