السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

كيف يستعدّ اللاجئون العراقيون في القليعة للميلاد؟

مرجعيون – رونيت ضاهر
كيف يستعدّ اللاجئون العراقيون في القليعة للميلاد؟
كيف يستعدّ اللاجئون العراقيون في القليعة للميلاد؟
A+ A-

بدموع وغصّة ردّت افلين العراقية التي تقيم في القليعة على أولادها عندما سألوها: "لن نحتفل بعيد الميلاد هذه السنة؟"... شعرت بحزن عميق وعجز، فهؤلاء الأطفال لا يدرون الواقع، والعيد بالنسبة لهم شجرة وزينة وهدايا وألعاب. لكن المفاجأة أن جيرانهم اللبنانيين ارادوا مشاركتهم فرحة العيد فأحضروا لهم شجرة وزينة ومغارة فعادت البسمة الى وجوههم والأمل بأن الله لا يترك أحدا.


افلين وعائلتها وصلوا منذ يومين الى بلدة القليعة وهي البلدة الاولى التي فتحت ابوابها امام اللاجئين العراقيين بمسعى من الرعية والأب بيار الراعي، ووصل عددهم الى نحو 30 عائلة يسكنون في منازل مستأجرة بأسعار رمزية، واهل البلدة تعاطفوا كثيرا معهم مغدقين عليهم المساعدات والأهم التعاطف المعنوي والدعم العاطفي!


صبح انطون وعائلته يشارك افلين وعائلتها منزلا لتقاسم الايجار، اجتمعوا فرحين مع اولادهم لوضع الشجرة وتزيينها، يقول صبح: "لم نتوقّع حفاوة الاستقبال في لبنان والتعاطف معنا، اعتقدنا سابقا أننا سنكون غرباء ولا من يحضننا، لكنّنا شعرنا حقا اننا بين اهلنا واقاربنا، الجميع يقول لنا انتم اهلنا ونحن الى جانبكم. دخلنا منازل فارغة، لكنّها امتلأت خلال ايام بكل ما نحتاجه، حتى شجرة العيد التي لم نكن نتوقّع اننا سنضعها من جديد أصبحت في مكانها في المنزل". يؤكّد أنّه خلال وضع الشجرة والمغارة نسي انّه غريب ومتألّم، وقال: "حقا نسينا وجعنا وغربتنا. اولادي فرحون فلم يتوقّعوا ما حصل".


ملفت عمق الايمان الذي يتحلّى به العراقيون فهم لا يزالون يتكلّمون لغة المسيح الأصلية أي الآرامية أو السريانية (العامية) ويعتبرون ما حصل معهم أنه جزء من طريق الجلجة التي سار عليها السيد المسيح، ويعلّق صبح: "ما يحصل لنا ليس عذابا، نحن نعيش رسالة المسيح الذي تحمّل الآلام والعذاب وسامح من صلبه. سنستمر بنشر رسالته حتى آخر نفس فينا. نحن لم نترك العراق خوفا، نحن لا نخاف لأن يسوع معنا، ولكن لا نريد لأطفالنا ان يعيشوا ما عشناه، نريد لهم مستقبلا أكثر امانا".


وناشد صبح كل الدول ووسائل الاعلام الكف عن عرض مشاهد القتل التي يتباهى بها القاتلون في العراق باسم الله والدين خوفا على الأطفال الذين تنطبع هذه الصور في عقولهم، آملا ان يحمل طفل المغارة معه كل السلام لبلاده العراق والكف عن اضطهاد الأقليات وخصوصا المسيحيين. هذا ما تمنّته افلين ايضا التي شكرت أبناء البلدة واللبنانيين على تعاطفهم، وقالت: "للمرّة الاولى منذ وصولنا الى لبنان أشعر بالفرح لأن أبنائي فرحوا بأجواء الميلاد. نشكر الله لأنّنا وجدما منزلنا نسكن فيه، فهناك الكثير من العائلات العراقية التي تعيش في خيم لا تعرف مصيرها ولا مستقبلها".


غلبت المحبّة ألم الغربة والوحدة، وغلب الايمان الاضطهاد والقتل، اللاجئون العراقيون في القليعة يندمجون في المجتمع اللبناني على رغم الفروق، عين على العودة الى عراق آمن ومتنوّع وعين على الهجرة الى الخارج بحثا عن الأمن والسلام.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم