الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

بالصور- كيف كانت رحلة نسرين روحانا الأخيرة الى بلدتها؟

المصدر: " جزين -النهار"
رلى خالد
A+ A-

نسرين روحانا اسم جديد يُضاف الى لائحة ضحايا العنف الزوجي الطويلة في لبنان، ضحية جديدة ولن تكون الأخيرة، في بلد يتقاعس فيه المسؤولون عن حماية المكوّن الأساسي للمجتمع، المرأة الأمّ والزوجة والمربيّة ! بلد يتخاذل في تأمين أبسط الحقوق الإنسانية للمرأة بحجّة عدم التدخل بين الزوجين.
وهل يحق للزوج أن يُعنّف ويغتصب ويضرب ويمارس العنف المعنوي ويقتل شريكته فقط لأنه رجل؟ كيف تريدون أن تبنوا مجتمعاً طبيعياً وسليماً،إذا كنتم لا تعترفون بحقوق الشريحة الكبرى من مكوّناته الأساسية وحقهم بالعيش بأمان بعيداً عن التهديد والعنف؟ ألم تتعبوا من مشاهد العنف والقتل اللذين يمارسان بحق المرأة والطفل؟ متى سيصحو ضميركم وتتنبهوا أنّ هذه المصيبة قد تكون من نصيب أحبائكم يوماً إذا استمريتم في هذا التجاهل؟


أسئلة كثيرة وغصة كبيرة تعتمر قلوب كلّ من سمع وشاهد هذه الجريمة المروّعة التي طالت نسرين روحانا بالأمس، لكن الغصّة والألم الكبيرين هما طبعاً من نصيب عائلة نسرين المفجوعة بهذه النهاية المأساوية والبشعة لإبنتهم، ولأقارب العائلة ولأهالي بلدة بصليا في قضاء جزين التي فُجعت بخبر هذه الجريمة، فتجمعوا منذ الصباح في كنيسة مار مارون في البلدة لتقبل التعازي ومشاركة العائلة مُصابها الأليم ولاستقبال نسرين ووداعها في مشوارها الأخير.
قرابة الحادية عشرة صباحا وصل جثمان نسرين الى البلدة حيث كان في استقبالها حشد من أبناء البلدة والجوار، دموع وحزن وغضب رافق الاستقبال وصيحات مندّدة بالقاتل وبهذه الجريمة النكراء، أهالي بلدة بصليا اعربوا عن صدمتهم لما حصل واصفين نسرين روحانا "بالزوجة المحترمة التي لا يمكن الإساءة الى ذكراها بأيّ كلمة" ، موضحين "أنها عانت الأمرين مع زوجها وتحمّلت منه الضرب والعنف طوال سنوات زواجهما "، وأعرب الأهالي عن تنديدهم بأسلوب القتل المعتمد مؤكدين "أن أي خلاف زوجي يمكن حلّه بالتفاهم وحتى بالطلاق ولا داعي للعنف والقتل وبالتالي فإن الجاني مجرم ويجب معاقبته بأشدّ العقوبات."
مقابل غضب أهالي البلدة حزن وبكاء وصمت لأهالي الفقيدة الذين لم يتحدثوا أمام الإعلام بل كانت مظاهر اللوعة والأسى بادية على وجوههم، تحلّقوا حول النعش الذي سجي في صالون الكنيسة وبقي مقفلا كي لا يكشف بشاعة وفظاعة الجريمة المرتكبة بحق نسرين.
عند الساعة الثالثة سيحتفل بالصلاة الجنائزية عن راحة نفس نسرين روحانا التي خسرت عمرها وهي في ريعان الشباب، لتنتقل الى جوار ربّها حيث الفرح والطمأنينة والعدالة والحماية التي حرمت منها في مشوارها القصير المضني على هذه الأرض، علّ مأساتها وصورتها المشوّهة تبقى خالدة في نفوس وضمائر المعنيين فتحرّكهم وتحفّزهم على حماية كل إمراة من كلّ أشكال العنف ضدها !


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم