الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رياضي يأخذ وقته قبل أن يتورط

نمر جبر
رياضي يأخذ وقته قبل أن يتورط
رياضي يأخذ وقته قبل أن يتورط
A+ A-

قلة كانت تعرف ان جبران تويني، رغم انشغالاته المهنية والسياسية، كان يسرق بعض الوقت لمزاولة الرياضة، وقلة كانت تعرف ان صاحب القلم الجريء والموقف الشجاع في السياسة كان شديد الحذر في الرياضة. وقلة كانت تعرف أن جبران كان من محبي سائق "الفورمولا واحد" البرازيلي ايرتون سينا ومن بعده الألماني مايكل شوماخر ومن مشجعي منتخب السامبا في المونديال، وان مسبحة الصلاة لم تكن تفارقه أثناء متابعته المباريات الدولية لفريق الحكمة بيروت بكرة السلة.


أجمع أصدقاء جبران على النمط الجديد الذي فرضه وجود زوجة رياضية كسهام عسيلي في حياته "لقد تعرفت على جبران من كثب عندما دعاني للقيام بنزهة على Ski Doo التي احببتها وتعلقت بها. ومنذ ذلك الحين لم اعد امارس التزلج على الثلج".
تتذكر سهام كيف غضب جبران عندما قادت آليتها بسرعة "زعل وكان بدو يبيع الـ Ski Doo، ما كان يحب ابداً المخاطرة، وكان كتير يعتل هم يللي معو اكتر من حالو".
تعترف سهام بأن جبران لم يكن يحب الرياضة كثيراً "لكن مع الوقت اصبح يحب المشي على الثلج والسباحة لمسافات طويلة إضافة إلى ركوب الخيل"، متذكرة حماسة جبران واندفاعه لإتقان رياضة ركوب الخيل "قبل شهرين من استشهاده كان يركب الخيل بمعدل ساعتين في اليوم رغبة منه في تطوير ادائه بسرعة". كان جبران حريصاً على الانخراط في شكل كبير في جو الفروسية، كما أكدت سهام "كان كتير متحمس وكان يتابعني ويدعمني بكل مبارياتي".
وصف ألكو شيحا صاحب شركة "Team Nine" للتجهيزات الرياضية، جبران تويني "بعاشق الحياة في كل الظروف". كان يحب ممارسة الرياضة لا سيما الخطرة منها، لكنه في المقابل كان شديد الحرص على التزام مبادئ الوقاية والسلامة "يأخذ كل وقته في دراسة خطوته قبل أن يتورط. كان يرفض ممارسة التزلج المائي (Ski Nautique) واستمررنا في إقناعه مدة ثلاثة أشهر كي يقبل أقله في تجربتها. وبعد أكثر من محاولة ظل يجد صعوبة في الوقوف على المزلاجين بسرعة وبطريقة جيدة، فقررنا وضع خطة تدفعه للتأقلم بسرعة. وفي إحدى المرات وبعد أكثر من محاولة فاشلة اتفقنا ان نصرخ لحظة إقلاع القارب ان قنديل بحر يقترب منه فكانت ردة فعله سريعة وتمكن من الوقوف بسرعة وسهولة، ومنذ ذلك الوقت أصبح يتمتع بالتزلج المائي".
يتذكر الكّو كيف كان "الاستاذ" يتفقد يومياً اعمال ترميم مركبه القديم ويحرص رغم عدم انتهاء الأعمال على تنظيفه بالمكنسة الكهربائية عند كل زيارة. "كنا عندما نعلم مسبقاً انه آتٍ إلى "مارينا ضبيه" نهرع إلى المكانس الكهربائية ونبدأ بالتنظيف، فكان المشهد يضحكه ويسعده".
كان يحب الثلج وتحديداً الرحلات الجبلية على الـ "Snow Mobile". لم يكن يقوم بالرحلة قبل أن يتأكد ان نسبة الخطورة لا تتجاوز الصفر، كان يتجنب الهضبات والمطبات ولا يسلك سوى الطرق السهلة الآمنة العديمة الخطر.
في رحلات الصيد كانت تجذبه الطبيعة اكثر من الصيد في ذاته. "كان يشفق على العصفور قبل ما يقوصو". يروي الكّو كيف كان جبران لا يهاب الوجود العسكري السوري حتى في أحلك الظروف "كنا عائدين من رحلة صيد في البقاع وتوقفنا لدى ملحمة، وبعد دقائق معدودة يصل جيب من نوع "لادا" يترجل منه رجل بلباس مدني ويتوجه إلى جبران بلهجة سورية "نحن نحترمك سيد تويني، ونتمنى ان تخفف حملتك علينا قليلاً، وعلى كل حال اهلاً وسهلاً بك في البقاع". وبسرعة انتفض جبران وقال له "ليس انت من يجب ان ترحب بي، إنها أرضنا وانتم ضيوفنا".
بدوره يؤكد تينو انجليل من شركة Arcti Cat الذي كان يرافق "الأستاذ" في رحلاته الجبلية كيف "كان دقيقاً في خياراته، حريصاً على السلامة العامة، وكان قبل كل انطلاق يتأكد بنفسه من جهوزية آليته، بنزين، زيت وفرامل...".
ويتذكر تينو ان جبران لم يكن يحب الذهاب بمفرده أو سلوك الطرق الوعرة والمخاطرة "كان يقود دراجته بتأنٍ ودقة متناهية، كان يحب هدوء الطبيعة كثيراً، ويعشق تأمل المناظر الخلابة من أعلى القمم". لم يخف انجليل اعجابه بتواضع جبران تويني "كان متواضعاً في شكل غير طبيعي، وكان يتعامل باحترام شديد مع الجميع من العامل الذي ينظف الآلية إلى صاحب الشركة".
كريم سركيس الذي تعرف الى جبران من طريق زوجته سهام عسيلي، اكد ان وجود زوجة رياضية الى جانبه شجعه على مزاولة انواع متعددة من الرياضات المشوقة "لكن دائماً في إطار من الحذر الدقيق البعيد عن التسرع والتهور". كان جبران يحب ركوب الـ Ski Doo والتنزه على الثلج، دراجته لم تكن سريعة، كان يتجنب سلوك الطرق الصعبة. احب كثيراً الفروسية وكان يزاولها وزوجته سهام صاحبة الانجازات في هذا المجال.
وكريم، رفيق جبران في البحر، يتذكر كيف كان "الأستاذ" حريصاً على سلامة رفاقه "كان يكره التنقل على المركب أثناء سيره وغالباً ما كان يؤنبنا بسبب تصرفاتنا التي كان يصفها بالمتهورة".


يتذكر وديع تويني، مدير قسم تكنولوجيا المعلومات في "النهار"، كيف كان جبران يتحمس بشدة للسائق الألماني مايكل شوماخر "كان يوم احد وكنت اقود سيارتي على اوتوستراد جل الديب عندما رنّ هاتفي، كان جبران من فرنسا، كنا نتحدث عن امور مهمة في العمل، وفجأة يصرخ بصوت عالٍ "يا أخو ..." وينقطع الإتصال. للوهلة الأولى ارتعبت واعتقدت أن مكروهاً أصابه، ارتبكت ولم أعد أعرف ماذا يجب ان أفعل، وبعد اقل من خمس دقائق رن الهاتف مجدداً. إنه جبران، فبادرته "ماذا حصل لقد هرب قلبي"، فأجابني بكل هدوء "لا شيء لقد تجاوز أحد السائقين شوماخر عند احد المنعطفات".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم