الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

زوار يهود للمسجد الاقصى يرفعون حدة التوتر مع الفلسطينيين

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

بالرغم من المواجهات شبه اليومية بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في باحة المسجد الاقصى، يواصل مئات الزوار من الاجانب والاسرائيليين زيارة هذا المكان كل صباح، ما يثير حفيظة السكان المسلمين في القدس الشرقية الذين يتعرضون اصلا لمضايقات شديدة تحد من دخولهم الى هذا المكان المقدس.


فالحواجز الحديدية التي تقيمها الشرطة الاسرائيلية عند باب المجلس المؤدي الى المسجد الاقصى وقبة الصخرة لا تسمح بدخول الفلسطينيين الا واحد واحدا بعد تفتيشهم والتدقيق في عمرهم.


والعمر الادنى الذي يحدد ويسمح على اساسه بدخول الفلسطينيين الذكور يختلف بين يوم وآخر. فيوم الثلاثاء حددت الشرطة دخول الرجال لمن هم فوق سن الاربعين عاما، اما النساء المسلمات ذوات الهوية الزرقاء (المقدسيات والعربيات من اسرائيل) فسمح لهن بالدخول دون تحديد العمر، شرط ابقاء هوياتهن عند افراد الشرطة الذين يقفون عند بوابات المسجد. عندها تقوم الشرطة باعطائهن بطاقة مرقمة، نصفها يعطى للمراة ونصفها الثاني يبقى مع الشرطة. وبعد انتهاء الزيارة تعيد السيدة نصف البطاقة الى الشرطة فتعاد اليها هويتها.


وقالت الناطقة باسم الشرطة لوبا السمري لوكالة فرانس برس "ان هذا الاجراء يتم في العادة عند ورود معلومات استخبارية تتحدث عن نوايا للاخلال بالنظام العام".


وبدت ساحات الحرم القدسي الشريف الذي يضم في انحائه المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة، خالية من الزوار المسلمين قبل صلاة الظهر، باستثناء حلقات صغيرة من الرجال كانوا يقومون بقراءة القران تحت اشجار السرو. في حين يبدا برنامج الزوار اليهود من الساعة السابعة والنصف صباحا على ان ينتهي في العاشرة صباحا.


ولا تفتح الشرطة ابواب الحرم للمصلين المسلمين من مختلف الاعمار الا بعد الحادية عشرة صباحا، لكنها تبقي هويات الرجال ممن هم دون الاربعين معها.


ولا يوجد قاعدة لتقييد اعمار المصلين عند الشرطة. ففي بعض الاحيان يكون السماح بالدخول محصورا ممن هم فوق الاربعين، وفي يوم آخر يكون لمن هم فوق الخمسين او الستين. لكن عملية تحديد الاعمار ومنع النساء من الدخول حتى انتهاء زيارة الاجانب واليهود في الساعة الحادية عشرة صباحا باتت شبه يومية.


سيرينا (68 سنة) المسيحية الانكليزية كانت تجول في باحة الاقصى وتلتقط الصور مع صديقتها الاسكتلندية. وقالت ان "زيارتي الى هذا المكان رائعة كالعادة وهذه هي زيارتي السابعة في حين كانت الاولى عام 1975".


وتابعت "كل شيء رائع هنا اذا استثنينا الاجراءات الامنية الصعبة" مضيفة "انا اقوم بهذه الزيارة بهدف سياحي".


واوضحت "انا احضر هنا ايضا لاني اؤمن بانه مكان الهيكل ،ولان المسجد كان به اصطبلا وقت الحروب الصليبية ،لكنها قالت في اشارة الى دعوات بعض اليهود المتطرفين لهدم المسجد الاقصى وبناء "هيكل اورشليم "مكانه "انا لا اؤيد ان يهدم اي شيء في هذا المكان الرائع لبناء الهيكل مكانه، ليبقى المكان كما هو والتاريخ تاريخ".


اما صديقتها جنيفر فقالت "انه مكان مثير للاعجاب وانا مسرورة لانني حضرت الى هنا".


وبينما كان الزوار من الاجانب واليهود يجولون في الباحة صباح الثلاثاء كان عناصر الشرطة من الجنسين يتجولون الى جانبهم في حين كانت مروحية للشرطة تحلق في اجواء المكان.


ويسمع دليل سياحي وهو يشرح لمجموعة من الاجانب عند قبة الارواح التي بناها العثمانيون على سطح الصخرة. ويقول باللغة الانكليزية "ان بعضا من الحجارة هنا هي من بقايا حجارة الهيكل الثاني المهدوم عام 70 ميلاديا" في اشارة الى هيكل سليمان.


في حين جلس عدد من الرجال المسلمين المسنين على كراس يستفيدون من اشعة الشمس الدافئة قرب البوابة القبلية للمسجد الاقصى بعد ان داهمهم البرد باكرا هذه السنة.


وتجمعت نسوة مسلمات بالقرب من المسجد الاقصى، وكلما كن يشاهدن يهوديا او يهودية يبدأن باطلاق صيحات التكبير. ولما علمن بان عضوة في الكنيست تدعى تسيبي حوطوفيللي دخلت بحراسة عناصر من الشرطة الى الباحة ازدادت صيحاتهن وردد الرجال المسنون وراءهن.


وغالبا ما تعمد الشرطة الاسرائيلية الى اعتقال النساء المسلمات اللواتي يطلق عليهن "المرابطات" في الاقصى عندما يطلقن صيحات "الله اكبر" خاصة لدى وصول مسؤولين اسرائيليين.


وقالت الشرطة الاسرائيلية ان المسجد الاقصى شهد "زيارة 850 سائحا و59 يهوديا ومن النصارى المتأسرلين" في اشارة الى شريحة من المسيحيين الغربيين المحافظين الذين يقتربون في عقيدتهم من اليهود.


اما عايدة صيداوي التي باتت معروفة لدى الشرطة الاسرائيلية التي اخرجتها مرارا من باحة الاقصى، فقالت وهي تقف امام المسجد الاقصى "انا امراة مقدسية اتواجد داخل الحرم لاني امراة مسلمة، ونحن اهل بلاد الشام نعتبر من المرابطين".


واضافت "منعت من دخول الاقصى ثلاث مرات لاني كبرت عند دخول المستوطنين المتطرفين، مرة منعت لمدة شهر ومرة لمدة ثلاثة اشهر كما منعت عام 2007 عندما هدموا نفق باب المغاربة".


واضافت "كما منعت مرة لمدة 15 يوما من دخول القدس القديمة، واخر مرة منعت فيها من دخول الاقصى كان في تاريخ 19 تموز حتى 20 تشرين الاول 2014".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم