الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

التفكير الإيجابي ليس إيجابياً!

المصدر: "النهار"
A+ A-

يعتقد العديد من الناس أن تحقيق النجاحات يحصل جرّاء اعتمادهم تفكيراً إيجابياً وحسّاً تفاؤلياً على الدّوام. لكن في الواقع، يحدّ التفكير الإيجابي من اندفاع الشخص، ويوقفُه عن استكمال خطته لتحقيق هدفه، كما تشير صحيفة " النيويورك تايمز" في 24 تشرين الأول الماضي.


 


 


توقُّع الأفضل لا يعود بنتائج مفضّلة


وجّه العديد من المحللين النفسيين والمدوّنين الإلكترونيين الانتقادات للصحيفة، بما أنها دعت الناس للابتعاد عن التفاؤل والإيجابية، كما اعتبروا. لكن الواقع أن هناك العديد من الدراسات التي تدعم "موقف" الصحيفة، وتؤكد أن الإيجابية ليست إيجابية فعلاً في حياة الإنسان، فهي أدت أكثر من مرة إلى فشله في تحقيق ما يصبو إليه.


فالرابطة النفسية الكندية استعانت في دراستها التي نُشِرَت في مجلة Cognitive Therapy and Research في أيلول الماضي بنساءٍ يشاركن في برنامجٍ صحي لتخفيض الوزن، وطلبت من كل واحدة منهنّ أن تتخيل كيف ستصبح عند نهاية البرنامج الممتد إلى فترة شهرَين: طُلبَ من قسمٍ منهنّ اعتبار أنهنّ أنهين البرنامج بنجاح وتخلّصن من الوزن الزائد لديهنّ، فيما طُلِبَ من القسم الآخر اعتبار أنهنّ قمن بالغشّ وتناولن طعاماً غير مُدرج على لائحة الطعام المتعلقة بالحمية الغذائية المناسبة.


ثمّ تم تقييم النتائج عند نهاية البرنامج، لمعرفة ما إذا نفعت الإيجابية المعتمدة عند القسم الأول، أي هل تخلّصت النساء من الوزن الزائد. لكن النتيجة جاءت غير مشجّعة على التفكير الإيجابي بما أن النساء اللواتي تطلّعنَ لإنهاء البرنامج بنجاح خسرن أقل عدد من الكيلوجرامات.


كذلك ذكرت الرابطة النفسية الكندية أن ثلاثة من المعالجين النفسيين لديها أجروا بحوثاً صغيرة، للوقوف عند نتيجة الدراسة الأولى، ولاحظوا أنه على الرَّغم من استفتائهم أشخاصاً مختلفين بالعمر وبالجنسية وبالأمور التي يسعَون لتحقيقها، أدى تفكيرهم الإيجابي الدائم بأنهم سيحققونها، إلى الحد من اندفاعهم وحماسهم وإلى التّسبّب بنوعٍ من الحسرة والفشل.


 


لماذا لم ينفع التفكير الإيجابي؟


أجابت مجلة Journal of Experimental Social Pschology عن تساؤلات الناس، بعد معالجتها لتحقيق صحيفة "النيويورك تايمز"، إذ ذكرت في عددها الحالي (تشرين الثاني 2014) أن حلم الإنسان بالمستقبل وتخيّله ما سيحصل في الغد القريب يجعله هادىء الطباع ويدفعه للاسترخاء تلقائياً، ما يخفض ضغط الدم الانقلابي، ويؤدي في معظم الأحيان إلى استنزافه من أي طاقة لاستكمال مشاريعه والمضيّ قُدُماً في خططه لتحقيق أهدافه.


وأضافت، من ناحيةٍ أخرى، أن توقُّع الإنسان للأمور الإيجابية، يجعله يعتقد أنه وصل إلى هدفه ويقضي على جهوزه للقيام به. إذ دعت المجلة في نهاية شرحها إلى اعتماد الواقعية بدل الإيجابية أو السلبية في التفكير، ما ينعكس تركيزاً أكبر على الأداء ويعود بنتائج إيجابية فعلاً.


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم