مشكلة اللاجئين السوريين في بلدة مشحا الى تأزم

لا تزال تداعيات ازمة اللاجئين السوريين في بلدة مشحة تتفاعل، إذ يُصرّ اهالي حي المغراق على رفض انشاء مخيم للاجئين السوريين في البلدة وبالقرب من الاماكن السكنية. خصوصًا بعد أن أقدم مجهولون خلال الايام الماضية على حرق عدد من الخيم السورية قيد الانشاء في المخيم المذكور الذي تشرف على انشائه احدى المنظمات الاغاثية الدولية DRC المجلس الدانماركي .

وقد عُقد اليوم اجتماع في مكتب رئيس بلدية مشحا المهندس زكريا الزعبي حضره إلى نائب الرئيس عبدالنافع علوش، المختار جمال علوش، محمد عبدالعزيز شعبان ممثلا اهالي حي المغراق، والسيد فيردريك كوسييه ممثلا مفوضية اﻻمم المتحدة لشؤون اللاجئين unhcr في عكار، السيدة انزا دياريو عن DRC المجلس الدنمركي. حيث جرى البحث في كيفية معالجة ما حدث خلال اﻻيام الماضية، من اعتصامات ومحاولة مجهولين احراق الخيم، وتهديد السوريين، وطلب اهالي البلدة إلغاء المخيم قيد اﻻنشاء، الذي يؤمن السكن لـ 21 عائلة سورية نازحة.

وقدّم رئيس البلدية شرحًا عن الظروف البلدية الصعبة، منها عدم قدرتها تأمين متطلبات أهالي البلدة الذين يبلغ تعدادهم حوالي 7000 نسمة، ومتطلبات اللاجئين السوريين الذين بات عددهم اكثر من 3000 لاجىء في البلدة، والبنى التحتية (مياه كهرباء صرف صحي نفابات...) التي لم تعد قادرة على تلبية نصف هذه الاعداد، إضافة إلى المشاكل الامنية بعد احداث البقاع وطرابلس، ومشكلة البطالة المتفاقمة والتي قد تولد ثورة ومشاكل لن تحمد عقباها. اضف الى ذلك اعتراض الاهالي على موقع المخيم والتطورات الاخيرة.

كما تحدث نائب رئيس البلدية عبدالنافع علوش عن التحديات الامنية وبعض الممارسات لبعض النازحين واللبنانيين العاطلين عن العمل، إضافة إلى عدم قدرة البلدية والاجهزة الامنية على ضبط الامور.

ثمّ ابدى ممثل اهالي حي المغراق محمد شعبان تحفظات اهالي حارة المغراق على المخيم والمشاكل التي ستتولد منه خاصة الامنية والصحية. واقترح تحويل المخيم قيد الانشاء إلى مدرسة او مستوصف او مركز للتدريب المهني.

وطالب المختار جمال علوش بتأمين فرص عمل للشباب.

وقد اجمع المتحدثون على ضرورة مساعدة السوريين واللبنانيين لتخطي هذه المرحلة الصعبة.

لكن إزاء مطالبة ممثل مفوضية اللاجئين السيد فريدريك، والسيدة انزا ممثلة المجلس الدانماركي، بمتابعة العمل بانشاء المخيم دون اي تعهدات من قبلهم، بتحقيق مطالب الاهالي والبلدية، طلب رئيس البلدية رسميا من الامم المتحدة وكل المنظمات إنهاء كافة اعمالهم في مشحة وتأمين اماكن ايواء جديدة للنازحين خارج البلدة وقال: "اننا لا نريد ان نستجدي احدًا على حساب كرامتنا. وطالما ان الجهات المانحة ترفض مساعدتنا على حل مشكلاتنا، فلا يكلف الله نفسا الا وسعها.

هذا وقد انفضّ الاجتماع على ان تكون هناك مراجعة قبل حلول رأس السنة، فإما أن تتحقق شروط البلدة بحدها الادنى، والا سيطلب من الامم المتحدة والدولة اللبنانية تأمين البدائل للاجئين السوريين خارج البلدة.