السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

عروس البقاع ودّعت من "لبنن العالم وزحلن لبنان"

المصدر: زحلة – "النهار"
دانيال خياط
عروس البقاع ودّعت من "لبنن العالم وزحلن لبنان"
عروس البقاع ودّعت من "لبنن العالم وزحلن لبنان"
A+ A-

هذا هو ابني الحبيب الذي به افتخر، قالتها زحلة اليوم عاليًا في وداع سعيد عقل. تعملقت المدينة "عظيمة عظيمة" كما كانت في عيون سعيد عقل، نزلت برجالها ونسائها، بشبابها وشيبها، بتلامذة مدارسها وجامعاتها، بأطفالها، برسميّيها ومجتمعها المدني، لملاقاته في رحلته الاخيرة الى مدينته.


اول دخول سعيد عقل الى زحلة كان الى كاتدرائية مار مارون في مطرانية زحلة للموارنة، حيث ترأس المدبر البطريركي المطران جوزف معوض صلاة وضع البخور على جثمان الراحل. نقل بعدها الجثمان في سيارات الموكب الى حوش الامراء. زحلة علّمها سعيد عقل بألاّ تنصاع إلا لقوانينها ولشروطها، "باطل!" سعيد عقل في زحلته "مقلع الرجال" لا يكون إلاّ محمولاً على الأكف، "نحن هلِك يا زحل"، ما همّ ان يكون نعشه يزن أكثر من 100 كيلوغرام من الصخر، أنزل رجال زحلة النعش من السيارة وساروا به من حوش الأمراء، التفوا به حول مستديرة "آلهة الشعر والخمر" على مدخل زحلة، وتابعوا سيرهم بالنعش على الأكف على بولفار زحلة، مرورًا بمدرسته مار افرام، فسرايا زحلة، حيث ارتفع النعش فوق الراحات وصولا الى ساحة الشهداء، شارع البرازيل. وكان كلما عبر النعش بمحطة، كبرت أعداد السائرين خلفه، تحت سيل من نثر الارز والزهور التي أُمطر بها من شرفات المنازل من جنبات الطرقات، فيما الدنيا تشتعل مفرقعات.


عبر بوادي زحلة وشقّ طريقه صعودًا محمولاً على الأكف باتجاه مدرسته "الكلية الشرقية" وبدا كأنه يطوف فوق نهر من البشر في طريقه الى ساحة دير مار الياس الطوق، حيث أقام رئيس "الكلية الشرقية" الاب سابا وسعد ورئيس الدير الاب جان مطران صلاة النياحة. ليواصل الموكب الراجل مسيرته في حارة الراسية وصولا الى كاتدرائية سيدة النجاة لمطرانية الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك، حيث ترأس المطران اندره حداد صلاة النياحة وألقى كلمة توجّه فيها الى الزحليين مثنيًا على الاستقبال الذي خصّوا به "الراحل العظيم الذي نودع اليوم.


وهو لم يكن عظيمًا بعبقريته فقط، بل كان عظيمًا بإيمانه المسيحي وبالعذراء مريم خاصة. وقد أوصى في أيامه الاخيرة ان يمر قبل دفنه، على سيدة النجاة ويأخذ بركتها. لهذا أقمنا له هذه الزيارة وهذه الصلاة". انطلق بعدها الموكب باتجاه المدافن في بيادر زحلة، بعد أن ودّعه أهالي مار الياس وشباب مركز الصليب الاحمر، حيث ووري جثمان سعيد عقل في أحضان مدينته زحلة، في مدفن خاص به، ملفوفًا بالعلم اللبناني، هو الذي "لبنن العالم وزحلن لبنان".


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم