الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"حرب الفحم" تهدّد أوكرانيا

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

توشك اوكرانيا التي خسرت حوض دونباس الشهير بمناجم الفحم، ان تواجه نقصا في هذه المادة وقد تضطر الى طلب المساعدة من موسكو وتزيد بذلك تبعيتها لروسيا على صعيد الطاقة.


واذا كانت مخاوف الاوروبيين في شأن نقص الطاقة في اوكرانيا ارتبطت فترة طويلة بمسألة امدادات الغاز الروسي التي تم التوصل في شأنها اخيرا الى اتفاق هزيل، فقد تواجه كييف هذا الشتاء نقصا في مادة الفحم.


وكانت اوكرانيا التي يتأتى نحو 40 في المئة من انتاج الكهرباء من محطاتها الحرارية العاملة على الفحم، تتمتع قبل النزاع في الشرق باكتفاء ذاتي، وتعمد حتى الى التصدير من انتاجها السنوي الذي ناهز 86 مليون طن في 2012.


ويأتي كامل انتاج الفحم الاوكراني تقريبا، من مناجم حوض دونباس الشاسع،الذي دمرته اليوم عمليات القصف او الخاضع لسيطرة التمرد الموالى لروسيا.
وإلى هذه الصعوبات اضيف الاسبوع الماضي توقف امدادات الفحم من روسيا من دون تبرير.


واعلن وزير الطاقة الاوكراني يوري برودان في تصريح صحافي، ان الروس "بعثوا الى شركة تسنترنرغو الرسمية بيانا تذرعوا فيه بحالة نجمت عن أسباب قاهرة. لكن ما هي هذه الحال، لم يقولوا شيئا".


واضاف: "لا اعرف الى متى ينوي الروس التوقف عن امدادنا بالفحم، فاذا اوقفوها فترة طويلة فلن تستطيع محطاتنا الحرارية عندئذ ان تعمل بكامل قدرتها".


من جهته، قال فالنتان زمليانسكي الخبير المستقل والمتحدث السابق باسم مجموعة نفطوغاز الاوكرانية العامة "انه قرار محض سياسي كما تشير الى ذلك كل الدلائل. ومع ذلك، لم تعمد روسيا الى اعلانه رسميا".


وتفيد الاحصاءات الرسمية ان اوكرانيا تحتاج الى مليون طن من الفحم شهريا لتغذية محطاتها. وفي 24 تشرين الثاني تراجعت احتياطاتها الى ما دون 1,8 مليون طن".


واوضح اولكساندر خارتشينكو مدير مركز البحوث حول الطاقة في كييف، "تحتاج اوكرانيا الى حوالى ثلاثة ملايين طن لفصل الشتاء، اي ما يوازي نصف كاما احتياجاتها".


ولمواجهة هذا الوضع، قد تضطر السلطات الى شراء الكهرباء مباشرة من روسيا بالاضافة الى الغاز والوقود النووي الذي تستخدمه لتدفئة البلاد، فتزيد بذلك تبعية اوكرانيا في مجال الطاقة وتؤمن لجارها الكبير وسيلة لممارسة مزيد من الضغوط.


لذلك اعلن برودان ان السلطات تدرس هذا الاحتمال. ويتسبب هذا القرار بإشكالية كما تؤكد ذلك الاقالة المفاجئة لنائب وزير الطاقة الذي واجه صعوبة في السماح لشركة اوكرانية باستيراد الكهرباء من روسيا.


وقال خارتشمنكو ان "وزارة الطاقة لا تقوم بأي مجهود لتسوية هذه المشكلة. واذا لم يتم التوصل سريعا الى حل، سنشهد انقطاعا كثيفا للكهرباء، كما حصل في التسعينات. وستبدأ المشكلات في منتصف كانون الاول. وفي شباط، سيكون الوضع بالغ السوء".


وحاولت كييف مع ذلك في الاشهر الاخيرة التخلص من التبعية الضاغطة للطاقة الروسية من خلال التفاوض مع جنوب افريقيا على عقد للتزود بالفحم. لكن كامل بنود العقد لم تنفذ لاسباب لا تزال غامضة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم