الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هيفا وهبي و "الفستان الأزمة"

غدي حداد
A+ A-

لم اشاهد هيفا وهبي في فستانها الشفاف المثير الذي استحوذ على اهتمام الالاف بل مئات الالاف في العالم العربي اللاهث وراء "صدر" او "فخذ" او ما بينهما، مقدما اياها على كل علوم العالم. لكني لشدة التعليقات التي فاضت بها مواقع التواصل الاجتماعي، عدت عبر محركات البحث للتفتيش عن "الفستان الأزمة" الذي ، لشدة ما اثاره من جدال، اضطر هيفا وهبي للتبرير بأنها "فوجئت بالشكل الذي ظهر به الفستان امام الكاميرات وعلى المسرح، وشعرت بغضب شديد جدا بمجرد انتهاء الاغنية، بعد ان وصلتها تعليقات عدد من المقربين منها. فالاضاءة الشديدة على المسرح اظهرت الفستان بشكل مختلف" (والقول دائما لهيفا والمطلوب منا تصديقه خصوصا اذا كنا من محبي الفنانة، وعلينا التشكيك به اذا كنا من غير المعجبين بها). ان احترام الجمهور يقضي بالمواجهة، لعرض وجهات النظر وتوضيحها، او بالأحرى تبرير "الواقعة" ما دامت قد وقعت واساءت الى صاحبتها، وان في الحدود الدنيا. والاعتراض على فستان هيفا جاء غالبا من سيدات يدعين العفة والتمسك بالتقاليد ويخفن على رجالهن كي لا تتوه انظارهم في "ادغال" الفنانات. اما اعتراض الرجال فليس انزعاجا من شفافية الفستان، بل يزعجهم "تلصص" زوجاتهم على هذا المنظر الاباحي، ورغبتهن الدفينة في التشبه بها عبر التخلي عن الالبسة التقليدية المفروضة في غير بلد عربي ومسلم.


فستان هيفا تجاوز حدود الموضة والاباحية، الى ازمة سياسية في زمن "الداعشية" وتنامي الاصوليات، في مقابل رغبة دفينة في التحرر والانعتاق من الموروثات الاجتماعية.
وعلى رغم ما عرف بـ"ازمة الفستان"، والانتقادات المستمرة لهيفا، فان عدد مشاهدي تلك اللقطات الى ازدياد مستمر، مما يكشف عن حقيقة الصراع المستتر ما بين رفض المتغيرات الاجتماعية ومقاومتها، وصراع الاجيال، والعودة الدائمة الى اصول غرائزية لدى الرجال، وتلك الغيرة "المحببة" لدى النساء.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم