الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الكاتالان تحدّوا قرار مدريد وصوَّتوا في استفتاء غير ملزم على الاستقلال

المصدر: (و ص ف، أ ب)
A+ A-

أفادت حكومة كاتالونيا أن أكثر من مليون ناخب شاركوا حتى الاولى من بعد ظهر أمس في استفتاء غير رسمي على مسألة استقلال هذه المقاطعة الغنية في شمال شرق اسبانيا.
ودعي الناخبون الى التعبير عن موقفهم في تصويت لا سابق له ولا قيمة قانونية له تنظمه السلطة التنفيذية في المنطقة،على رغم اعتراض مدريد.
وحملت بطاقات الاقتراع سؤالين، هما: "أتريد أن تصير كاتالونيا دولة؟" واذا كان الرد بالايجاب، "أتريد ان تكون مستقلة؟".
لذلك جازف رئيس المنطقة القومي المحافظ ارتور ماس بالتعرض لملاحقات لدعوته الى "عصيان مدني" باسم "حرية التعبير" و"حرية العقيدة" لشعب كاتالونيا.
وعلقت المحكمة الدستورية مرتين وبناء على طلب من مدريد، اجراء استفتاء على هذا الامر.
ونظرياً، يمكن ان يدلي نحو 5,4 ملايين ناخب من أصل 7,5 ملايين نسمة هم سكان كاتالونيا (يبلغ عدد سكان اسبانيا 47 مليون نسمة)، باصواتهم، بمن فيهم الاجانب والشبان الذين تجاوزوا السادسة عشرة.
الا ان هذا العدد لن يتحقق عملياً لان معارضي الانفصال لن يدلوا باصواتهم. وتشير التقديرات الاكثر تفاؤلا الى امكان تصويت نحو مليوني ناخب فقط.
وتفيد آخر استطلاعات الرأي أن نصف سكان هذه المنطقة الساحلية الغنية والجبلية في شمال شرق اسبانيا يرغبون في الاستقلال. وهناك 20 في المئة يعارضون هذه الفكرة، بينما لا يزال ثلث السكان مترددين، وبعضهم يفضل حكماً ذاتياً أوسع.
ويشكل هذا اليوم الذي يسمونه "ناين-ان"، اي التاسع من تشرين الثاني، فصلاً جديداً في سلسلة الخلافات الحادة جداً مع مدريد منذ 2010.
فعامذاك، عدّلت المحكمة الدستورية التي لجأ اليها الحزب الشعبي اليميني بقيادة ماريانو راخوي "وضعاً" سارياً في كاتالونيا منذ 2006 يقضي بنقل صلاحيات واسعة الى المنطقة ويمنحها وضع "الامة".
وألغى القرار جزءاً كبيراً من هذه المكتسبات، بينما كانت معنويات سكان المقاطعة الغارقة في الازمة متدنية.
وبعد ذلك طالبت المنطقة التي تمثل 20 في المئة من الناتج الاجمالي الداخلي لاسبانيا والتي لم تتقبل فكرة تلقي مبالغ من المال أقل من تلك التي تدفعها للدولة "بميثاق ضريبي" جديد، لكن مدريد لم تستجب طلبها.
وقالت الناشطة في برشلونة ادا كولاو إن الازمة لم تكن "اقتصادية" فقط، بل "مؤسساتية" و"ديموقراطية" مع "قضايا فساد تطاول كل الاحزاب في كل الاراضي".
وأضافت هذه السيدة التي أسست حركة للدفاع عن الذين يطردون من منازلهم ان "الرغبة في التغيير" دفعت الكثير من الكاتالان الى حضن الاستقلاليين.
واقترب ارتور ماس اليميني تدريجاً من الاستقلاليين حتى وصل الى درجة قطع وعد باجراء استفتاء عام 2012.
لكن مدريد لم تصغ. ونجحت حكومة راخوي مرتين في الحصول على قرار من المحكمة الدستورية بتعليق عمليات استفتاء تريد الرئاسة الكاتالونية تنظيمها.
إلا أن المدافعين عن الاستقلال لا تهمهم شرعية القرار. وجاء في بيانات وزعت في برشلونة: "يريدون اسكاتنا" و"حان الوقت. شاركوا" في الاستفتاء.
اما المعارضون، فيتحدثون عن عملية "غسل دماغ" خضع لها الكاتالان في ذروة الازمة ويعتبرون هذا الاستفتاء مخالفاً للقانون والديموقراطية.
وقالت مرسيدس غارغايو التي تعارض الاستفتاء: "نحن اسبان وكاتالان لكن أحداً لا يصغي الينا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم