الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الكرملين يعزز دعايته الإعلامية في الخارج ويشدد الرقابة في الداخل

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

من فتح ستديوات في لندن لمحطة "روسيا اليوم" وصولا الى اطلاق "سبوتنيك" لخدمة الاعلام المتعدد الوسائط باللغة الاجنبية، يستخدم الكرملين امكاناته لاسماع صوت "بديل" في الخارج مع فرض رقابة مشددة على وسائل الاعلام في الداخل.


وفور اطلاق "سبوتنيك" في حفل ضخم توضحت اللهجة: النضال "ضد الدعاية العدوانية التي تجتاح العالم وتفرض وجهة نظر احادية القطب"، بحسب كلمات مديرها ديميتري كيسليف الاعلامي المثير للجدل لا سيما بسبب تصريحاته التي تعتبر معادية للاجانب وللاميركيين.


وشعار هذه الوسيلة الاعلامية المتعددة الوسائط التي ستبث بـ 30 لغة اعتبارا من السنة 2015 "سبوتنيك يروي كل ما لا يقوله الاخرون".


وفي 11 تشرين الثاني غداة اطلاقه رسميا، اشار احد اول المقالات الى النهج المعتمد وورد فيه "ان الولايات المتحدة تنقصها ادلة تثبت ان القوافل العسكرية التي دخلت دونيتسك (شرق اوكرانيا) هي روسية".


وهذا الاسبوع، نشر سبوتنيك مقالا حول اخر زعيم للاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف الذي وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما بانه ضعيف او مقال اخر جاء فيه "ان حلف الاطلسي يفضل تجاهل الجهود الروسية لارساء الاستقرار في اوكرانيا".


لكن يمكن الاطلاع على العديد من المقالات التي تتضمن احداثا يومية.


وندد مراقبون بهذه المنصة الاعلامية الجديدة في اعتبارها اداة دعائية للنظام الروسي.


وقال المنشق السوفياتي السابق والصحافي الكسندر بودرابينك: "الدولة ليست بحاجة لوسائل اعلام لكن لادوات دعاية. ان سبوتنيك هو وسيلة دعائية موجهة للخارج".


وسبوتنيك ليس وسيلة الاعلام الوحيدة التي تستثمر فيها السلطات الروسية لتسويق موقف روسيا في الخارج.
واعتبارا من العام 2005، اطلقت الدولة محطة التلفزيون "روسيا اليوم" التي تبث بالانكليزية والعربية والاسبانية. ويجري التحضير حاليا للبث باللغة الفرنسية.


وبعدما فتحت ستديوات في واشنطن عام 2010، قامت المحطة للتو بتدشين مكاتبها في لندن.
لكن محطة روسيا اليوم في بريطانيا اثارت سريعا الجدل، حيث اتهمتها السلطات البريطانية لتنظيم الاتصالات بتغطية "منحازة" لاحداث اوكرانيا.
وردت رئيسة تحرير روسيا اليوم مارغاريتا سيمونيان بالقول: "ما ان اطلقنا محطتنا في بريطانيا اصبحوا يهددونا بسحب ترخيص العمل بحجة اتهمات معدة سابقا. هل هذه هي الديموقراطية؟" مؤكدة ان المحطة تشكل مصدر اعلام "بديل" عبر وضع نفسها في وجه كبريات وسائل الاعلام الغربية.
وفي موازاة توسع وسائل الاعلام الممولة من الكرملين، فان تلك المستقلة منها تواجه صعوبات في روسيا.


من اقالة شخصيات بارزة مثل رئيسة تحرير موقع الاعلام الالكتروني الاقدم والذي يحظى باعلى نسبة متابعة الى اعتماد قوانين ملزمة مثل ذلك الذي يحد بنسبة 20 في المئة حصة الرأسمال التي يمكن ان تملكها مؤسسة اعلامية اجنبية في روسيا. وقال المحلل المستقل الكسندر موروزوف "الكرملين يستخدم كل الوسائل لكي يحظى بنفوذ على وسائل الاعلام".


وفي مواجهة هذا الامر اعلنت شبكة "سي ان ان" الاميركية انها تعلق بثها في روسيا حتى نهاية السنة.
واليوم يتم استهداف اخر وسيلة اعلامية تنتقد السلطة وتعتبر رمزا للحرية خصوصا في حقبة يلتسين، "اذاعة صدى موسكو".
ويمكن ان تخسر الاذاعة رئيس تحريرها الكسي فينديكتوف الذي يخوض نزاعا مفتوحا مع ادارة الاذاعة التي تملك شركة "غازبروم ميديا" التابعة لعملاق الغاز "غازبروم" 66 في المئة من اسهمها.


وجاء الخلاف اثر اقالة صحافي نشر تغريدة خاطئة عن وفاة النجل الاكبر لسيرغي ايفانوف رئيس الادارة الرئاسية الروسية وهو ما رفضه فينيديكتوف.
وقبل ذلك اثار الصحافي جدلا ايضا عبر بث برنامج يروي يوميات جنود اوكرانيين يقاتلون المتمردين الموالين لروسيا في مطار دونيتسك.
واخذت الرقابة الروسية على وسائل الاعلام انذاك على صدى موسكو بثها "معلومات تشرع جرائم حرب".
وهدف الكرملين "هو تعزيز الرقابة على وسائل الاعلام الشعبية وارغام هيئات التحرير على القيام برقابة ذاتية خشية التعرض لملاحقات" كما اضاف موروزوف.


وتابع ان "الكرملين شعر بقلق شديد" خلال التظاهرات التي كان حجمها غير مسبوق بين 2011 و 2012 والتي سبقت عودة الرئيس فلاديمير بوتين الى الكرملين.
وخلص الى القول: "حاليا كل شكل من اشكال المعارضة او النقد غير مقبول".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم