الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ما لم يكن في الحسبان حصل مع ألبرتو ابن الخمس سنوات ‎

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
ما لم يكن في الحسبان حصل مع ألبرتو ابن الخمس سنوات ‎
ما لم يكن في الحسبان حصل مع ألبرتو ابن الخمس سنوات ‎
A+ A-

بين مزيج الدموع والابتسامات احتفل ألبرتو بعيد ميلاده الخامس إلى جانب أهله والأطفال المصابين بمرض السرطان والطاقم الطبي في المستشفى حيث يتلقى علاجه. اجتمع الأطفال حول قالب الحلوى حاملين بيدهم آلة المصل وجسمهم النحيل لا يقوى على المشي، وحده ألبرتو كان مفعماً بالحركة والنشاط. غنَّى الجميع له وتمنوا العمر المديد والصحة، فيما لم يهتم ألبرتو بكل من كان حوله بل اقتصر اهتمامه على الهدايا التي قدمت إليه، فكان يفتح الواحدة تلو الأخرى.


داريا والدة ألبرتو التي لم تفارق الدمعة عينيها، لم تستطع في البداية استجماع قوتها كي تنطق بمعاناة مستمرة منذ 3 سنوات. صمتت ثوانٍ قبل معاودة الكلام عن معاناة ألبرتو الذي يبدو أنه لا يعي إصابته بمرض سرطان الدم أو ما يُعرف باللوكيميا فهو لا يزال صغيراً. تُخبر قائلةً: "كان عمره سنتان وكنا نأخذه دوماً عند الطبيب لإخضاعه للقاحات، لكن قبل أيامٍ من احتفالنا بعيد ميلاده الثاني ارتفعت حرارته، وأصبح لون وجهه أصفر، وتغيرت حركته، ما دفع بمعلمته إلى الاستغراب، فاتصلت بي سائلةً إذا ما كان ألبرتو مريضاً، ما دفعني إلى أخذه لدى الطبيب الذي بدوره طلب مني أخذه إلى المستشفى لإجراء فحص دم له".


 


ما بتتخايلي يصير معك هيك


وتتابع: "يوم عرفنا أنَّ ألبرتو مريض أصبنا بصدمة نحن والعائلة والأصحاب، وكانت فترة صعبة جداً بالنسبة لنا، لا يمكن لأي أحد أن يشعر بما يمر به الآخر إلاَّ إذا حصل معه الأمر نفسه، بكيت وتضايقت جداً "ما بتتخايلي حالك يصير معك هيك". وتضيف: "منذ أن وُلد ألبرتو لم أقُم بقص شعره، وأردت أن أتبرع به بعد أن عرفت بإمكانية التبرع بالشعر للأطفال المصابين بالسرطان، ولكنني لم أتوقع أن يحصل معنا هذا الأمر، أي أن يمرض ابني ويخسر شعره. خلال 3 سنوات من العلاج تألم ألبرتو وعانى، ولكن الحمدلله ما زال أمامنا 8 أشهر قبل أن يشفى بشكلٍ تام. في الفترة الأولى أمضينا شهرين متتاليين في المستشفى، أما الآن فبتنا نأتي مرة واحدة في الأسبوع، تعودنا على بعضنا وأصبحنا مثل العائلة نتواصل دوماً للإطمئنان على بعضنا". تبكي والغصة لا تفارقها "ما يحصل ليس عادلاً، خصوصاً بالنسبة للأطفال. عندما كنت حاملاً بألبرتو كنت أزور مار شربل كل شهر، وأصلي قائلةً: "أتمنى أن يكون مظهر ابني جميلاً مثل روحك! أعطاني مار شربل ما تمنيته، ولكنه أخذ صحته. الحمدلله أنَّ المرض الذي أصابه هو في أدنى درجات الخطورة، وأشكر الله على ذلك إذ إنَّ هناك حالاتٍ أصعب".


 


الدراجة النارية شغفه


وتضيف: "خلال سفري أنا وزوجي قامت جمعية "تمنى" بزيارة المستشفى، وسألت ألبرتو عن أمنيته، فأجاب أنه يريد "موتو"، بعد مجيئنا أقاموا له احتفالاً في منطقة الـ Zaytouna Bay، وملأت الموسيقى المكان، وتجمَّع الناس، وشارك فريق من تجمُّع الـ"هارلي" في هذا الحدث، وجلبوا له دراجة إلكترونية صغيرة شبيهة بدراجات الهارلي. الحمدلله لا زال الأمر لعبة بالنسبة إليه، ففي المستقبل لن أسمح له بإقتناء دراجة نارية حقيقية لأنها خطرة وأنا أخاف عليه. كما أنَّه من الصعب أن أنجب ولداً ثانياً، لأنه لن يحصل على الاهتمام الكافي، إذ نأتي كل أسبوع إلى المستشفى كي يتمكن ألبرتو من تلقي علاجه، على الرغم من أنني كنت أتمنى دوماً أن يكون لديّ أكثر من ولد لأنني ابنة وحيدة، ولكن على ما يبدو أنه سيبقى وحيداً".


 


الصحة أهم شي


لا يزال ألبرتو صغيراً، ولا يعرف ماذا يطلب من بابا نويل بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد، فتجيب والدته عنه والدموع تنهمر من عينيها، أنها تتمنى بمناسبة ميلاد يسوع المسيح "الصحة"، قائلةً: "بعد كل مرَّ علينا بتُّ أدرك أهمية الصحة، لم أكن أعرف مدى قيمتها إلى أن مررنا بهذه المعاناة، والآن متى كنت متواجدة في ميلاد أي شخص لا أتمنى له سوى الصحة، فهي لا تعوَّض لا بالمال ولا بالهدايا". وتضيف: "أريد أن أشكر الناس الذي يساعدوننا مادياً، وعلى الرغم من أننا لا نعرف أسماءهم، لكننا نصلي لهم من دون معرفتهم حتى".


 


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم