الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نسرين روحانا ضحية جديدة للعنف الزوجي \r\nأهالي بصليا ودّعوها في رحلتها الأخيرة مستنكرين الجريمة

جزين – رلى خالد
A+ A-

نسرين روحانا اسم جديد يُضاف الى لائحة ضحايا العنف الزوجي الطويلة في لبنان. ضحية جديدة وربما لن تكون الأخيرة، في بلد يتقاعس فيه المسؤولون عن حماية المكوّن الأساسي للمجتمع، المرأة الأمّ والزوجة والمربيّة! بلد يتخاذل في تأمين أبسط الحقوق الإنسانية للمرأة بحجّة عدم التدخل بين الزوجين.
وهل يحق للزوج أن يُعنّف ويغتصب ويضرب ويمارس العنف المعنوي ويقتل شريكته فقط لأنه رجل؟ كيف تريدون أن تبنوا مجتمعاً طبيعياً وسليماً، إذا كنتم لا تعترفون بحقوق الفئة الكبرى من مكوّناته الأساسية وحق النساء في العيش بأمان بعيداً من التهديد والعنف؟ ألم تتعبوا من مشاهد العنف والقتل اللذين يمارسان بحق المرأة والطفل؟ متى سيصحو ضميركم وتتنبهوا أنّ هذه المصيبة قد تكون من نصيب أحبائكم يوماً إذا استمررتم في هذا التجاهل؟
أسئلة كثيرة وغصة كبيرة تعتمر قلوب كلّ من سمع وشاهد هذه الجريمة المروّعة التي طالت نسرين روحانا بالأمس، لكن الغصّة والألم الكبيرين هما من نصيب عائلة نسرين المفجوعة بهذه النهاية المأسوية والبشعة لإبنتهم، ولأقارب العائلة ولأهالي بلدة بصليا في قضاء جزين التي فُجعت بخبر هذه الجريمة، فتجمعوا منذ صباح أمس في كنيسة مار مارون في البلدة لتقبل التعازي ومشاركة العائلة مُصابها الأليم ولاستقبال نسرين ووداعها في مشوارها الأخير.
قرابة الحادية عشرة قبل الظهر وصل جثمان نسرين الى البلدة، وكان في استقبالها جمع من أبناء البلدة والجوار، دموع وحزن وغضب رافق الاستقبال وصيحات مندّدة بالقاتل وبهذه الجريمة النكراء. أهالي بلدة بصليا اعربوا عن صدمتهم لما حصل واصفين نسرين روحانا "بالزوجة المحترمة التي لا يمكن الإساءة الى ذكراها بأيّ كلمة"، موضحين "أنها عانت الأمرين مع زوجها وتحمّلت منه الضرب والعنف طيلة سنوات زواجهما". وندد الأهالي بالجريمة بأسلوب القتل المتعمّد مؤكدين "أن أي خلاف زوجي يمكن حلّه بالتفاهم وحتى بالطلاق وليس هناك أي داع للعنف والقتل وبالتالي فإن الجاني مجرم ويجب معاقبته بأشدّ العقوبات على ما اقترفه".
وفي مقابل غضب أهالي البلدة حزن وبكاء وصمت لأهالي الفقيدة الذين لم يتحدثوا أمام الإعلام بل كانت مظاهر اللوعة والأسى بادية على وجوههم. تحلّقوا حول النعش الذي سجي في صالون الكنيسة وبقي مقفلا كي لا يكشف بشاعة الجريمة المرتكبة بحق نسرين وفظاعتها.
واحتفل الثالثة بعد ظهر أمس بالصلاة الجنائزية عن راحة نفس نسرين روحانا التي خسرت عمرها وهي في ريعان الشباب، لتنتقل الى جوار ربّها حيث الفرح والطمأنينة والعدالة والحماية التي حرمت منها في مشوارها القصير المضني على هذه الأرض، علّ مأساتها وصورتها المشوّهة تبقى خالدة في نفوس وضمائر المعنيين فتحرّكهم وتحفزهم على حماية كل امراة من كلّ أشكال العنف ضدها!
وفي ردود الفعل، استنكر ايلي كيروز الجريمة التي أودت بحياة الشابة نسرين روحانا، "والتي عاشت على مدى سنوات مع زوجها الجلاد وعانت من عنف أسري متكرر". وطالب القضاء بتطبيق اقسى العقوبات بحق الزوج القاتل، مؤكدا الاصرار على متابعة العمل التشريعي والقانوني من أجل تعزيز حماية المرأة اللبنانية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم