الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حركة دعم التحرير\r\nالسفارة الاميركية\r\nأرنون - هايد بارك\r\nهو السيادي حتى... الاستشهاد

كريم أبومرعي
حركة دعم التحرير\r\nالسفارة الاميركية\r\nأرنون - هايد بارك\r\nهو السيادي حتى... الاستشهاد
حركة دعم التحرير\r\nالسفارة الاميركية\r\nأرنون - هايد بارك\r\nهو السيادي حتى... الاستشهاد
A+ A-

قد تعجز كلمات عن اختصار سيرة شهيد، ناضل طوال عمره دفاعاً عن مبادىء سيادة لبنان واستقلاله، وتعرّض لكل الضغوط. أكثر ما يؤلم في سيرة جبران تويني هو معرفتك أنّه ناضل طوال السنوات القاسية وخرج منها منتصراً، لكنّ قلمه كُسِر في اللحظة التي لم يكن أحد منّا يتوقّعها، وفي الوقت نفسه، كنّا أحوج ما نكون الى وجوده بيننا، ومعنا. لا تنفع المكابرة في لحظات كهذه، والادّعاء بأنّ جبران لم يمت. فبعض من إكمال ما بدأه هو التكّيف مع الغياب، والعيش في حضرته. لكنّ الأكيد، والقسم لجبران إستكمالاً لذاك الذي أطلقه، هو أنّه ترك فينا، جميعاً، جزءاً من إقدامه وجرأته وشجاعته، لاكمال ما بدأه على درب الحرية والسيادة والاستقلال، وعزاؤنا أنّنا بتضافر جهودنا جميعاً، قد نعوّض بعضاً من الفراغ الذي خلّفه رحيلك.


رسم جبران تويني منذ البداية لنفسه خطاً سيادياً، قاتل حتى الرمق الأخير دفاعاً عنه. "رفض العدوان من أينما أتى، وآمن بمبدأ واضح وتحرّك على أساسه، وكان هاجسه الأكبر حتى الفترات الأخيرة أن يقوم بأي خطوة تشكّل خروجاً عن مسار نضاله الطويل"، قالها مارك فلامان، الذي تعرّف الى جبران في السبعينات ورافقه خلال مراحل متعددة. "إفترقنا أكثر من مرة، واحيانا لم نكن نرى بعضنا لسنوات طويلة، لكنّ المسار الذي مشينا فيه كان نفسه، ولهذا كنا دائماً نعود لنلتقي مجدّداً".
إحدى نقاط الالتقاء كانت من خلال "حركة دعم التحرير" التي أطلقها جبران بعد إعلان العماد ميشال عون "حرب التحرير ضد الاحتلال السوري" في 14 آذار 1989. "جبران كان المحرّك الذي جمعنا، كان دائماً صاحب أفكار جديدة، وما إن ننفّذ إحدى أفكاره حتى تكون الفكرة الجديدة جاهزة" بحسب ما قاله مسعود الأشقر، الذي كان، إضافة الى عدد كبير من الأصدقاء، جزءاً من الحركة منذ إنطلاقها. "تلاقينا في البداية كأصدقاء، وكلّ منا أشرك أصدقاءه في المشروع".
دعمت الحركة كل أشكال الصمود والدفاع عن السيادة والحرية ضد الاحتلال في ذلك الوقت، وركزت في عملها على تأمين مستلزمات الصمود للمناطق التي بقيت خارج قبضة الاحتلال. وشرح فلامان في هذا الاطار أنّ الحركة "قامت بالعديد من المهمات المحددة كتدعيم الملاجىء، والتنسيق مع البلديات لتوفير كل ما يلزم. حتى أنّنا قمنا في بعض الأحيان برش المبيدات في الملاجىء، وسعينا الى توفير ملاجىء بديلة من أخرى وجدنا أنّها لم تعد صالحة، حتى أنّنا في بعض الأحيان كنا نصعد الى الجبهات كسوق الغرب لنساعد في تدعيم المتاريس العسكرية". وأدى جبران دوراً محورياً في كل هذه الأمور "صحيح أنّنا لم نعامل بعضنا بصفة رئيس ومرؤوس، ولم نترك مجالاً لعلاقات تراتبية، لكنّ العلاقات الشخصية لجبران ساعدت كثيراً، فالعديد من المتعهدين مثلاً قدّموا مساعدات بسبب علاقتهم الشخصية مع جبران. وتمتّع هو بقدرة رهيبة على تأطير دور كل فرد من المجموعة، فكّل واحد منا كان راغباً في المشاركة، لكنّ حماسته وإندفاعه ونقاوة هدفه شكّلت دافعاً إضافياً لنا جميعاً".
ويضيف الأشقر: "الجميع أدّوا دوراً معيّناً في الحركة وهذا ما لا يمكن أن ننكره، لكنّ جبران كان الجامع لكلّ الأدوار، فميزته كانت "الطحشة" التي لطالما تمتّع بها. عملنا جميعاً من دون أن نكسب ولو ليرة واحدة، بل دفعنا من جيبنا في معظم الأحيان، لكنّنا لبّينا النداء. جبران كان دائماً صاحب الأفكار الخلاقة، كل يوم فكرة جديدة، والتنفيذ يجب أن يكون فورياً! نفسيّته كانت طيّبة، وروحه شجاعة، ولم يخف يوماً من أي شيء".
وفي حين قدّم أفراد الحركة دعماً سياسياً لـ"حرب التحرير" من خلال المشاركة في التظاهرات الشعبية في بعبدا، بقيت الحركة بعيدة عن تقديم الدعم السياسي المباشر أو المشاركة في النشاطات السياسية :"جبران بقي على تواصل مع العماد عون، وكتب الموقف السياسي في مقالته الأسبوعية في "النهار العربي والدولي"، لكنّ الحركة لم تقم بنشاط سياسي معيّن".
أراد جبران من خلال الحركة التركيز على همّ أساسي هو مساعدة الناس التي عاشت تحت الحصار والقصف والاحتلال، وذاقت ويلات الحرب من دون أن تجد من يتقدّم لمساعدتها.
"رفع جبران السقف السياسي عالياً لدعم استقلال لبنان وسيادته، وتولينا من خلال الحركة تقديم كل أشكال الدعم على المستوى الاجتماعي والثقافي، ودعم الجيش لوجستيّاً وإنسانياً وتموينياً"، على ما يقول غابي ديك الذي رافق جبران أيضاً خلال تلك المرحلة. يعود بالذاكرة الى تلك الفترة التي زرع فيها جبران حماسته في كل من أحاط به، ودفعهم الى المخاطرة بكل شيء في سبيل إيمانهم بما يقومون به، "صرنا متله، لم يعد الخطر يرهبنا أو يدفعنا الى التراجع. تأثرنا بايمانه القوي بالقضية والنضال في سبيلها". يستذكر ديك تلك المرحلة، ويفاجأ في كثير من الأحيان بأشياء قام بها من دون تفكير، "ولم نكن لنقوم بها لو لم يكن جبران معنا. أذكر أنّنا ذهبنا الى الجبهة في عز المعارك لنساعد الجيش، لا لنحارب. كنا نصعد للاجتماع في بيت مري والقصف على أشده في الأشرفية. أتعجب اليوم لدى تذكر تلك المرحلة: من أين أتينا بالجرأة لنقوم بما قمنا به؟".
الجواب ليس بعيداً، "صرنا نفكّر متلو". يجمع المقرّبون الثلاثة على أنّ جبران تمتّع بشجاعة لا مثيل لها، دفعته الى الذهاب حتى أبعد الحدود دفاعاً عما يؤمن به. يستذكر الأشقر دفاع جبران غير المحدود عن أصدقائه "كان دمه يغلي ، لا يتحمّل الكذب وينتفض بسرعة".
واحدة من "إنتفاضات" جبران المتعددة طالت السفارة الأميركية في بيروت، خلال المرحلة المأسوية التي إشتد فيها الحصار السوري البري والبحري على لبنان، مترافقاً مع قصف البواخر التي تحاول فكه في عرض البحر وإحراقها بمن فيها. ووجه جبران الدعوة من خلال افتتاحياته في "النهار العربي والدولي" في 4 أيلول 1989 "لمحاصرة السفارة الأميركية حتى يزول الحصار" ويعود الرفاق الى تلك المرحلة التي قرر فيها جبران الدعوة الى الحصار السلمي "إعتراضاً على السياسة الأميركية التي تجاهلت في ذلك الوقت جميع الممارسات السورية ولم تقدّم أي دعم لاستقلال لبنان وسيادته". كعادته، لم يضيّع جبران لحظات كثيرة قبل البدء بتنفيذ فكرته، "تحمّس جبران، وانطلقنا الى التنفيذ بسرعة". كانت الفكرة بسيطة، وتقضي برفض "الحصار، والتهجير، والقصف، والقتل، والاذلال، والتفقير والتقسيم، والزوال واليأس" على ما كتب جبران، داعياً الى "رفض كلّ هذا، وافرضوا بثورتكم قراركم أنتم، قراركم بالعيش الكريم الحر، فالثورة وحدها ستعيد الينا كرامتنا وحقوقنا وحريتنا وحياتنا الكريمة".
إندفاع جبران لم يفاجىء أحداً من رفاقه، لكنّ ردة الفعل الأميركية شكّلت صدمة لكل من شارك في الحصار الرمزي: فبعد ساعات من بدء الاعتصام، وتحت جنح الظلام، حملت طائرات مروحية معظم طاقم السفارة بعيداً عن المعتصمين، "وحقّقنا أهدافنا في أقل من 24 ساعة. أشعرنا السفير الأميركي بمعنى الحصار الذي يعانيه الشعب اللبناني بأكمله. هذه العملية وضعت جبران على لائحة الارهاب الأميركية، مما يدّل على عدم تراجعه عن خطه مهما كانت الكلفة".
شكّل 13 تشرين الأول 1990 نكسة لكلّ من دعم معركة التحرير في وجه الاحتلال، لكنّ جبران لم يفقد ايمانه في تلك اللحظة. "كان يوماً صعباً علينا جميعاً، لكنّه بقي مقتنعاً بالقضية، ورأى الطائف في حينه تكريساً للاحتلال، وكرّر دائماً : من يرد دخول بيتي يدخل فوق جثتي".


"الهايد بارك": مساحة للحوار والتلاقي
لم يبتعد جبران طويلاً عن عشقه الأول والأخير، فحلم السيادة والاستقلال دغدغ مخيلته مجدّداً عام 1993، لكن من خلال "نهار الشباب"، الذي شكّل المنبر الأول – والوحيد - لجيل ما بعد الحرب، ليتحاور مع الآخر، ويتعرّف اليه بعد 15 سنة من الحرب والاقتتال. كان الهدف الأول من المشروع ايجاد مساحة حوار بين الشباب حول مختلف القضايا، من السيادة والحرية والاستقلال، الى العلاقة مع سوريا، وبناء لبنان جديد على أنقاض الحرب الأهلية. وتبلورت الفكرة حتى نظمت أسرة "نهار الشباب" في حينه "هايد بارك" بمشاركة شباب من مختلف المناطق والطوائف والأحزاب، تحاوروا خلاله في مختلف القضايا وطرحوا هواجسهم المشتركة.
كسر "الهايد بارك" حاجز المحرمات الذي إرتفع في وجه مواضيع إعتبرت من "التابو" في حينه، وعلى رأسها موضوعا السيادة والاستقلال. ويوضح مشاركون في التحضير لهذه الاجتماعات أنّ "إعتراضات سوريّة عديدة كانت تصل الى مسامع جبران، لكنّه مضى في المشروع من دون خوف. فالمشاركون كانوا من كل التيارات والانتماءات، ومجرّد جمعهم كان نجاحاً يسجّل لجبران، فقد أوجد لهم مساحة ساهمت في إعادة وصل ما انقطع وأدّت الى تفاعل عميق بين الشباب". ووفّر "الهايد بارك" مساحة أيضاً للشباب ليناقشوا المسؤولين مباشرة ومن دون حواجز.
نشط التيار السيادي في ذلك الوقت من خلال المساحة التي وفرها جبران. الوضع السياسي لم يكن سهلاً في حينه، والشباب تطلّعوا الى نهار الشباب بصفته المساحة الوحيدة التي كانوا من خلالها قادرين على التعبير، لأنّ أحزابهم كانت ممنوعة من العمل في شكل علنيّ. جمع جبران هؤلاء الشباب وفتح لهم المكاتب، وهم نظروا اليه على أنّه محرّك هذه المسيرة والقادر على رعايتها. عبّر الشباب من خلال "نهارهم"، وكان جبران في الكثير من الأوقات سبّاقاً في رفع سقف المطالب، والتشديد على أنّ الاستقلال والحرية هما الهواء الذي يتنفّسه اللبنانيون.
ويقول النائب وائل أبو فاعور عن تجربته كمندوب لـ "نهار الشباب" في تلك الفترة وعلاقته بجبران "المتحمّس دائماً، والذي اتاح لي في حينه فرصة الكتابة على صفحات الملحق من دون أي سؤال عن خلفيّتي السياسية أو المذهبية، بل فتح للجميع مساحة للتعبير والحوار حرّكت المياه الراكدة في العلاقات بين الشباب بعد الحرب". وعلى رغم الاختلاف في السياسة والنقاشات الدائمة التي كانت بينهما، أشاد أبو فاعور بـ "رحابة صدر جبران، والتي بقيت على حالها حتى في أوج الخصومة، وهي الطريقة التي عامل بها جميع المندوبين المشاركين في الهايد بارك أو الذين فتح لهم المجال للتعبير كتابة. وسيبقى في ذاكرة هؤلاء بصفته أوّل من حرّر اللغة السياسية في ذلك الوقت، وساهم في جمع الشباب على رغم إختلافهم".


عين على الجنوب
لم تقتصر مقاومة جبران على الاحتلال السوري حصراً، على رغم ما حاول الكثيرون ايحاءه. فالسيادة شكّلت لجبران هاجساً يومياً، ومكوّناً واحداً لا يتجزّأ. من هذا المنطلق، دعم جبران تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، مع تركيزه على تعدد أوجه المقاومة وتعزيز حضور الدولة في مناطق غابت عنها لسنوات.
بقي على تواصل دائم مع مراسلي "النهار" ومندوبي "نهار الشباب" في الجنوب خلال "عناقيد الغضب" عام 1996، ولم يفارقهم على الهاتف لحظة. دخل مكتب أحد الزملاء يومها وبادره: "يلاّ، طالعين عالجنوب". كعادته، قالها ومشى وهو على ثقة أنّهم يجارونه في إندفاعه اللامحدود، وعشقه لكلّ جزء من أرضه. كتب يوماً في إفتتاحيته: "لا ثمن أغلى من كرامة الانسان والوطن والأرض، ومن يقبل أن تقتطع قطعة من أرضه قد يقبل بأن يقتطع في المستقبل وطنه بكامله". جمع جبران مجموعة صغيرة من ثلاثة زملاء وإنطلق نحو أرض المعركة "كنا أربعة في سيارة واحدة، سرنا بسرعة قصوى، والقذائف تتساقط من كل حدب وصوب. جبران كان دائم الاندفاع، والعمل معه أكسبنا هذه الصفة. لم نسأله لماذا نذهب ولم نناقشه في الفكرة، بل إنطلقنا في جولة جنوبية في عزّ جولات الحرب".
ومن غير الممكن في هذا الاطار نسيان إفتتاحية "نهار الشباب" التي كتبها في 23 شباط 1999، ودعا فيها الشباب الى "الزحف نحو أرنون"، بعدما ضمّ الاحتلال الاسرائيلي ليل 17 شباط أجزاء من البلدة كانت خارج نطاق الشريط الحدودي المحتل. ودعا جبران في حينه الشعب اللبناني، وخصوصا جيل الشباب الذي لطالما آمن به، الى "القيام بتحرّك شعبي حقيقي لرفع الحصار بالقوة عن أرنون، ورفع الأسلاك الشائكة ونزع الألغام وفتح الطريق". وشكّلت إفتتاحيته يومها أحد أبرز العوامل التي دفعت الشباب الى نزع الأسلاك الشائكة بأيديهم، واستعادة جزء، ولو صغيراً من أرضهم، من دون خوف أو تردّد بسبب النيران الاسرائيلية التي أطلقت في الهواء خوفاً وترهيباً، مثبتين بحقّ قوله "لا قوة أهم من قوة الشعب، ولا جيش بامكانه أن يقف في وجه جيش من الشعب".
وتابع جبران اندفاعه بزيارة لأرنون بعد يومين من تحريرها، برفقة مجموعة من "نهار الشباب" ومندوبيه، للوقوف بجانب الشباب الذين حرّروها، وكان الوفد الاعلامي الأول الذي يزور المنطقة. أراد أن يبرهن للجميع أنّ شباب الجنوب جزء لا يتجزّأ من شباب لبنان، وقد غابت الدولة عنهم لفترات طويلة. كانوا بالنسبة اليه الشعب الحي الذي أثبت دائماً أنّه الأقوى، وتحسّر كيف أنّ بعض الأشخاص يرفضون الايمان بجيل جديد قادر على إسترجاع أرض الوطن وبناء مؤسسات الدولة.
بثّ جبران في الشباب الذين رحّبوا به في قريتهم، على رغم كل الاختلافات السياسية السابقة، روحه السيادية الثائرة، الرافضة لأي ذلّ يسبّبه الاحتلال، وذكّرهم بأنّ وحدتهم وحقهم كفيلان بهزيمة من يتجرّأ على المس بأرضهم. "ماذا ستفعل إسرائيل؟ فهي عاجزة عن أي شيء أمام حماسة الشباب. قد تطلق النار وتقتل واحداً منا أو عشرة، وماذا بعد؟ لقد تقاطر الشباب الى أرنون غير آبهين بالانتماءات الطائفية وقاعدة 6 و6 مكرر، ورفعوا علماً واحداً هو العلم اللبناني، وهذا حقنا كشعب ولن ينتزعه أحد منا".
وشكّل لهم قدوة حين كان أول من تجاوز بوابة حديدية في الجزء الشرقي من البلدة، تؤدي الى نقطة قريبة جدّاً من الموقع الاسرائيلي، ولم يتجاوزها أحد خلال السنوات الـ 13 الاخيرة. طلب ممن يخاف أن يعود أدراجه، لكنّ أحداً لم يتراجع. كانت قدرته على تشجيع من حوله غريبة، حتى أهل القرية الذين لم يدخلوا هذه المنطقة منذ زمن خوفاً من رصاص الاحتلال، تجاوزوا خوفهم وساروا خلفه. حرّر جبران بنفسه منطقة محظورة من أرنون، وإكتشف بعض أهلها هذا الجزء للمرة الأولى، وإطمأنوا الى وجودهم بينهم.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم