اشترِك في نشرتنا الإخبارية
110 ايام على خطف العسكريين اللبنانيين في جرود عرسال لدى الجماعات الارهابية المسلحة، وبعد 40 يوماً على اعتصامهم المفتوح عاود اهالي العسكريين قطع الطرق في وسط بيروت بعدما اشعلوا الاطارات في ساحة رياض الصلح واستقبلوا نوابا من "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وكتلة "التنمية والتحرير".
لاكثر من اربع ساعات قطع اهالي العسكريين المخطوفين الطرق في وسط بيروت، ومنعوا دخول السيارات ساحة الشهداء بعدما توزعوا على المفترقات قرب بيت الكتائب في الصيفي والجميزة وقبالة جامع محمد الامين وامام مبنى "النهار"، وسط حضور امني ومحاولات لاقناع الاهالي بإعادة فتح الطرق مع اقتراب وقت مغادرة الطلاب مدارسهم وعودة الموظفين الى منازلهم ، الا ان الاهالي اصروا على الاستمرار بقطع الطرق الى أن يتصل بهم الخاطفون الذين هددوا بذبح عدد من العسكريين. قطع الطرق حجز آلاف السيارات بين الصيفي واوتوستراد جل الديب وارغم مئات المواطنين على الانتظار ساعات، مما تسبب بتعطيل مصالح اناس لا ناقة لهم ولا جمل بما يحصل، ولم تنفع محاولات النواب والامنيين في اعادة فتح الطرق، الى ان وصل وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور قرابة الثالثة وأقنع الاهالي بالعودة الى خيمهم في رياض الصلح، متحدثا عن تأجيل قرار قتل ابنائهم. وقال: "ان المخاطر تأجلت بعد اتصالات بالوسطاء، والدولة مستعدة للتعاون وفي انتظار عودة رئيس الحكومة من الامارات لتفعيل عمل خلية الازمة".
إطارات مشتعلة ونواب متضامنون
قرب الخيم المنتشرة قبالة السرايا الحكومية والمسيجة بالاسلاك الشائكة التي تفصل بين ساحة النجمة وساحة رياض الصلح، تجمع اهالي العسكريين رافعين صور جنود الجيش وعناصر قوى الامن الداخلي المخطوفين في عرسال ومحيطها مطلع آب الفائت.
وخلال الوقفة التضامنية، أشعل الاهالي الاطارات و تحدثوا الى "النهار" واجمعوا على وجود ايجابيات في المفاوضات، على الرغم من التكتم الرسمي على مضمونها، الا ان زيارة بعض الاهالي لابنائهم الاسبوع الفائت كانت محط نقاش بين الاهالي. وأعربت احدى قريبات الدركي المخطوف بيار جعجع عن امتعاضها من تنظيم مثل تلك الزيارات، وقالت: "حتى لو عرضوا علينا ان نزور بيار لما كنا فعلنا ذلك، خصوصاً بعد سماعنا تلك الاخبار الحزينة عن زيارات اهالي المخطوفين محمد يوسف وحسين عمار". اما والد المخطوف حسن يوسف فرأى ان تلك الزيارات "تبرد قلوب الامهات وربما تشفي الغليل لان الجمرة لا تحرق الا مكانها".
عدد من النواب تضامنوا مع الاهالي مؤكدين ان حل قضية العسكريين لا تزال اولوية للحكومة التي تعمل على انهاء الملف. وحضر النواب الان عون وعبد اللطيف الزين، وعاطف مجدلاني، وعمار حوري، ومحمد الحجار، وهادي حبيش، وامين وهبي، وفادي كرم، وزياد القادري، وجمال الجراح وكشف حبيش ان تخفيف حكم الاعدام الى المؤبد لخمسة موقوفين في رومية جاء مراعاة لاهالي العسكريين.
وقال: "وعدنا الرئيس (تمام) سلام بحلحلة ذيول الحكم الذي صدر قبل يومين في حق الاسلاميين، وهمه الاساسي حل هذه القضية، ولن نقبل باصدار حكم يؤذي اولادكم ".
واشار النائب كرم الى ان "الشعب اللبناني مع هذه القضية ولا أحد يقصر في هذا الموضوع، والمفاوضات مستمرة لعودة ابطالنا وكل الحلول موجودة".
بدوره أكد النائب الحجار "ان الحرقة واحدة، وكمسؤولين في الدولة نحن موحدون في هذه القضية لانها قضية كل اللبنانيين". ومن جهته اكد النائب عون التضامن الكامل مع الاهالي ودعا الحكومة الى "الاستمرار في العمل لاطلاق العسكريين".
قطع طرق
وبعد اكثر من 3 ساعات على قطع الطرق والشلل التام الذي خيم على وسط بيروت، حاول احد ضباط قوى الامن الداخلي اقناع الاهالي بإعادة فتح الطرق مشيراً الى ان رسالتهم قد وصلت، الا ان الاهالي رفضوا، وسألوا الضابط": من يمتعض ويعترض على قطع الطرق، هل كان ليجلس في منزله لو كان ابنه او شقيقه مخطوفاً".
وخلال حديث النائب كرم في الصيفي عن ان الدولة تفاوض ولا يمكن احدا ان يضغط عليها، قاطعه بعض الاهالي معتبرين ان هذا الكلام يسيء الى قضيتهم ويستفز الخاطفين. وبعد جدل مع الاهالي اكمل كرم كلمته مكرراً التضامن مع الاهالي"حتى عودة ابنائهم الابطال".
وفي سياق متصل أكد النائب ابرهيم كنعان في بيان التضامن "بشكل كامل مع اهالي العسكريين في معاناتهم، وسط القلق الذي يعيشونه، والاجواء الضاغطة التي تمارس عليهم"،وطالب " المعنيين بالملف بأن يأخذوا في الاعتبار وضع الأهالي ومصلحة العسكريين"، كذلك قطع اهالي العسكري المخطوف ابرهيم مغيط اوتوستراد القلمون في الشمال.
وفي الشوف (النهار) تلقت عائلة الجندي سيف ذبيان المخطوف لدى "داعش" اتصالا من الخاطفين هددوا خلاله بذبحه ما لم تتراجع الحكومة عن احكامها الصادرة بحق الموقوفين الاسلاميين في رومية.
