الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هل فعلاً نهتمّ بخصوصيتنا في الإنترنت؟

المصدر: "النهار"
A+ A-

بعدما سرّب إدوارد سنودن وثائق سرية من وكالة الأمن القومي الأميركية منذ عامٍ ونصف عام، أصبحت مسألة الخصوصية في الإنترنت أحد أكثر المواضيع نقاشاً في قطاعَي الإعلام والتكنولوجيا. ولكن هناك قلّة في الدلائل إلى أن التطفل عبر الإنترنت قد تقلّص. فحتى إن التطبيقات التي ضمنت عدم كشفها عن هوية المستهلِك، مثل Snapchat وWhisper، تتعرض اليوم لتحقيقاتٍ بعد مخالفتها مواصفات الخصوصية المتعلقة بها. لكن هل تغير الأمر بالنسبة إلى المستهلِكين فأصبحوا قلقين فعلاً بشأن خصوصيتهم؟


 


 


لا يمكن الاختباء في الإنترنت


في السنوات الأولى للإنترنت، كانت الشبكة الإلكترونية مكاناً مناسباً للاختباء. غرفُ الدردشة في التسعينيات كانت مكتظّة بمستخدمي الإنترنت الأوائل الذين أظهروا أنفسهم كأشخاصٍ آخرين ليُطلقوا العنان لتخيلاتهم الجنسية المكبوتة. وكان الأمر فرويدياً جدّاً بما أنه تهرّبٌ من العالم التناظري الدنيوي.


لكن اليوم أصبح من الأسهل الاختباء خارج نطاق الإنترنت بدل الاختباء في الإنترنت، فكلّ ما نقوم به في الشبكة الإلكترونية يٌقاس، يُسَجّل، ويُباع. ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، فمع بروز التكنولوجيا المحمولة عبر الثياب والأكسسوارات والتطبيقات التي تتتبّع تحرّكات المستخدِمين، ستتوسع الداتا الكبيرة وتتجاوز حدودَ الإنترنت.


 


يتم توثيق كل شيء عبر "التعدين"


يوضح الأستاذ الجامعي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في مدينة كامبريدج الأميركية ساندي بينتلاند للصحيفة البريطانية اليومية " الغارديان" أن "التعدين الواقعي هو ما يقوم به المرء فعلاً، وليس ما تعتقده أنت. ففي عملية التعدين الرقمي يُستعمل فتات الخبز الرقمي الّذي تخلّفه الهواتف الخلوية وبطاقات الائتمان لقياس حياتك".


ويضيف بينتلاند: "يعني ذلك أن الداتا المستعمَلة في التعدين الواقعي هي أكثر قيمة، لأنها تُظهر كيف يعيش كل شخص حياته فعلاً. واسمُ العملية الرقمية مخيفٌ أيضاً، وهو حُدّد كذلك عن قصد ("تعدين")"، مؤكداً أن "الناس لا يعلمون فعلاً كم من فتات الخبز يتركون وراءهم يومياً".


 


لا يهتم الناس فعلاً بخصوصيتهم في الإنترنت


القيود الوحيدة المتوافرة لما يمكن أن تقوم به التكنولوجيا هي أخلاقية وقانونية. وفي غيابها، من المهم فَهم مخاوف الناس المتعلقة بالخصوصية. فنجاح أو فشل كل موقع أو تطبيق إلكتروني يتأثر بكيفية اعتماد المستخدِمين له.


وفي التطلع إلى البحوث النفسية الأخيرة، يتبين أن الناس لا يهتمون بخصوصيتهم في الإنترنت كما يدّعون. وهُم يرتاحون للتطمينات الأولية التي تُقَدّم لهم في المواقع الإلكترونية والتطبيقات التي يحمّلونها في ما يتعلّق بعدم الكشف عن هوياتهم والحفاظ على خصوصيتهم، كما أنهم يثقون أكثر بالشركات بدل الأشخاص الآخرين في الإنترنت، مع العلم أنها تتطفل على خصوصيتهم براحة وسهولة أكبر من الآخرين.


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم