الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

غياب - الشحرورة التي أخذت معها الصباح (1927-2014)

مازن معروف
A+ A-

اسمها في سجل القيد جانيت فغالي. ولدت في العاشر من تشرين الثاني من العام 1927 في بلدة بدادون في وادي شحرور. عُرفت أمها بروحها المرحة، وخفة ظلها، واهتمامها بالفن، وقد تكون أورثتها هذه السمات. امتلكت العائلة قطعة أرض في القرية، كان يهتم بها الوالد، غير أن المصير تغيّر تماماً عقب موت شقيقتها جولييت وهي بعد في العاشرة من العمر، فانتقلت العائلة إلى بيروت لتستقر هناك. يقال إنها لبست اسم صباح للمرة الأولى داخل مقهى في شارع فؤاد الأول في مصر، وقد أطلقه عليها الشاعر صالح جودت، لأن الصباح تراءى له في وجهها. ثم حُكي لاحقاً أن المنتجة اللبنانية الأصل الفنانة آسيا داغر، نشرت صورة لصباح في إحدى المجلات الفنية طالبةً من قراء المجلة اختيار اسم يليق بصاحبة الصورة على إحدى صفحاتها، وهي جانيت، فاتفق القراء على اسم صباح. عُرفت بهدوئها وطول بالها، وكياستها وصراحتها في المقابلات الصحافية، وتردّ ذلك الى حقيقة كونها ترعرت "في بيت هادئ لا يعرف الصراخ بل الكلام اللطيف".


مسيرتها الطويلة (نحو 85 فيلما و17 مسرحية وما بين 3000 و3500 أغنية، واثنا عشر مهرجاناً) حفلت بالكثير من الشائعات والمغالطات التي آذتها، لكنها لم تحرك لها ساكنا، بل آثرت أن تظهر للمغرضين رباطة جأشها، ومسايرتها للجميع، وحرصها على ألا يزعل أحد منها، تمام حرصها على صحتها، ورشاقتها، بامتناعها عن شرب الكحول، وخلط الأطعمة، والاعتناء بحياتها عبر إيفاء جسمها حقه من النوم والرياضة. كانت تعتبر أن مظهرها الذي يبدو أصغر سنا، مردّه إلى عامل الوراثة، ذلك أن أباها كان يبدو دوماً أصغر بعشرين عاماً، وكان يحدث أن يزورها مشياً على الأقدام من وادي شحرور إلى الحازمية حيث تقيم. عرفت كطفلة، بشيطنتها. لطالما رددت أن الحياة تمرين على الصبر، وتمرين كذلك على كيفية تعلم السعادة التي تحتاج في طبيعة الحال إلى مجهود. خفة دمها كانت مقرونة بذكاء واحترام لخصوصية الآخرين، فالكذبة البيضاء مبررة للحؤول دون خراب أكبر، وتعطي مثالاً على ذلك فتقول: "إذا صادفني شخص أعرفه من أصحابنا ومعه صبية حلوة، فهل من المعقول أن أقول لزوجته إني رأيته مع تلك الصبية؟ هنا، يمكن أن أتحصن خلف كذبة بيضاء". شهدت مسيرتها الفنية أغاني يفهمها الكبير والصغير، وعرفت بمعاصرتها لأجيال مختلفة، ولأذواق شعبية وفنية متعددة.
الأحلام والبدايات
دخلت صباح مصر على أيام الملك فاروق، ربيع 1944، وكانت وقتذاك تخشى أن لا يقبلها الجمهور المصري، إلا أن القدر أرسلها الى المنتجة آسيا داغر والمخرج الكبير هنري بركات. وهي عللت الأمر بأن العناية الإلهية استجابت صلواتها، هي المواظبة على وضع أيقونة على صدرها. لا تؤمن بالحسد، لكنها منذ دراستها صغيرة في مدرسة الراهبات، اعتادت أن تصلي كل مساء، فواظبت على ذلك، مثل النوم، على حد تعبيرها. الصلاة بقيت حتى آخر أيامها، السلاح الذي تحارب بواسطته الاكتئاب والشدة في الأزمات والمرض. في أحد الأيام، كانت الشحرورة الطفلة ترافق أهلها إلى جل الديب لزيارة إحدى العائلات الصديقة، فقال لهم رب المنزل ان هناك كنيسة قريبة، وكل من دخلها وصلّى وتمنّى أمنية، حققها الله له. كانت تلك الكلمات كافية لتعلق كجرس في رأس جانيت الصغيرة، فتحيّنت الفرصة المناسبة، وفي غمرة انشغال أهلها بتناول الطعام، كان المارة ينظرون إلى فتاة جميلة تدخل الكنيسة على عجل وبهدوء، كي تجثو على ركبتيها امام المذبح تصلي وتذرف الدموع: "يا رب، أريد أن أصير مطربة مشهورة، حقِّق لي أمنيتي يا رب". حدث بعد ذلك، أن انتقلت العائلة فجأة إلى بيروت، فتفاءلت الصبّوحة خيرا، ورأت في ذلك إشارة ببدء تحقق أمينتها. ما لبثت أن عُرفت بين زميلاتها وزملائها الجدد في المدرسة، بالفتاة النشيطة، المفعمة بالمرح والحيوية، التي لا تكف عن الغناء في المدرسة وعلى الطريق أيضا. ثم حانت الفرصة المواتية لها، حين أعلنت الراهبات في مدرستها تقديم مسرحية بعنوان "الأميرة هند"، فسجلت اسمها فيها، وتمرنت تحت إشراف الراهبات، الامر الذي خفف من غضب والدها الرافض دخول ابنته مجال الفن. إلا أن الصبّوحة لم تنتظر طويلا، فالمسرحية المذكورة أفردت لها حضورا مميزا لفت إليها الانظار حتى أن البعض نصح أباها بوجوب إدخالها مجال السينما. لم تنس الفتاة قط هذه الكلمات، وكأن في ذلك الصوت العابر القوة اللازمة لتقرع أجراس ثقتها بموهبتها، ووجوب العمل على إظهارها في أقرب فرصة. لم يمض كثير وقت حتى التقت بمدير إذاعة "صوت أميركا" كنعان الخطيب، الذي بادر إلى تشجيعها وتدريبها موسيقيا، مستعينا بموشحات ومواويل لعمّها الشاعر شحرور الوادي، لتؤديها مغنّاة في مقر الصحافة اللبنانية. لكن يوسف وهبي دفعها لتطأ اولى درجات سلّم الشهرة في القاهرة، من دون قصد منه. فاكتشافه لنور الهدى عام 1943، واحتكاره إياها في أفلامه، أرغم المنتجين الآخرين على البحث عن منافسة ووجه جديد، واستقر الأمر على جانيت فغالي الصبية، بفضل السينمائية آسيا داغر، التي التقت بها من طريق أحد المعارف، لتسافر إلى القاهرة، حيث أطلقها المخرج هنري بركات أمام عدسته، مستعينا بحدسه واعتماده على خفة دمها ورشاقتها في الاستئثار بالنجاح المطلوب في فيلمه "القلب له واحد". اشتهرت سريعا بدور البنت الشقية المرحة، وتوالت أفلامها بسرعة كبيرة، واشتهرت بأغانيها الخفيفة السريعة، فلقّبت على سبيل السخرية بـ"مطربة السندويش"، ولازمها هذا اللقب حتى منتصف الخمسينات.
غنّت صباح في تلك المرحلة من حياتها من ألحان أكبر الملحنين، من زكريا أحمد ومحمد القصبجي وفريد غصن، إلى رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، كما شدت من ألحان أشهر أسماء الجيل الثاني، مثل محمد فوزي ومحمود الشريف. وبرزت لبنانيا مع نقولا المنّي وفيلمون وهبي. وغنّت في مرحلة لاحقة من ألحان منير مراد وكمال الطويل وبليغ حمدي ومحمد الموجي. استمر هذا التعاون في الستينات، وقابله إنتاج مميز مع الأخوين رحباني وزكي ناصيف، ثم وليد غلمية وروميو لحود وإلياس رحباني. توسّعت هذه الحلقة في السبعينات، وضمّت أسماء من جيل "الشباب"، منهم عصام رجّي ونور الملاّح وملحم بركات وإيلي شويري. تحوّلت الشحرورة من "مطربة السندويش" إلى مطربة من الصف الأول، وجاء هذا التحول بعد تأديتها ألحاناً مغايرة، عكست قدراتها الموسيقية والصوتية التي أضحت ناضجة كفاية في ذلك الوقت، وبرزت كمطربة ذات قوام جميل، وحضور لفت الأنظار.


محطات
لصباح فضل كبير في انتشار الأغنية اللبنانية حول العالم، وبخاصة الأعمال التي تتسم بطابعها الفولكلوري والتراثي. في جعبتها ما بين 3000 و3500 أغنية، بما فيها الأغنيات التي أدتها ضمن مهرجانات أو مسرحيات.
صباح هي أول فنانة عربية غنّت في مسرح "الاولمبيا" في باريس مطلع السبعينات، وذلك عندما شاركت ضمن فرقة روميو لحود. قدّمت كذلك أعمالا في مسارح عالمية عدة منها "كانغاري هول" (نيويورك) ودار الأوبرا في سيدني وقصر الفنون في بلجيكا، و"ألبرت هول" في لندن. وسافرت مرات عدة إلى لاس فيغاس لإحياء حفلات هناك. في بروكسيل، أذهلت الجمهور مرةً بغنائها "الأوف" الشهيرة، فلم يصدّق أولئك أن الغناء حي، بل اعتقدوا أنه تسجيل "بلاي باك". أشهر أغنياتها في بداياتها "يا هويدا لك"، "دخل عيونك حاكينا" و"أنا ستوتة"، ثم "من سحر عيونك" و"مالو الهوا" و"الحلو زعلان"، وبعدها "ايوا لا"، "عاشقة وغلبانة" و"عدّى عليَّ وسلّم". كرّت السبحة المصرية، في أغان مثل "حسونة"، "لا لا"، "زي العسل" "ساعات ساعات"، وقابلتها في لبنان سلسلة طويلة من الأغاني لا تزال حية في الذاكرة الجماعية، منها ألحان وضعها كبار ملحني مصر، مثل "عالضيعة" و"كرم الهوى" من ألحان محمد عبد الوهاب، و"يا دلع دلع" و"حلوة لبنان" لفريد الأطرش، و"طعميتك سكر" لمحمد الموجي.
جاهدت صباح في مطلع حياتها لتحقق كيانها الفني في وقت كان عمالقة كبار يمسكون بزمام الامور ويشبعون الأذواق السائدة بموسيقاهم وأعمالهم. في إحدى المرات، سمعها فريد الأطرش، وكانت لا تزال بعد صغيرة، فأبدى لها صراحة بأن خامتها الصوتية غير مكتملة وبأنه لا يزال أمامها الكثير، فصدمت وبكت وزعلت منه، غير أن الأيام ألقت بها في وجهه ممثلة ومغنية في فيلم "بلبل أفندي"، ثم "لحن حبي" و"ازاي أنساك". أحيطت بوسط فني راق احبها إلى أقصى الحدود، وفي أحد أعياد ميلادها، عرّب عبد الوهاب أغنية "هابي بيرث داي تو يو" من أجلها، وأجرى تعديلات على اللحن، لتصبح بشكلها المعروف اليوم "سنة حلوة يا جميل".
لا يخفى أن صباح اشتهرت بتعدد أزواجها، إلى جانب كونها فنانة وممثلة واستعراضية. وقد جلب لها الامر الكثير من الأقاويل والشائعات، بخاصة أنها كانت تمضي في مسيرتها داخل بيئة شرقية، تقليدية إلى حد ما، غير أن الامر لم يترك عظيم أثر في مشوارها أو يزعزع من تصميمها في اكمال المسيرة. كان قلبها خزاناً متجدداً من الحب، أفاض على أزواجها جميعهم، على رغم خيانة بعضهم لها، بل ولم تتردد في دعمهم ماديا ومعنويا. كتب عنها حازم صاغية قائلا: "صباح... تبالغ في الزيجات والطلاقات، كما لو أن "الصورة" هي المثال الذي يُسعى إليه في حياة تُعاش حقا. تدرك أن الفن تزييف يضيِّع الطبيعة ويجهِّلها، غير أنها وحدها تستدخل هذا التزييف إلى حياتها ذاتها". كان يضايقها من بين أزواجها، من يخيِّرها بين إبنتها وأهلها وبينـه". وأدى ذلك إلى فسخ بعض علاقاتها الزوجية، وهي تعطي الخصوصيات المجال الأوسع في علاقاتها الإجتماعية الزوجية، ما دعاها أحيانا الى كسر علاقة حب لأنها رأت أن هناك من يحاول أن يكبح شخصيتها، أو يلجم حريتها المعجونة بقناعة بذاتها. في أكثر من مناسبة، قالت عن بعض أزواجها إنهم اكتسبوا منها البسمة والضحكة الدائمة، والذوق بالتعامل مع الناس. وعلى رغم أنهم خيَّبوا أملها، سامحت و"الله كبير". وعلى رغم علاقتها الشائكة مع وحيدتها هويدا، غير أنها أحبّتها، وحملت همَّها. لكن صباح لم تخف يوما ندمها لإنجابها الأولاد، فأولاد الفنانين متعبون، ومتطلبون، وقد ذاقت الامرّين مع والد ابنها صباح المقيم اليوم في أميركا. ترددت طويلا قبل أن تفسح المجال لكتابة مذكراتها، فهي مؤتمنة على الكثير من الحقائق والفضائح التي قد تؤذي الكثيرين. آثرت التزام احترامها للأشخاص الذين عرفتهم، وفي الوقت نفسه، كانت تعرف أنها إن كتبت، فلن تغفل تفصيلا من حياتها، وذلك لأمانتها مع ذاتها وذاكرتها والتاريخ.
... وإذ تغيب بعد هذا العمر الحافل بالفن وبالانغماس في العيش حتى آخر أنفاس العيش، فإن صباح ستظل علامة فارقة لا تُعوَّض في تاريخ الفن اللبناني والعربي.


الأفلام
مثّلت صباح في أكثر من خمسة وثمانين فيلماً، يعود أولها إلى عام 1944، وكان آخر ظهور لها في السينما كضيفة شرف في فيلم "البوسطة" عام 2006.
أول أفلامها "القلب له واحد"، صوِّر في عام 1944، وعُرض في مطلع 1945، وتلاه في السنة نفسها "أول الشهر" و"هذا جناه أبي". ثم كرّت السبحة، وكانت حصيلة 1946 خمسة أفلام، تلتها خمسة أفلام أخرى في 1947. بعدها، لعبت صباح بطولة فيلم "بلبل أفندي" أمام فريد الأطرش في عام 1948، وتلته مجموعة كبيرة من الأفلام مع أشهر نجوم الشاشة المصرية.
تواصل نشاط صباح السينمائي في مصر بعد ثورة يوليو، فمثّلت وغنّت بين 1953 و1963 في أكثر من ثلاثين فيلماً، وانتقل نشاطها السينمائي بعدها إلى لبنان حيث مثّلت في خمسة أفلام عام 1964، وتبعتها سلسلة قاربت العشرين فيلماً صُوّرت بين 1965 و1974، كان آخرها "غيتار الحب" مع جورجينا رزق وعمر خورشيد. إثر هذا الفيلم، غابت صباح عن الشاشة الفضية حتى 1980 حين لعبت دور البطولة في "ليلة بكى فيها القمر" أمام حسين فهمي، وكان آخر أفلامها في لبنان "المخطوف" في 1983، ثم "أيام اللولو" في 1986. بعد عشرين عاماً، ظهرت صباح ضيفة شرف في "البوسطة" عام 2006، ولم تظهر من بعده في أي فيلم سينمائي.


المسرحيات
بدأ مشوار صباح مع المسرح الغنائي في بعلبك حيث شاركت وديع الصافي بطولة "موسم العز" للأخوين رحباني عام 1960، وتبعتها في عام 1963 مسرحية "الشلال" إعداد وحوار يونس الإبن، وألحان وليد غلمية. في عام 1964، ظهرت صباح من جديد في بعلبك حيث قدمت "أرضنا إلى الأبد" مع وديع الصافي و"فرقة الأنوار"، وهذه المسرحية من تأليف نزار ميقاتي، وألحانها من وضع توفيق الباشا، زكي ناصيف، فيلمون وهبي وعفيف رضوان. تكرر ظهور صباح في بعلبك عام 1965 حيث لعبت دور البطولة في مسرحية "دواليب الهوا" للأخوين رحباني. بعد عامين، عادت الشحرورة من جديد إلى بعلبك في "القلعة"، وهي من تأليف ألين لحود، الشعر والحوار لموريس عواد، وألحان وليد غلمية. وأعيد تقديم هذا العمل في جبيل صيف 1968.
-في عام 1970، قدمت صباح في جبيل مسرحية "الوهم"، قصة لموريس عواد ومن أشعاره، وتلحين وليد غلمية. في العام التالي، لعبت دور البطولة في مسرحية من وحي "العواصف" لجبران، حملت عنوان "فينيقيا 80"، أعدّ حوارها كل من ألين لحود وفارس يواكيم، ووضع ألحانها نخبة من الملحنين. عُرضت المسرحية في مسرح المارتينيز في بيروت، وانتقلت بعدها إلى بعلبك حيث قُدّمت تحت عنوان "المهرجان".
في نهاية عام 1971، بدأت عروض "مين جوز مين" على مسرح المارتينيز، وتلاها في العام التالي "الفنون جنون"، القصة والحوار لفارس يواكيم. تضمن هذان العملان مجموعة كبيرة من الأغاني شارك في تأليفها وتلحينها نخبة من أشهر الشعراء والملحنين. عام 1974، قدمت صباح "ست الكل" من تأليف وسيم طبارة، وعادت إلى بعلبك لتجتمع من جديد مع وديع الصافي و"فرقة الأنوار" في "وتضلّو بخير". وضع نص المسرحية ريمون جبارة، وشارك في التلحين توفيق الباشا وزكي ناصيف وفيلمون وهبي.
عام 1975، قدّمت صباح مع وسيم طبارة "حلوي كتير" على "مسرح ستاركو"، تبعتها بعد ثلاث سنوات "شهر العسل" على خشبة كازينو لبنان. توقف هذا النشاط بسبب الحرب اللبنانية المتواصلة حتى عام 1983 حين قدمت الشحرورة "وادي شمسين" لإلياس الرحباني على "مسرح جورج الخامس".
ظهرت صباح بعدها إلى جانب كريم أبو شقرا في "نوسي نوسي" عام 1987، ثم لعبت دور البطولة في مسرحيتين من تأليف فارس يواكيم: "الأسطورة" و"كنز الأسطورة". قدّمت الأولى على "مسرح الإليزيه" عام 1994، وقُدمت الثانية على "مسرح "أريسكو بالاس"، وهي آخر مسرحيات صباح الغنائية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم