الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أبو فاعور وقطيش والحلبي: أوفياء للمسيرة رغم التحديات

سمير صباغ (مندوب)
أبو فاعور وقطيش والحلبي: أوفياء للمسيرة رغم التحديات
أبو فاعور وقطيش والحلبي: أوفياء للمسيرة رغم التحديات
A+ A-

"عليك ان تعدنا، وابتداء من اليوم، بأنك لن تتراجع ولن تستسلم ولن تيأس ولن تحبط ولن تخاف ولن تستقيل!"... بهذه الكلمات خاطب جبران تويني الشباب اللبناني من خلال افتتاحيته "سنة على الحلم المجنون..." في 9 أيار 1994. وتابع: "عليك ان تعدنا بأنك ستستمر، ومهما كلف الأمر، بهذا المشوار، بهذه المسيرة، مسيرة بناء وطن المستقبل، وطن الأجيال الطالعة...". واليوم في الذكرى الثالثة لاستشهاد جبران، نتوجه الى أولئك الشباب الذين عرفوه، وقد وصلوا الى السلطة أو مواقع التأثير على الرأي العام، لنسألهم عن مدى التزامهم القيم التي تحدثوا عنها سابقاً، وعن مدى تأثر أفكارهم التغييرية بلعبة لسلطة والمصالح.


أبو فاعور
عبّرالوزير والنائب وائل أبو فاعور لـ "نهار الشباب" عن مدى وفائه للقيم التي جمعته مع جبران بقوله "هذه الاقتناعات قد تكون نظرية أحيانا، لكن عندما تقدم الدماء لأجلها ويستشهد أمثال جبران وسمير قصير وبيار الجميل، تصبح هذه الاقتناعات راسخة والتزامها واجب أخلاقي يتعدى الاقتناع السياسي". وأضاف "نحن نعمل في ظل نظام سياسي متخلف، وهو أشبه بطاحونة سياسية للأحلام، ومكيدته أكبر من طموحات أي فرد وقدراته، إلا أنني أزداد تفاؤلا بإمكان إحداث الفرق عندما يتقدم شباب من الذين يشاركوننا هذه القيم الى المواقع السياسية".


قطيش
اما الاعلامي في قناة "المستقبل" نديم قطيش فيعتبر ان القيم التي آمن بها مع جبران في "نهار الشباب" لا تزال تحكم سلوكه لأنها "قيم تلتزم مشروع الدولة وترفض الميليشيات والعنف المسلح ونحن بدأناها في نهار الشباب ونستكملها اليوم في ثورة الأرز".


الحلبي
أما الناشط في المجتمع المدني والإعلامي فادي الحلبي فشكلت تجربته مع "نهار الشباب"، بما اختزنته من مساحة تلاق وحوار وصراع ديموقراطي يقر بالتعددية والإعتراف بالآخر والحلم بالتغيير، إحدى المراحل الأساسية التي طبعت مراحل نموه كمراهق بقوله "بحثت عن ذاتي خارج لغة المتاريس التي كانت سائدة آنذاك والتي عادت الى التمظهر اليوم وكأننا لم نتعلم شيئاً من الماضي ولذلك أجد نفسي اليوم منقاداً بهذه القيم التي عاشها جبران قولاً وفعلاً، فهو لم يقدم نفسه كزعيم سياسي أو منظر أيديولوجي بل كان بكل بساطة شخصاً مُلْهَماً ومُلهِماً في الوقت نفسه، ويدعو الشباب الى صناعة لبنان الجديد خارج أي ارتهان أو تبعية لأحد".


هل صمدت أفكار التغيير؟
دعا جبران دوماً الى إشراك الشباب في السلطة ومواقع القرار لأنه اعتبرهم القوة الوحيدة القادرة على إحداث التغيير. ولكن أمام مغريات السلطة ولغة المصالح هل تصمد أفكارالتغيير؟ يؤكد نديم قطيش أنه لا يزال تغييرياً "لا أزال كما كنت في "نهار الشباب"، لذلك أسعى الى إحداث التغيير من موقعي الجديد كإعلامي، لكنني لا أفهم بعض الأشخاص الذين شاركوني تجربتي مع جبران يومها، وأجدهم اليوم من المنظرين للميليشيات ويبذلون جهداً أكاديمياً لتبرير بقائها كبديل للدولة ومشروعها. هؤلاء تغيروا ولم يصمدوا!".
أما الوزير أبو فاعور فيقول: "حكما أصابني شيء من طاعون اللعبة السياسية ودجنني النظام السياسي بعض الشيء، لكنني في الاقتناعات الأساسية لم ولن أخل، والدليل على ذلك أنني الوحيد الذي طرح على لجنة صياغة البيان الوزاري وعلى طاولة مجلس الوزراء لاحقاً قضية خفض سن الإقتراع الى 18 سنة وحتى عندما تحركت القوى الشبابية لتحقيق هذا المطلب، كنت من أوائل الموقعين على العريضة المطالبة بتعديل الدستور، بالرغم من أن ذلك قد يدخل في حسابات وتوازنات ما يسمى بميزان الذهب اللبناني". ويضيف "أنا ملتزم أيضا قضايا الجامعة اللبنانية وغيرها من القضايا الشبابية وأسعى دوماًً الى إدخال روح الشباب التغييرية الى الحياة السياسية، لكن قوى التغيير المفترضة خصوصاً على مستوى المنظمات الشبابية أظهرت قصوراً إستثنائياًً في هذه المرحلة، فهي توزعت على خنادق السياسة وانقساماتها وأسقطت القضايا المطلبية والشبابية المحقة".
في المقابل إعتبر فادي الحلبي ان "المهمات الملقاة على عاتقي كمعالج نفسي أو إعلامي أو مسؤول في جمعية مدنية لم تجبرني يوماً على اتخاذ قرار يتناقض والمبادىء والقيم التي آمنت بها". وتابع "ليس صحيحاً أن كل من كان في موقع قرار أو تأثير هو أسير لعبة المصالح وعليه المساومة على مبادئه بل يمكنه أن يكون ثورياً الى أقصى حد بالتصدي لكل محاولة قمع أو إلغاء لمبرر وجود لبنان كوطن للحرية والتعددية والإنفتاح وفي الوقت نفسه العمل على تعزيز المواطنية واحترام كرامة الإنسان، فهذا ما تعلمناه من جبران تويني وما رسمه لنا لنحدث التغيير ونواجه العقبات التي قد تعترض طريقنا".


ماذا عن إشراك شباب آخرين؟
يتألف فريق عمل الوزير أبو فاعور من شباب اعضاء في منظمة الشباب التقدمي على قوله وهو دائماً يسعى الى "إستغلال هذه الفرصة للإستزادة من أفكارهم وروحهم التغييرية وتشجيعهم على أن يكون لهم حضور أوسع في الحياة السياسية". أما الإعلامي قطيش فيقول: "بما أن الجيدين لا يجدون فرص عمل في لبنان ويسافرون، أحاول أن أفتح لهم فرص عمل من خلال برامجي على "إخبارية المستقبل" ليشاركوني في إعداد الحلقات ومواضيعها فننجح معاً. ومن الأمثلة على ذلك، معد برنامجي شاب كان يعمل في الولايات المتحدة إلا أنني قدمت له فرصة عمل للعودة الى لبنان وها هو اليوم يعمل معي". ويضيف "عنصر الشباب ليس امتيازاً بل الإمتياز في أن تكون شاباً جدياً وطموحاً ومسؤولاًً عن خياراتك لا أن تكون أزعر وتعمل على حواجز الميليشيات". واكد الحلبي تعامله مع الشباب الآخرين من خلال فريق عمل برنامجه الإعلامي"تواصل" أو من خلال المساحة الكبيرة التي يوفرها لطرح الأفكار والمبادرات الشبابية بنظرة نقدية، إضافة الى ان عمله ضمن المجتمع المدني جعله يرى أن "قلة منهم ما زالت تتمتع بقدر من الحرية لأخذ المبادرة باتجاه تغيير نوعي في الحياة العامة، ولكن هذا ليس مدعاة لليأس بمقدار ما هو تمكين الشباب للإيمان بذاتهم و بقدرتهم على العطاء وهذا ما أحاول فعله من خلال إشراكهم في القرار ضمن أطر عملية".


حلم جبران سيبقى .... وسينتصر
لطالما حلم جبران بطبقة جديدة شابة مثقفة واعية لتقود البلاد نحو التغيير، إلا هذه الطبقة وفق قول أبو فاعور "لم تفرزها الحياة السياسية اللبنانية ربما لأننا حتى اللحظة لم نعمل في ظل نظام سياسي سوي". وأضاف "حكما القسم الأكبر من الشهداء كانوا من هذه الطبقة التي حلم بها جبران وهذا يجب أن يكون دافعاً إضافياً لتقديم النماذج الشبابية الواعية والمثقفة والنظيفة والنقية لتتبنى خيارات إصلاحية". وتابع "أنا أعتبر انه قياساً بحجم التضحيات التي قدمت، لم نتمكن في المقابل من رفد النظام السياسي بأمثالهم". في المقابل أكد الحلبي "أننا للأسف ما زلنا ندور في فلك أمراء الحرب ومن الصعب التعويل عليهم لبناء لبنان الذي حلم به جبران. ان ميزة جبران أنه لم يدعنا الى تحقيق حلمه بمقدار أن نستمر باعادة صياغة أحلامنا الشبابية بأدوات جديدة تتعلم من الماضي كي ترتقي بالحاضر نحو مستقبل أفضل".
أما قطيش فعبر بقوله "تمنيت دوماً أن أفشل مع جبران ألف مرة في مشاريعه الشبابية بدل أن يستشهد ويرحل عنا". وأضاف "جبران تويني وسمير قصير والرئيس الحريري وسائر الشهداء كانوا ضحية استحالة لبنان ومشروع الوطن فيه لكن رحيلهم عنا يجب أن يمنعنا دوماً من اليأس أو التنازل عن أحلامنا". وتابع حديثه مخاطباً جبران في ذكراه الثالثة بقوله "يا جبران، ما حلمنا به معاً سنحققه يوماً وسيكون لنا وطن أفضل عندما يكبر أطفالك الصغار، الذين يعيشون بعيداً عنك ولكنهم ربما سيعيشون في المفاهيم والقيم التي استشهدت من أجلها".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم