الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الدنمارك تعيد تأهيل الجهاديين

المصدر: "ا ف ب"
الدنمارك تعيد تأهيل الجهاديين
الدنمارك تعيد تأهيل الجهاديين
A+ A-

ما هي الوسيلة الناجعة لتغيير جهادي ينوي تدمير العالم الغربي؟ ففي مدينة ارهوس شمال الدنمارك، يدعى الى فنجان قهوة لتجاذب اطراف الحديث عن كرة القدم.
هذه هي الطريقة الهادئة التي يعتمدها مادس، الذي ينشط في اطار برنامج مبتكر لاستئصال التطرف من نفوس شبان مسلمين ومنعهم من اللجوء الى استخدام العنف.
وقد تطوع هذا الشاب الثلاثيني في هذا البرنامج ويمتنع عن الكشف عن اسمه الحقيقي، حتى لا يتعرقل مسار عمله. وقال ان "الشاب الذي ارافقه الان كان يريد فعلا الذهاب الى سوريا".
واضاف "لا يقضي هدفي بإبعاده عن الدين لأن تدينه ليس مشكلة بل يقضي بإيجاد توازن" بين معتقداته وتصرفاته.
ويفيد تقدير لمجلة الايكونوميست ان العدد الاكبر من الاشخاص الذين يقاتلون في سوريا، يتحدرون من الدنمارك التي تلي بلجيكا على هذا الصعيد.
وقد ترعرع الشبان الذين عمل معهم مادس في احياء مثل غيليروباركن، وفي مباني كئيبة من الاسمنت تبلغ نسبة الاجانب فيها 80%.
وبالشعارات المكتوبة على جدرانه وألواح الزجاج المحطمة في نوافذ منازله، لا يمت هذا الحي بصلة الى صورة الازدهار المطبوعة في الاذهان عن الدنمارك. وعلى بعد خطوات من هذا الشارع، ينتصب مسجد غريمهوي الذي رفض التنديد بتنظيم الدولة الاسلامية.
ويعد وجوده بالتأكيد واحدا من الاسباب التي حملت 30 من سكان ارهوس الذين يبلغ عددهم 324 الفا، على القتال في سوريا.
وتقول اجهزة الاستخبارات الدنماركية ان اكثر من 100 دنماركي شاركوا في الحرب الاهلية في سوريا، وقتل 16 منهم على الاقل، وعاد خمسون.
ولمواجهة هذا التحدي، تعرض الدنمارك برامج لاعادة التأهيل على الذين تغريهم الحركة الجهادية، لكن عرض هذا البرنامج على الذين عادوا الى الدنمارك، يثير جدلا كبيرا.
وتشارك هذه البرامج في مهمة مزدوجة، الاولى هي منع الشبان المتطرفين من مغادرة الاراضي الدنماركية، والزج بهم في السجن اذا ما انتهكوا هذا القيد، والثانية هي الاستثمار في تدابير وقائية.
وكانت ارهوس في 2007 اول مدينة دنماركية تعتمد برنامجا لمكافحة التطرف.
ويستطيع شهود على تطرف أحد اقربائهم ان يكشفوا عن اسمه. وبعد اجراء تقييم لوضع هذا الشخص، يتلقى عرضا يقضي بمرافقته لمساعدته على اعادة تأهيل نفسه او فرصة عمل ومسكن ايضا.
وقال مادس "لقد ساعدت الشخص الذي اعمل معه في الوقت الراهن على كتابة رسائل للحصول على وظائف بنصف دوام، ثم ذهبنا سوية من اجل تقديمها".
ويلتقي المساعدون الاجتماعيون الاشخاص مرتين في الاسبوع، وقد لا تسفر مهمتهم عن نتيجة.
فبعد اجتماعات منتظمة منذ اذار ، عمد الشاب الذي يعنى به مادس الى تهديده بالذهاب الى سوريا. وهذا ما يوفر دليلا جديدا على ان التوازن الذي تحقق ما زال هشا.
وتتأتى الصعوبات ايضا من خارج البرنامج الذي دائما ما يتعرض لانتقادات من مسؤولين سياسيين يعتبرون ان المحاكم هي المعنية اكثر من سواها بمحاربة التطرف.
وقد تصدر مارتن غيرتسن العضو في "الليبراليون" ابرز احزاب المعارضة، موجهي الانتقادات بالقول انه يريد ألا "يشفق" المجتمع على الذين يفترض انزال العقاب بهم.
ويمثل 46 عضوا في حزب اسلامي صغير متطرف مشبوه بأنه أبرز من يرسل مقاتلين للجهاد في سوريا، امام القضاء في بلجيكا. وفي الدنمارك، لم تحصل بعد اي محاكمة من هذا النوع لأن الخبراء يعتقدون ان من الصعب تأمين ادلة ملموسة.
وشدد توكي اغيرشو المسؤول في شعبة تدارك الجرائم في المدينة، على ضرورة التمسك بالبراغماتية. فهو يعرب عن استعداده لتجريب اي وسيلة لاستئصال التطرف، ومنها مصادرة جوازات السفر. ويكشف ان عقوبة السجن غالبا ما تسفر عن "نتيجة مغايرة للنتيجة المتوخاة".
ومنذ البدء بتطبيقه، قدم حوالى 130 شخصا طلبات للاستفادة من خدمات مشروع ارهوس. واسديت النصائح الى معظمهم، وانضم 15 الى برنامج المرافقة. وانهاه ثمانية بنجاح، بينهم واحد "بنجاح محدود"، لكنه مستمر مع السبعة الاخرين.
وخلص اغيرشو الى القول "يمكن ان نقارن ذلك بطلاق. فنادرا ما يحصل شيء ما على الفور، انه يستغرق شهورا او سنوات".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم