الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جبران... مدرستي

سلمان العنداري
جبران... مدرستي
جبران... مدرستي
A+ A-

ان اكتب عن جبران في الذكرى الثالثة لاستشهاده، فهذا امر صعب يتطلب مني مسؤولية عالية لاتناول ذاك الثائر الذي استلهمت منه رحلة الالف ميل، ثورتي الخاصة في الحياة. جبران الصحافي الحر الجريء الى اقصى الحدود التي لا تعرف المهادنة او تدوير الزوايا، جبران الرافض لكل معاني الظلم و الاستبداد و الحقد و التبعية.
لم التق "الاستاذ" الا مرة واحدة، يوم كانت "ثورة الارز" في ذروتها في 14 آذار 2005 عندما نزل الى ساحة الحرية كعادته بالفولار الابيض و الاحمر، يحيي صمود الناس و نضالهم. صافحته يومها بحرارة شديدة ولم اكن اعلم انها المرة الاخيرة التي اتواصل معه جسدياً، ولكني صادقته في كتاباته وافكاره وجرأته، وتعلمت منه خوض المعارك الضارية وعدم الاستسلام لليأس والاحباط ولحظات الضعف، فكان عرّابي في كتاباتي وافكاري وطموحاتي، وهكذا سيبقى دوماً وابداً.
جبران انت مدرستي... نعم مدرستي التي تعلمت فيها الجرأة الجارحة والمهذبة في الوقت عينه، تلك الاستقلالية الممزوجة بعشق الحرية وحب الوطن وابنائه، والايمان والإصرار والثقة بالقدرة على التغيير والتأثير وقيادة الرأي العام وحصد النجاحات، علّمتني ان اقول كلمتي وامشي من دون تراجع وخوف او تردد.
لا اراك يا جبران في السماء فقط، بل اراك في قلمي و كتاباتي، أراك قابعاً في مكاتب "النهار"، اراك في غرفة اجتماعات التحرير في الطبقة السادسة، أراك لامعاً في عيون كل شاب وشابة من مندوبي "نهار الشباب" الذين استفاقوا وتكلموا وكسروا كل المحظورات. انت يا جبران في كل مكان، تصرخ في وجه من قتلك او ظن انه انهى تلك الثورة الصاخبة التي اردتها لتستمر مسيرتك تضج فينا نحن الشباب و ليستمر مشروعك في نهارنا.
ويبقى السؤال: هل يموت الكبار؟ اما الجواب فلا، لأن الكبار لا يموتون، يؤسسون للمستقبل لتستمر افعالهم بعد غيابهم، ومن هنا اقسم لك يا جبران اني سأكون امتداداً لفكرك الجامع، عسى ان يتحقق الحلم المجنون عاماً بعد عام، واعاهدك اليوم ان يكون مستقبلي السياسي او الصحافي او المهني مكملاً لما بدأته انت وللدور الحقيقي الذي اردت ان يلعبه الشباب. ولهذا كله واكثر انت مدرستي يا جبران، نعم مدرستي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم