اشترِك في نشرتنا الإخبارية
كانت جنيفر بلقا في سنتها الجامعية الأخيرة في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية، شابة لا تسعها الدنيا، تخطط للعمل وللارتباط بالشخص الذي أحبت.
مساء السبت، أمضت ابنة الـ21 عاماً أوقاتاً جميلة مع حبيبها وأفراد من عائلتها في أحد المطاعم الواقعة على أوتوستراد حلبا-منيارة. وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، غادروا المكان، وحاولوا قطع طريق عام حلبا-منيارة والتي بدت خالية من السيارات، كما يخبر "النهار" ادغار، ابن خالة جنيفر والذي تواجد في المكان.
أشارت قريبة جنيفر اليها بأن سيارة آتية من بعيد، لكنها كانت على بعد ما يقرب من 600 متر، لذا أكملت جنيفر قطع الطريق، فعاجلها القدر حين صدمتها سيارة مسرعة ودفعتها الى مسافة ما بين 30 و35 كلم، فجاءت الضربة قاضية حين ارتطم رأسها بالأرض. وعلى الفور، فارقت جنيفر الحياة، ونقلت الجثة الى مستشفى اليوسف.
لم يتوقف السائق بعد فعلته وأكمل طريقه، ولم يسلم نفسه قرابة الساعة الثالثة فجراً الى "استقصاء الشمال" الا حين بدأ التداول باسمه على انه الفاعل.
يقول ادغار ان اعمدة الانارة كانت مضاءة، والأكيد ان سرعة السائق كانت فائقة، وان نظره كان مركزاً على مجموعة الاشخاص الخارجة من المطعم والتي تقف الى يمين الطريق، ولم ينظر الى وسط الطريق كما يفترض، كما ان الفحص الذي أجريَ له في المخفر بيّن انه كان في حالة سكر. وللصدفة، فان السائق (40 عاماً) الذي استخف بحياة الناس على الطرق، يعمل قبطاناً بحرياً، ويؤتمن على حياة الركاب في البحر.
ولم يستطع والد الضحية الادلاء بعد بافادته النهائية وطلب الادعاء على الصادم، فتأجل الاستماع اليه حتى يتمكن نفسياً من ذلك بعد خسارة ابنته الشابة المتفوقة التي كانت تخطو خطاها الاولى نحو مستقبل مهني وعائلي ناجح.
لجنيفر شقيقتان تبكيان مع الوالدة المفجوعة رحيلها بحرقة ولا تصدقان ان الأخت الكبيرة الحنونة قد غادرت فجأة هذه الحياة، فقط لأن أحدهم قرر الدوس على البنزين من دون رحمة وعدم انتباه لحياة الآخرين.
جنيفر ضحية جديدة لحوادث الصدم، واستهتار السائقين على الطرق وعدم التزامهم قوانين السلامة العامة، بالقيادة وهم سكارى حيناً، وبالسرعة المفرطة حيناً آخر.
وإن قيل ان للقدر يداً في ما حلّ بجنيفر، فان الأكيد ان عدم التشدد في المحاسبة وتطبيق القوانين لا يجب ان يبقى قدر اللبنانيين.
