الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جبران في متحف المشاهير

جبران في متحف المشاهير
جبران في متحف المشاهير
A+ A-

تمنح الحياة بعضاً من أبنائها فرصة نادرة (وربما وحيدة لا تتكرر) لاختيار الطريقة التي سيذكرهم بها العالم. قد يكون تقديراً خفياً لمن في ايديهم أن يصنعوا شيئاً ما، أو يتركوا في زمنهم ما قد يحمل أثراً لأجيال من بعدهم. أو لربما هي عشوائية الحياة بجدلياتها المتراكمة والموقنة أن البعض سيغادرون قبل أوانهم، من دون أي يكون في إمكانها هي، الازلية والابدية في الوقت عينه، أن تقاوم قدرية ما تمنعها من الاحتفاظ بأبنائها.
اختار جبران تويني من عليائه أن يعود في تمثال ناطق متحرك في "متحف المشاهير" على طريق مغارة جعيتا. انضم الى سرب من عظماء سبقوه، وصار واحداً منهم. وهو أصلاً لم يغادر. وفي الأمس القريب ، ثبّت حضوره مجدّداً، مجدِّداً قسمه الشهير الذي أطلقه في ساحة الشهداء في 14 آذار 2005. عاد القسم ليصدح يومياً، مرافقاً صياح الديك الذي استمر (ويستمر) من بعده.
كل من حضر إزاحة الستار عن التمثال، حضر وفي ذهنه هاجس واحد: اللقاء مجدداً بجبران.
الجميع حملوا صورتهم "الخاصة" به وأرادوا أن يستعيدوها، او أن يعيدها التمثال اليهم.
لم تخف الدموع (الخفية منها والمنهمرة) تعبيراً عن مقدار الشوق الى جبران أكثر من تمثاله، الى جبران الابن والاب والزوج والصديق الذي لن يعوض غيابه أو يستبدله تمثال. لكن العيون نفسها حملت في دموعها أملاً متجدّداً بأن غياب جبران الشخص لم ينعكس غياباً لجبران الحضور الذي سيبقى ملكاً للجميع: للشباب وقد بذل جهوداً مضنية ليستعيدوا مكانتهم ودورهم المستحق في وطنهم، وللوطن الذي قدم دمه من أجله سيداً حراً مستقلاً، وللحياة التي ربما استردت وليدها مرغمة، لكنها أبقت لنا ولنفسها حضوره الذي سيبقيه تمثاله، مدوياً بصوت يودّي... كما كان دوماً في حياته..
يقول مدير المتحف جورج معلوف: "انها ليست المرة الاولى التي يجمعنا فيها جبران. فهو لطالما جمع شباب لبنان بأفكاره الرائدة، قبل أن يوطد بقسمه دعائم وطن الحرية والسيادة والاستقلال"، هذا القسم "الذي لم يكن وليد حدث عابر، بل مستمد من عائلة عميقة في جذور لبنان الحديث، من جبران تويني الجد الى غسان وناديا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم