الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

بعد سنة على حركة ميدان، الرموز الاوكرانية اختفت من دونيتسك

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

بعد سنة على انتفاضة ساحة ميدان أزيلت رموز الدولة الاوكرانية من المدرسة رقم 33 في دونيتسك على غرار كما حصل في سائر انحاء المنطقة، و"خبئت" بعناية في مكان ما.


ولم تفصح مديرة المدرسة تاتيانا دينيسنكو عن مكان تلك الأشياء، لكن المرأة الصارمة التي تدير هذه المدرسة المعروفة بمستواها التعليمي العالي منذ 22 سنة بالمدينة، اوضحت "لم نزلها لاننا لا نحترم اوكرانيا بل لما فعلته الحكومة في الناس هنا".


ودمر قسم من المدرسة في 27 اب في معارك بين الجيش الاوكراني والمتمردين المقربين من روسيا في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد.


واضافت بلهجة حازمة، "من حينها لم تفعل اوكرانيا لنا شيئا" خلافا للمتمردين الذين وعدوا بترميم المكان بفضل لوازم وتجهيزات ارسلتها روسيا.
وقالت المرأة التي اعتنت جيدا بمظهرها، والمدرسة السابقة في مادة التكنولوجيا، "لن يتعلم الاطفال شيئا سيئا عن كييف".


واضافت "لكننا نتطلع اليوم الى روسيا"، مؤكدة انها تنتظر "توصيات رسمية" من جمهورية دونيتسك الشعبية حول برنامج التاريخ الذي ستدرسه قريبا.
وبعد سنة من الاحتجاجات الشعبية الاولى في ساحة ميدان بوسط كييف التي قسمت البلاد بين موالين للغرب وموالين لروسيا، لا شيء يوحي بان حوض الدونباس ما زال تابعا رسميا الى اوكرانيا.


وعلى كل بناية عمومية يرفرف علم بالاسود والازرق والاحمر، هي راية متمردي جمهورية دونيتسك الشعبية الذين اعلنوا بداية نيسان/ابريل جمهوريتهم دون ان يعترف بها احد في حين تنظر ابدت روسيا تعاطفا مع تطلعاتهم.


وفي داخل المدرسة توجد ملصقات دعائية ورسوم كاريكاتورية معادية لكييف والاتحاد الاوروبي وحتى صور فلاديمير بوتين.
وغابت اللغة الاوكرانية عن المكان.


وقال النائب فاليري سكوروخودوف المنتخب في اقتراع الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الذي نظمته جمهورية دونيتسك الشعبية لكن رفضته كييف والغرب، "من الصعب بالنسبة لي ان اقول ان اوكرانيا عدوتي لكن العلم الاوكراني اصبح علما فاشيا".
وروى الرجل الثلاثيني القوي البنية الذي يحمل مسدس "مكاروف" يلازمه، انه هو ايضا ذهب قبل سنة للتظاهر في ساحة ميدان "لكن قوى خارجية استحوذت على الحركة" التي قال انه شعر بانها لم تعد تمثله.
وقال ان الدونباس لن يعود ابدا الى احضان اوكرانيا "لقد مر القطار" (فاتت الفرصة).


وانتشرت في اسواق دونيتسك خلال الاسابيع الاخيرة منصات صغيرة تباع فيها اعلام صغيرة وحاملات مفاتيح واغطية جوازات سفر... كلها بلون جمهورية دونيتسك الشعبية و"نوفوروسيا" اي روسيا الجديدة، وهي عبارة اعتمدها فلاديمير بوتين بعد ضم شبه جزيرة القرم للاشارة الى المناطق الناطقة بالروسية في جنوب شرق اوكرانيا.


ويقول احد تجار الجملة لهذه البضائع اندري وهو رجل صغير اشقر (21 سنة)، انه ينتج كل شيء في مصنعه وانها بضائع "تلقى شعبية كبيرة" وتباع اكثر بثلاثة اضعاف من البضائع التقليدية المماثلة، مقابل خمسين هريفنيا (ثلاثة أورو).


وآخر ما لديه منتوجات كتبت عليها كلمة روسيا لان "الناس يطلبون ذلك".


وتنتشر اعلام روسيا في كل مكان، على الحواجز وبزات المتمردين والسيارات ومداخل المدن.


حتى ان دونيتسك دشنت في منتصف تشرين الثاني اول "مهرجان للفيلم الروسي" عرضت فيه ثلاثة افلام خلال يومين، احدها بحضور المخرج.
وقال مدير المهرجان اناتولي تيسليا "تعين علينا ان نعرض شيئا على سكان الدونباس" مؤكدا انه لا دخل له بالسياسة، في حين يعود آخر عرض فيلم اوكراني الى قبل سنة.


لكن ما زال مركز اوسبنكا المتداعي الذي كان يستخدم في السابق معبرا حدوديا في اوكرانيا، يحمل لوني العلم الوطني الاصفر والازرق.
"لكن كل شيء سيتغير قريبا هنا، الالوان على الاقل" كما قال اليكسي الذي استبدل بزة الجمركي التي حملها 15 سنة بالزي العسكري لجمهورية دونيتسك الشعبية.


ويقضي المتمردون الخمسة عشر الذين يحرسون المكان الوقت في تفتيش كل سيارة قادمة او متوجهة الى روسيا، وبعد القاء نظرة سريعة على جوازات السفر يقولون "تحركوا" لان جمهورية دونتيسك الشعبية ليس لديها ختم، ليس بعد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم