الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لا حل في الأفق أمام كييف لاستعادة سيطرتها على الشرق الانفصالي

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

تواجه الحكومة الاوكرانية وضعا شائكا يبدو بدون حل في مناطقها الشرقية الانفصالية، حيث لا تملك الوسائل العسكرية لاستعادتها، لكن لا يمكنها سياسيا التخلي عنها للمتمردين الموالين لروسيا بعد ستة اشهر من النزاع الدامي.


فالانتخابات التي اجراها الانفصاليون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، واعترفت بها موسكو كرست على الاقل لسنوات خسارة كييف لهذه الاراضي، بعد شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا بدون معارك وضمتها الى اراضيها على اثر استفتاء.


وبذلك لم تعد استعادة المنطقة الشرقية بالقوة امرا واردا منذ اواخر اب، عندما مني الجيش الاوكراني الذي اوشك على خنق التمرد بانتكاسة لدى اصطدامه بهجوم مضاد واسع النطاق شنه المتمردون المدعومون بحسب كييف والغربيين بقوات نظامية روسية، الامر الذي تنفيه موسكو.


وقال اولكسندر سوشكو مدير معهد التعاون الاوروبي الاطلسي في كييف: "اذا اعادت كييف اطلاق عمليتها العسكرية سترد موسكو بنشر قوات بعدد كاف لوقفها".


وتؤكد السلطات الاوكرانية منذ الاحد رصدها مجددا انتشارا "كثيفا" للقوات الروسية في حوض دونباس للفحم الحجري الذي يضم المنطقتين الانفصاليتين، فيما اشارت وسائل اعلام اوكرانية وغربية الى مرور عشرات الشاحنات العسكرية من دون لوحات تسجيل.


كذلك فان المساعي السياسية قد فشلت بعد رفض الانفصاليين عرض كييف باعطاء "وضع خاص" للمناطق الانفصالية لثلاث سنوات مع مزيد من الحكم الذاتي.


لكن يبدو ان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو استخلص النتائج واعلن انه سيعيد النظر في خطته خصوصا في ما يتعلق بعرضه منح "وضع خاص".


وفي هذا السياق، لفت المحلل السياسي تاراس بيريزوفيتش مدير معهد "برتا" الى ان "كييف فقدت السيطرة على دونباس لخمس سنوات على الاقل. فالسلطة ادركت فعلا ذلك منذ وقت طويل ولا تساورها اي اوهام. لكن الاعتراف بذلك علنا سيكون بمثابة انتحار سياسي".


واكد مسؤول اوكراني كبير مكلف شؤون الامن: "لا يمكننا التخلي عن دونباس".


ونقلت صحيفة "بيلد" الالمانية اليوم عن وزير الخارجية الاوكرانية بافلو كليمكين ان سلطات كييف تعتزم "استعادة" المناطق الشرقية بعد الانتخابات الانفصالية.


وقال: "بعض المناطق في شرق اوكرانيا تخضع فعلا لسيطرة الارهابيين الموالين لروسيا والقوات الروسية. لكنها مناطق اوكرانية وسنستعيدها".
الا انه لم يعط اي توضيح حول هجوم عسكري محتمل. لكنه وكما فعل بوروشنكو امس، وصف اقتراع الاحد الذي ادانه الغربيون واعترفت به موسكو "بالانتهاك الكبير" لاتفاقات مينسك الموقعة في 5 ايلول بين كييف والانفصاليين بمشاركة موسكو ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا.


وتأتي الارقام معبرة في هذا المجال اذ ان 54 في المئة من الاوكرانيين يعتبرون من الضروري مواصلة القتال لاستعادة هذه الاراضي، مقابل تأييد ربع الاشخاص المستطلعين التخلي عنها لروسيا مقابل السلام، بحسب استطلاع للراي اجراه معهد غورشينين الاوكراني في تشرين الاول.


ومع مرور الزمن قد تتحول الحرب في الشرق الاوكراني الى "نزاع مجمد"، كما هي الحال في المناطق الانفصالية الجورجية في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية او ايضا في ترانسدنيستريا التي اعلنت استقلالها من جانب واحد عن مولدافيا، الجمهورية السوفياتية السابقة.


وجميع هذه الاراضي التي تعاني من وضع اقتصادي صعب وغير معترف بها من المجتمع الدولي، يحكمها موالون لروسيا.
وامام هذا الوضع تسعى كييف الى عزل منطقة النزاع بغية منع امتدادها والحد من الاضرار.


وهكذا بدأت السلطات باقامة مراكز لحرس الحدود على طول خط الجبهة وهددت بقطع الغاز عن جميع المستهلكين في المنطقة الانفصالية حيث تهبط درجات الحرارة خلال الشتاء احيانا الى ما دون العشرين تحت الصفر.


لكن المتمردين بتنظيمهم انتخاباتهم "قالوا انهم مستعدون لتحمل مسؤولياتهم وبتأمين الحاجات الحيوية لدونباس" حيث معظم المؤسسات لا تعمل بسبب الاعمال العسكرية، على ما قال المسؤول الاوكراني المكلف شؤون الامن.


حتى ان البعض يعتبر ان السلطات الموالية للغرب في كييف قد تجني فائدة من هذا الوضع من خلال وقف الاعانات للصناعة التي يعتبر جزء منها غير مربح، ومن خلال التخلص من هذه المناطق الناطقة بالروسية والرافضة للتقارب مع الاتحاد الاوروبي.
وفي هذا الاطار قال المحلل السياسي يوري رومانينكو المؤيد بحماس للطلاق مع الاراضي الانفصالية عبر "فايسبوك": "كفى تغذية لدونباس".


لكن سوشكو عبر عن موقف اكثر اعتدالا بقوله "يجب وقف المحاولات لاستعادة دونباس (...) والتركيز على حماية السكان الموالين لاوكرانيا" باجلائهم ومساعدتهم على الاقامة في مناطق اخرى.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم