الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"رقص مع الذئاب" في الصين

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

على التخوم الغربية للصين، يعطي رجل الاعمال يانغ تشانغشينغ نقانق لمجموعة من الذئاب الجائعة بلا اي خوف من انيابها... اذ انه يولي اهتماما كبيرا للعناية بهذه الحيوانات التي تحمل قيمة رمزية مهمة بالنسبة لاقلية الاويغور المسلمة.


وقال يانغ المقيم في جبال تيانشان في منطقة شينجيانغ شمال غرب الصين "لدي تعلق عميق بالذئاب".


واضاف هذا الصيني البالغ 63 عاما "في بادئ الامر، كان الامر مجرد هواية. لكن الان، كلما كان لدي ذئاب، كلما ازدادت رغبتي في تربية المزيد"، وذلك خلال تقديمه لحم الغنم النيء لاطعام حيواناته خلف القضبان.


وفي خمسينات القرن الماضي، اجتاز والدا يانغ 1600 كلم من مقاطعة هينان الفقيرة شمال الصين للانتقال الى شينجيانغ باراضيها الواسعة عند حدود اسيا الوسطى والتي يمثل مسلمو الاويغور المتحدرون من اصول تركية، المجموعة الاتنية الاكبر فيها.


وعلى غرار عائلة يانغ، انتقلت عائلات كثيرة من اتنية هان -- الاتنية الصينية الرئيسية -- للعيش في شينجيانغ خلال العقود الاخيرة، لدرجة ان نسبة الاويغور تراجعت الى ما دون الـ50 % من السكان المحليين في مقابل اكثر من 80 % في الاربعينات.


وتسبب ارتفاع عدد سكان المنطقة اربع مرات في خلال 60 عاما بتقليص المساحات الملائمة لحياة "الذئاب الرمادية" التي مارست الصيد بمجموعات كبيرة منذ الاف السنين على امتداد السهوب، في حين ازدادت عمليات المطاردة ضد هذا النوع من الحيوانات بشكل كبير.


وعلى عكس افراد اتنية هان، يكرم الاويغور الذئاب ويعتبرون ان جلدها وعظامها تجلب الحظ.


وأكد احمد بارات وهو سائق اجرة في اورومكي عاصمة الاقليم ان "اتنيتنا احترمت الذئب على مدى الاف السنين"، مشيرا الى ان هذا الحيوان يمثل رمز اتنية الاويغور.


الا ان هذا الرمز يثير ريبة السلطات في بكين التي تتهم فئة متشددة من الاويغور ذات نزعة اسلامية انفصالية، بالوقوف وراء اعمال عنف واعتداءات تشهدها شينجيانغ بشكل متكرر.


من ناحيتهم، يتهم خبراء وناشطون في منظمات حقوقية بكين بتأجيج التوتر في المنطقة بسبب سياستها التي يصفونها بالقمعية ازاء اتباع الاويغور.
كما عاد موضوع الذئاب الى التداول الشهر الماضي خلال محاكمة الاستاذ الجامعي المنتمي الى اتنية الاويغور الهام توهتي الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة "النزعة الانفصالية".


وفي هذا الاطار اشار لي فانغبينغ محامي توهتي في تصريحات لوكالة فرانس برس الى ان الاخير روى في جامعته في بكين ان "الصينيين يسمون انفسهم +ابناء التنين+ في حين يمثل الذئاب رمز اتنية الاويغور" ليخلص الى "اننا اذا ما كنا  - ابناء الذئاب - فبالتالي لسنا صينيين".


وقد اثار الحكم القاسي الذي صدر في حق هذا الاستاذ الجامعي في الاقتصاد ردود فعل مستنكرة في الخارج.


غير ان الارض الزراعية المملوكة ليانغ تشانغشينغ في واد معزول يجتازه الرعاة، تبدو بعيدة جدا عن اعمال العنف الاتنية.
فبعد تجميعه ثروة بفضل عمله في مجال الخدمات اللوجستية، واظب رجل الاعمال الذي يملك ايضا نسرا كحيوان مرافقة، على جمع انواع مختلفة من الذئاب من منغوليا وروسيا.


وأسس سريعا مزرعته الخاصة التي تضم حوالى مئة حيوان اليوم، ويسعى الى تخطي عتبة الالف ولادة في الاسر.


ويهدف يانغ الى اطلاق هذه الذئاب في وقت لاحق لتعيش في محيط طبيعي واسع لاستخدامها في وقت لاحق في اقامة حديقة سياحية ضخمة مع فندق على شكل قصر من القرون الوسطى قيد الانشاء حاليا.


وصرح يانغ بحماسة ظاهرة "اريد القول للسلطات: اعطوني هذه الاراضي، سأطلق عليها ذئابا وسيتهافت الناس لرؤيتها تركض بحرية".


وأكد ان هذا المشروع الطموح والمكلف والمثير للجدل، لن يدر اموالا، مشيرا الى انه يتحرك بدافع الحفاظ على هذا النوع من الحيوانات.


ولا تزال الذئاب من الفصائل الهشة الا ان اعدادها ازدادت منذ الثمانينات بعدما فرضت الصين (التي تضع بكل الاحوال قيودا صارمة على استخدام الاسلحة) حصصا للصيد في المحميات الطبيعية الكبيرة.


حتى ان الاعلام الرسمي الصيني يصف هذه الحيوانات بأنها مصدر "تهديد" وتتهمها بالتسبب بنفوق 5 الاف رأس ماشية سنويا. كذلك تحدثت وسائل الاعلام في اب عن هجوم قطيع ذئاب على قرية خلال الليل ما تسبب بمقتل ستة من ابنائها.


الا ان يانغ يقلل من خطورة هذه الحيوانات قائلا ان "الذئاب لديها قابلية خاصة للهجمات المضادة. فعندما تهاجم اناسا، هذا سببه انها تعرضت للاستهداف والهجوم".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم