رسالة قطرية مزدوجة الى الخاطفين والحكومة؟

ماذا يقف وراء اعلان قطر وقف وساطتها في قضية العسكريين المخطوفين وماذا يمكن ان ينتج عن هذا القرار من مضاعفات وتداعيات على هذه القضية؟
حتى ساعات قليلة بعد صدور بيان الخارجية القطرية في وقت متقدم من ليل امس، بدا ان لا أجوبة وايضاحات متوافرة لدى معظم المسؤولين اللبنانيين عن الأسباب التي دفعت قطر الى سحب وساطتها الا اذا كانت الساعات المقبلة ستحمل هذه الإيضاحات. غير ان بعض المعنيين بالملف لم يعكسوا انطباعا بأنهم فوجئوا به نظرا الى تفاقم التعقيدات التي تلاحقت بسرعة في الايام الاخيرة، خصوصا في ظل تصفية "جبهة النصرة" الدركي الشهيد علي البزال الذي كان لافتا في البيان الذي أصدرته الخارجية القطرية ابداؤها الأسف لقتله وتقديم التعازي به.

ومن هنا، فان هؤلاء يعتقدون ان اعلان قطر سحب وساطتها وبمعزل عما اذا كان له من ابعاد غير مباشرة تعود الى الدولة القطرية وحدها يمكن ان يكون في الدرجة الاولى وسيلة ضغط مزدوجة على الجهات الخاطفة من جهة وعلى الحكومة اللبنانية من جهة مقابلة. فعلى الصعيد الاول يشكل انسحاب قطر رسالة الى الخاطفين بأنهم بلجوئهم الى تصفية الشهيد البزال بعد سقوط وعودهم بوقف تصفية العسكريين المخطوفين التي كان الوسيط القطري حصل عليها منهم اسقطوا الوساطة القطرية وسيصبحون من الان فصاعدا امام حتمية مفاوضات مباشرة مع الحكومة اللبنانية وحدها بما يرتبه ذلك عليهم من حسابات جديدة. اما بالنسبة الى الجانب اللبناني، فانه من غير المستبعد ايضا ان تكون الرسالة القطرية من الانسحاب متصلة بواقع البلبلة الذي يسود تعدد قنوات التفاوض وتوزعها وتشرذمها بما يشكل ضغطا ضمنيا عليه لإعادة ترتيب مجمل هذا الواقع خصوصا اذا اصبح الجانب اللبناني ملزما التفاوض المباشر وحده مع الخاطفين.

في المقابل لا يخفى ان ثمة انتقادات من جهات لبنانية معروفة للوساطة القطرية برزت تباعا وتظهرت إعلاميا في محطات متعاقبة قد تكون لعبت دورا ايضا في دفع قطر الى الانسحاب، خصوصا في ظل حديث عن تباطؤ هذه الوساطة او عدم فعاليتها بالمقدار المناسب الذي تمليه خطورة الملف.