الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل هذا ما أراده؟

عياد واكيم
هل هذا ما أراده؟
هل هذا ما أراده؟
A+ A-

في الذكرى الثالثة لأغتيال النائب والصحافي جبران تويني، نسأل انفسنا ماذا يمكننا ان نقول او نكتب لأن الكثير كتب وقيل، انما يبقى سؤال لم يطرحه احد ربما لأن لا جواب له او لأن الجواب اذا اتى سيكون مبعثرا، غامضا لا يروي غليل سائله.


تأسست جمعية "نهار الشباب" في نيسان 2006 لتكون الاطار الضامن للذهاب الى تنفيذ المشاريع التي كان الشهيد جبران تويني عمل لها، بدءاً بحكومة الظل الشبابية، مرورا بنوادي الصحافة في المدارس، والمندوبين، واعادة احياء الملحق الأسبوعي، واطلاق الهايد بارك في المناطق، ومشاريع عدة تتالت، وما زالت تتفاعل مع الأيام.
ضمن هذه الزحمة من المشاريع والمواضيع سألت نفسي يوما ماذا لو...
ماذا لو أن ليس ما اراده جبران تويني؟ او على الأقل هل نحن في "نهار الشباب" وفريق عمل الجمعية، نؤدي واجبنا وننفذ المهمة كما كان يريدها؟
ولكنهم مثلي، رأيهم كرأيي، اي انهم لو لم يكونوا مقتنعين بما يقومون به واكيدين ان عملهم يساهم في متابعة رؤية جبران تويني، لما كانوا أكملوا مهماتهم.
عندئذ قررت ان أتصل بأشخاص عرفوا جبران تويني وتعاونوا معه كمندوبين في "نهار الشباب" منذ 1993، وهم يعملون حالياً في قطاعات متعددة.
اول من اتصلت به هو ربيع الشاعر، المستشار القانوني لوزير الداخلية زياد بارود وسألته الآتي: هل برأيك "نهار الشباب" تمضي الآن على الخطى التي ارادها جبران تويني؟
قال: "الحالة التي انطلقت منها "نهار الشباب" تختلف عن الوضع التي هي موجودة فيه اليوم. عندما اطلق جبران تويني "نهار الشباب" في 1993 كانت الديموقراطية مغيبة وكان البلد خارجا من حرب.
كان المحرك لهذه الحركة هو جبران تويني صاحب الشخصية المميزة. أعطى مندوبي "نهار الشباب" حتى الذين لا يتفقون معه في السياسة مساحة لكي يعبروا عن آرائهم وكانوا يثقون به كثيرا.
كان لـ"نهار الشباب" بعد سياسي اجتماعي ثقافي اذ انطلق منها شعراء، وأدباء وكاريكاتوريون. المبادرات التي قام بها جبران تويني كانت جريئة جدا.
ليس المطلوب التكرار انما خلق حركة جديدة تلبي حاجة الوضع الراهن. الديموقراطية اليوم موجودة ومساحاتها جيدة ولكن استعمالها سيء.
في رأيي، ان دور "نهار الشباب" حالياً هو افاقة الشباب اللبناني المنتمي بأكثريته الى أحزاب دجّنته داخل قفص فكري وأخذت منه حريته، لاخراجه من حالة الغيبوبة الذي هو فيها.
في هذا الأطار لا أعلم اذا كانت "نهار الشباب" تؤدي هذا الواجب.
وأما الثاني فهو نديم قطيش الأعلامي الناجح الذي اعترض على طريقة السؤال لأن "نهار الشباب" ليست ما اراده جبران تويني فحسب انما ما اراده كل الشباب اللبناني.
قال: نخون جبران تويني عندما نقول اننا نريد السير على خطاه لأن جبران تويني انتفاضة دائمة على التقاليد والمرجعيات، حذاري ان نقع في فخ تصنيم جبران تويني.
على فريق "نهار الشباب" الحفاظ على روحية "نهار الشباب" وعلى قدرة العقل في النقد المفتوح"
واعتبر نديم ان المسؤولية لا تقع فقط على "نهار الشباب" وانما على كل الشباب وسأل:
اين نحن الشباب بعد مرور ثلاث سنوات على استشهادك يا جبران؟
هل كنا على قدر المهمة التي اوكلتها لنا والتي استشهدت من أجلها؟
هل وطن الأرز الذي بذلت حياتك فداء له ما زال على العهد؟
هل ما زلنا مسلمين ومسيحيين اوفياء للقسم الذي أطلقته في ساحة الحرية ان نبقى موحدين دفاعا عن لبنان العظيم؟ مشرذمين متفرقين لا نهتدي ولا نجمع على الولاء للوطن الذي عشقته حتى الشهادة؟
هل حافظنا نحن الشباب على الوزنات وضاعفناها ام دفناها في التراب؟".
أسئلة... أسئلة يطرحها نديم، وهي تؤرقني في الوقت عينه، لكني كلما أراجع كتاب نشاطاتنا في الجمعية وحركتنا الدائمة، وثورتنا المستمرة، أجد جبران بين دفتيه، وأراقب الحيوية في حركة وعيون كل أعضاء الفريق، فأعود الى نفسي راضياً ولكن غير ممتلئ، إذ لا يجوز مع جبران الامتلاء والاكتفاء بما تحقق... بل الحل في الحركة الدائمة والثورة الدائمة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم