الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

استغراب عراقي لتجاهل الحكومة الأنبار \r\nوتشكيك في القدرة على استعادة نينوى قريباً

بغداد – فاضل النشمي
A+ A-

اعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لدى استضافته في مجلس النواب، عزمه على تأسيس "قيادة عمليات تحرير نينوى" لطرد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) من مركزه في الموصل ومناطق اخرى تابعة لها. لكنه لم يكشف اية معطيات عن عملية "التحرير"، علماً ان مراقبين ومتابعين محليين يشككون في قدرة الحكومة العراقية على استعادة السيطرة على محافظة نينوى في المدى القريب، ويستغربون تجاهل الحكومة ما يجري في الأنبار، ومرد ذلك الى سيطرة التنظيم المتطرف على أكثر المدن والمحافظات المحيطة بالموصل، بحيث تبدو عملية وصول الجيش اليها مسألة بالغة التعقيد.
وقال ضابط كبير في الجيش العراقي لـ"النهار": "اذا لم يتم تحرير محافظتي صلاح الدين والأنبار تماماً من سيطرة داعش، فان إمكان تحرير الموصل صعب للغاية". وأبدى "استغرابه الشديد لعدم التفات الحكومة الى مشكلة محافظتي صلاح الدين والأنبار، وهما تجاوران بغداد، خلافاً لمحافظة نينوى".


الأنبار في قبضة "داعش"
وكانت الانتصارات الرمزية والفعلية التي حققتها القوات الأمنية في الفترة الأخيرة، وخصوصاً في محافظة ديالى وقبلها في قضاء جرف الصخر التابع لمحافظة كربلاء، والزخم الاعلامي الذي تلاها، قد عززت بطريقة جيدة الثقة بالقوات الأمنية، إلا ان ذلك لا يمنع كثيرين من التحذير من الخطر المحدق الذي تمثله سيطرة "داعش" على نحو 90 في المئة من محافظة الانبار. اذ أبلغ صحافي انباري هرب من جحيم التنظيم المتطرف الى بغداد الاسبوع الماضي "النهار"، ان التنظيم يسيطر على أكثر اقضية المحافظة ومدنها. وقال "هيئ اصابعك وعد معي، داعش تسيطر على قضاء الرطبة وهي القريبة من المعبر الحدودي الاردني – السوري، وكذلك تسيطر على قضاء القائم ومعبره الحدودي المحاذي لسوريا، وتمتد سيطرتها لتشمل بلدات عانة وراوة وكبيسة، وتسيطر على أطراف قضاء حديثة، ولا تسيطر على مركزها الذي تسيطر عليه عشيرة الجغايفة المعادية لداعش، فيما يسيطر الجيش على سد حديثة المائي".
وأضاف: "يسيطر الجيش على قاعدة عين الاسد في منطقة البغدادي القريبة من قضاء هيت الذي يسيطر عليه داعش تماماً، واذا اتجهنا جنوبا حيث مركز محافظة الانبار، نرى ان داعش يسيطر على نحو 70 في المئة من مركزها الرمادي، وكذلك يسيطر على منطقة الجزيرة التي تنتشر فيها عشائر البو عساف والبو نمر والبو ريشة والبو ذياب والبو باني ، وغيرها".
ومعروف ان الفلوجة خاضعة لسيطرة داعش منذ أشهر طويلة، واستطيع القول إن ما بقي تحت سيطرة الحكومة أجزاء صغيرة جداً من المحافظة، اذ تسيطر الحكومة على عامرية الفلوجة التي لا تبعد عن محافظتي بغداد وبابل الا نحو 50 كيلومتراً، وتسيطر كذلك على قاعدة الحبانية لانها مهمة لامدادات الجيش".
ونقل المصدر عن شهود عيان من ناحية البغدادي غرب المحافظة التي فيها قاعدة عين الأسد العسكرية، انهم شاهدوا (أمس الاحد) عدداً كبيراً من الجنود الاميركيين وصلوا الى القاعدة بكامل تجهيزاتهم العسكرية، ولم يتسن التأكد من الخبر من مصادر أخرى، واذا ما كان ذلك العدد مقدمة لوجود قوات برية في الانبار ام لا.
الى ذلك، ونتيجة الوضع الامني المتدهور في الأنبار، نقل مجلس المحافظة منذ فترة طويلة مقر عمله الى منطقة المنصور في بغداد، ومعظم اعضائه موجودة فيها، وكذلك معظم الزعامات القبلية الانبارية في العاصمة بغداد، مثل الشيخ أحمد أبو ريشة والشيخ وسام الحردان والشيخ محمد الهايس، في حين ان الشيخ ماجد السليمان في العاصمة الاردنية عمان، وعلي حاتم السليمان في اقليم كردستان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم