السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

كيف يواجه الجيش الكمائن؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
كيف يواجه الجيش الكمائن؟
كيف يواجه الجيش الكمائن؟
A+ A-

في الوقت الذي نحاول فيه ومنذ أربعة اشهر استرجاع 24 عسكرياً محتجزين لدى "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية"، استطاعت قوى الظلام خلف التلال الحدودية اللبنانية أن تخطف أرواح 6 عسكريين خلال دقائق عبر كمين يبدو انه محكم.


لا يقتصر تكتيك الكمائن على العصابات فحسب، فأحياناً الجيش النظامي ايضاً يقوم بها، وتعتبر الدرس الأول للعسكري. وتحدث العميد المتقاعد خليل الحلو لـ"النهار" عن حرب الكمائن وقدرة الجيش على مواجهتها، وقال: "من الطبيعي أن يعتمد المسلحون في الجرود على تكتيك الكمائن، والمبادرة تبقى حالياً بيدهم، خصوصاً بسبب المامهم بالمنطقة حيث يعيشون ومعرفة تضاريسها جيداً".


 


عندما يكون المسلح الى خط تماس مباشر مع الطرف الآخر يصبح مستهدفاً، لهذا يلجأ المسلحون في الجرود الى التخفي والانتقال يومياً من منطقة إلى اخرى، لكن الحلو يؤكد أن "لديهم أمكنة ثابتة يستريحون فيها تكون بعيدة عن مواقع الجيش اللبناني، ينطلقون فيها ويقيمون الكمائن".
ما هو الكمين؟ يوضح الحلو: "انه عبارة عن مجموعة مسلحة تراقب مجموعة اخرى قد تكون نظامية ،تسير على خط تنقل عسكري معين سواء بهدف اجراء دورية مراقبة او نقل قوى، وتكون لدى العصابة معلومات عن ان هناك قطعاً عسكرية مجبرة على المرور من ممر معين، فيكمنون للدورية حين تجبر على تخفيف سرعتها او تكون في وادي مثلاً لايقاع اكبر عدد من الخسائر".


نقاط القوة ومنطقة القتل


للكمين نقاط قوة، فهو مفاجىء وممّوه، ويقول الحلو "لا يكون الكمين منتظراً، والعسكري المتواجد في الدورية ، لا يملك الوقت لادراك مصدر النيران او اتجاهها في حال وقع في المصيدة، وتكون الخسائر كثيرة في وقت قليل، وإلى حين تمالك من بقي على قيد الحياة انفاسه يكون من نصب الكمين قد تمكن من الهرب".
يحدد ناصب الكمين المكان والزمان، ويشير إلى ان "عملية الانتظار قد تستغرق 10 ساعات او 24 ساعة، ويتم تحديد "منطقة القتل" التي تبدأ من النقطة A إلى النقطة B ، وما ان تصبح القوة بأكملها عند النقطة B يبدأ باستهداف المجموعة بأكملها في "منطقة القتل"، وتكون عادة النيران جانبية وقليلاً ما تكون مواجهة"، مشدداً على ان "وضع العبوات الناسفة وتفجيرها عن بعد لا يعتبر كميناً، اذ لا بد من وجود اشخاص مقاتلين يطلقون النار حتى ندخل خانة الكمائن".


مواجهة الكمائن


تبدأ مواجهة الكمائن بتلافي الوقوع فيها عبر عمل مخابراتي جيّد يؤمن المعطيات عن أماكن يمكن أن يقع فيها العسكريون في كمائن، ويلفت الحلو إلى انه يمكن مواجهة الكمين أو الحد من خسائره عبر طريقتين، الأولى في شكل الدورية، عبر تسيير الاليات بعيدة عن بعضها على الأقل 25 متراً، والا يكون العناصر جميعهم في الاليات بل يكون جزء منهم راجلاً إلى جانب الالية، يستكشف بعضهم التلال أو جوانب الطرق قبل الوصول إليها، أما الطريقة الثانية فتشترط معرفة وجود الكمين، وتكون بالمواجهة بكمين مضاد، وحينها يلقى القبض على المسلحين وهم في حالة الكمن".
المنطقة التي حصل فيها الكمين الاخير للجيش معروفة بانها خطرة، ويستبعد الحلو ان يكون قد حصل الكمين صدفة، "بل من الواضح أن هناك على أقل 3 اشخاص استخدموا اسلحة قنص، وكان يجب الانتباه اكثر".
ويشدد على "ضرورة العمل المخابراتي أولاً، أو تغيير شكل ارسال الدوريات واعتماد الراجلة منها من دون آليات، يسيرون بعيدين بعضهم عن بعض، للحد من الخسائر في حال وقوع الكمين، بالاضافة الى ضرورة تنقل عناصر من الدورية في شكل مموه، واعتماد المناظير الليلة، كما لدينا طائرات يمكننا استخدامها".
تعود قوة العصابات في نصب الكمائن الى انها "مرتاحة لذلك، فيما الجيش منشغل يوميا في تسيير الدوريات ومراقبة الحدود ومنع التسلل، لهذا تبقى المبادرة بيدهم في موضوع الكمائن".


السيطرة على راس بعلبك


ويرى العميد المتقاعد أمين حطيط أن الجيش يخوض حرباً حقيقية مع الارهابيين فيها الكر والفر، وليست كما يدّعي البعض انها حرب استنزافية، ويرى ان المسلحين اليوم يريدون توسيع منطقة سيطرتهم في الجرود وعرسال لتشمل رأس بعلبك وجروده، وذلك بعد فشل مخططهم للتمدد باتجاه طرابلس، وهذا الأمر يقضي أولاً باشغال الجيش لاخلاء المنطقة بين البلدتين لعدم ملاحقتهم في مناطقهم. وتأتي الكمائن بهدف سد المنطقة بين عرسال ورأس بعلبك في المرحلة الاولى الى حين السيطرة على رأس بعلبك في المرحلة الثانية".


أخطاء في الاستطلاع أو الحركة أو الصدفة


الكمائن تشكل خطراً كبيراً على كل الجيوش وكلما كانت القوى محترفة في نصب الكمائن تكون عملية التسلل من الكمين صعبة، ويعطي حطيط المثال على ذلك بعدم قدرة "جيوش عظمى كاميركا واسرائيل من الهروب من الكمائن لكن الجيوش تستطيع ان تحد من خسائر الكمائن عبر اعتماد تقنية المراقبة التي تحدد حركة المسلحين ومراقبة المنطقة المحتملة لنصب الكمائن لاخذ الحذر منها والوسيلة الثانية خفض نسبة الحركة في المنطقة".


لدى الجيش اللبناني القدرة على مواجهة الكمائن وهو يملك قدرات ومؤهلات غير موجودة عند جيوش كثيرة في العالم بحسب ما يقول حطيط، لكنه يعيد سبب الوقوع في الكمين إلى "اخطاء في عملية الاستطلاع أو لاعتماد الروتين في الحركة أو الصدفة"، معتبراً أن "الوضع السياسي في لبنان وبعض المواقف يستفيد منها الارهابيون لتنفيذ الكمائن".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم