الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"الصحة" تطيح بمربي الابقار في القرى الحدودية

المصدر: "النهار"- بعلبك
وسام اسماعيل
"الصحة" تطيح بمربي الابقار في القرى الحدودية
"الصحة" تطيح بمربي الابقار في القرى الحدودية
A+ A-

من دون سابق إنذار أصبح مربو الأبقار الحلوب في البقاع الشمالي، خصوصًا القرى البقاعية الحدودية، امام شفير الانهيار ومهدّدين بالإفلاس جراء توقف بعض معامل الأجبان والألبان عن شراء كميات الحليب التي ينتجها هؤلاء المزارعون، بعد إقفال وزارة الصحة عددًا من معامل الاجبان والالبان لعدم استيفائها الشروط الصحية في النظافة.


حلّت الكارثة على مئات العائلات من مربي الابقار، ومعظمهم من صغار المربين ومن الفقراء عموماً، وبعضهم تحت خط الفقر، ويعتاشون من بيع منتوجهم اليومي من الحليب للمعامل، التي توقّفت بدورها عن شراء المنتوج الذين تعتمد عليه هذه العائلات بشكل اساسي في تحصيل قوتهم، وذلك بسبب تقليص الكمية واستئثار اصحاب المزارع الكبيرة ببيع الحليب المنتج.


"النهار" قصدت بلدة المشرفة الحدودية للاضطلاع على اوضاع المزارعين الذين بدؤوا يواجهون اخطر الظروف المعيشية كما ذكرنا آنفا، علماً ان معظم قاطنيها يعملون في هذا القطاع ويحتاج الامر الى تحريك سريع من قبل المعنيين لمعالجة امورهم، وايجاد حل قبل ان تصبح مئات العائلات الرازحة تحت اعباء الديون وتوقيف العمل، لأن الاعباء تزيد يومأ بعد يوم، ومنتجاتهم المتكدسة ترمى في الانهر.


الاهالي اوضحوا ان الازمة بدأت تزداد منذ قرابة الاسبوع حين تقلص الطلب من قبل ناقلي الانتاج من كميات الحليب من حوالي 30 طن الى 12 طن في اليوم الواحد، والتي كانت تجمع كل يوم من البلدة، ناهيك بإقدام بعض معامل تصنيع الالبان والاجبان المتبقية على الطلب من مربي الابقار ومراكز تجميع الحليب خفض سعر كلغ الحليب الطبيعي عن السعر المتعارف عليه 1100 ليرة لبنانية الى 900 ليرة للكيلو الواحد، بسبب تحكمهم بالكميات، من دون أن يكون هناك طريقة أخرى لتصريف انتاجهم، سوى تلك المعامل التي تبعد عن البلدة حوالى سبعين كيلومتراً.


واجتمع مربو الابقار الحلوب اول من امس وتطرقوا الى وضع قطاع انتاج الحليب والتطورات السلبية التي طرأت عليهم، ملوحين باللجوء الى الشارع خلال الايام القليلة القادمة، للفت المعنيين الى وضعهم الكارثي وإلا سيضطرون إلى بيع أبقارهم وهجرة قراهم " فإن الرزق يُعادل الروح، والذي يبيع بقرته ينزع روحه، ويذهب نحو البطالة الظالمة".


ووفق احد المزارعين، يُشكل الإنتاج المحلي من الحليب الطبيعي ثلث الاستهلاك المحلي فيما المستهلكون يأكلون حليب البودرة... واعتبر انه يجب إلزام أصحاب المعامل بإستعمال الحليب المجفف إلى جانب الحليب الطبيعي لكي يستفيد الطرفان.


ويؤكد المزارع حسين الحاج حسن وهو يملك مزرعة ابقار وهو من جامعي الحليب من حوالي 25 مزارعًا ويعمل على تامين تصريف الانتاج للتعاونيات الزراعية التي تملك برادات مستوفية للشروط الصحية التي بدورها تسلمها للمعامل المصنعة الالبان والاجبان، قال: "تبلغنا من قبل المعامل عدم استلامهم سوى 20 بالمئة من الكميات التي ننتجها وعلينا أن نتدبر امورنا في كمية الحليب المنتجة من قبل المزارعين وبالرغم من انها من اجود انوع الحليب، ورمينا منتوجاتنا في مجرى النهر لعدم استقبال المعامل لمنتوجاتنا من دون سابق انذار وعدم تحصيلنا البدل المالي لاتعابنا وبالتالي لن نتمكن من شراء الاعلاف للابقار التي لن تلزمنا في حال بقيت الحال هكذا".


واضاف: "انهم يستغلوننا بالاسعار ويلجأ بعضهم الى تهريب الحليب من الاراضي السورية بكلفة منخفضة جدا تصل الى 600 ليرة بدل 1100 وهذا ما لا نستطيع منافسته ونقع تحت رغبات اصحاب المصانع المحتكرة لمنتجاتنا في ظل غياب الدولة".


المواطن حسين دندش رب اسرة مكونة من 7 افراد ويملك ثلاث بقرات يعتاش منها وأسرته لفت الى انه منذ ثلاثة ايام ولم يبع شيئًا من الحليب المنتج، بل يرميه صباح كل يوم وبدأ العلف ينفد لديه وأصبح امام ازمة حقيقية تهدد لقمة عيشه ويختم بالقول: " لا بد ان الصحة اساس، لكن يجب ألا تكون على حساب المزارعين الفقراء وعلى الدولة تحمل مسؤولياتها".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم