السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

إلى آذار آخر

وديع تويني
إلى آذار آخر
إلى آذار آخر
A+ A-

ثلاثة أعوام على الاغتيال والحرقة في القلب.
طريق الشام باتت سالكة وعادت سياسة الانبطاح "عاجقة على المصنع".
جفّت الدماء، انطوت الصفحة – وما أسهل طيّها عند السياسيين – وانتهت الحكاية!
مهلاً... لا، لم تنته الحكاية بعد. فالعدالة لم تتحقق والدماء لم تجف. عقولنا لم تنسَ وقلوبنا لن تسامح واشدّد على كلمة "لن".
في البال يا جبران، اليوم وأكثر من أي يوم مضى، وسط هذا الصخب السياسي لعودة التواصل مع المتهم الأول في الاغتيالات، وأقول المتهم في انتظار المحكمة! فهل يُعقل للضحية أن تهرول باتجاه المتهم والقضية عالقة والدخان الأبيض أو الأسود لم يتصاعد بعد؟
لعنة الله على شعب تلازمه صفة النسيان.
لعنة الله على شعب يستهتر بدماء ابنائه،
بدمه.
شعبٌ موصوف بذاكرة السمكة.
ألم تتعبوا من البكاء والتباكي؟ هل نبكي جبران أم هو يبكينا اليوم؟
فلنعمل، فلنتحرك ولا نهدأ، فلنطالب بأبسط حقوقنا وهي معرفة القاتل.
على الأقل لا تنسوا وتعيدوا انتخاب الذين لا يطالبون ولا يسائلون أو يسألون.
يقولون "الدنيي وقفة عز" اين نحن منها اليوم.
اكتب اليوم واشعر انني وحيد أو ضمن مجموعة صغيرة جداً من الصارخين. هل من سامع يا شعبي؟ هل من مجيب؟
ما الذي تغيّر يا جبران الى الآن؟
14 آذار السياسي بات اقلام اقتراع ومصالح انتخابية.
8 آذار السياسي بات ابعد وابعد من فكرة الوطن المتعارف عليه دولياً، اي بجيش صاحب السلاح الوحيد ومؤسسات قوية تخدم الدولة.
وشعب الآذارين قطعانٌ قطعان، كلٌ في صفه وراء الزعيم، القائد والحاكم بأمره وبأمرهم.
أما روح 14 آذار فهي أسمى منهم جميعاً تحلّق في البعيد ومع ارواح الشهداء وتبقى في قلوبنا وقلوب الكثير من الاحرار التوّاقين الى صوتك الصارخ والرافض لكل الذي جرى ويجري من احتلال للأرض والنفوس، من تزلف وتوسل ومن القرف السياسي الذي نتخبط فيه اليوم.
نبقى نحن اليوم مع الحالمين بغدٍ أفضل ومع اصحاب العقول التي لا تنسى بل التي تحاسب وتُسائل بانتظار آذار آخر... إن أتى!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم