الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

في مديح مجلس النواب

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
A+ A-

شكراً لله الذي لا يُشكَر على مكروه سواه.


شكراً له، لأنه أنعم علينا بهذا المجلس، فلولاه لكنّا في ليلةٍ لبنانيةٍ ظلماء، وفي داهيةٍ دهياء.
شكراً له، لأن البلاد، بتجديد المجلس لنفسه، مرةً ثانيةً، نفدت بجلدها من الفراغ الدستوري المخيف. فهل كان ليكون معقولاً، أن تبقى البلاد من دون مجلس، فتقع في الفراغ؟! وما أدرانا ما الفراغ!


شكراً له، لأننا بذلك نستطيع أن نعيد انتخاب رئيس المجلس، إياه، لولايةٍ جديدة. فإذا ليس لسبب، فلهذا السبب بالذات، نشكر الله على وجود هذا المجلس، وإن بالتمديد. فهل كان ليكون معقولاً أن تعيش هذه البلاد بالذات من دون رئيس للمجلس؟ من دون هذا الرئيس للمجلس بالذات؟!


لن أنسى أن أشكركَ يا الله، لأنكَ فتّحتَ عقول النواب هؤلاء للتمديد لأنفسهم. إذ لولا هذا التمديد، كيف كان ليكون لنا أن نشهد في القريب العاجل من الأيام، جلسات مهيبة لتدارس قانون جديد للانتخابات؟! شكراً لكَ، على هذه النعمة، يا الله، أنتَ الذي لا يُشكَر على مكروه سواه!
وإذا نسيتُ، فهل أنسى أن هذا التمديد لمجلس النواب، الممدَّد له مرّتين – ليتها تكون ثلاث مرّات – سيتيح لرئيسه الميثاقيّ جداً، الدعوة الدائمة له لمحاولة انتخاب رئيس للجمهورية؟!


الدعوة، بل المحاولة، فقط لا غير، وحدها تكفي، يا الله! شعبكَ القنوع هذا، يكفيه أن تكون النيّة طيّبة وصادقة، وهي تُغني، ولا بدّ، عن وجود رئيس!
على هامش الشكر والمديح هذين، لي عندكَ طلبٌ واحدٌ، يا الله، أُرسله إليكَ، برجائي البنويّ الحارّ: أن تلقي موهبتكَ الإلهية على النوّاب الميامين الذين امتنعوا عن حضور جلسة التصويت، أو الذين امتنعوا عن التصويت، لينضمّوا إلى رفاقهم، الميامين أيضاً، فيكتمل عقد المجلس بالإجماع، ويدوم الوئام والسلام في ربوعنا البرلمانية الديموقراطية، ونعيش إلى الأبد بالتمديد المديد، والفراغ العنيد. آمين.


[email protected]


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم