الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل عليك تطهير طفلك عند الولادة ؟

يارا عرجة
A+ A-


إن التطهير (الطهور) أو الختان هو تقليد في بعض المجتمعات وحتى فرض ديني، يقضي بتطهير الطفل الذكر. يجد البعض لهذه العادة، مبررّات فلسفية ودينية قبل إقدامهم على تطهير ابنهم، ولكن هل ينصح فعلاً الطبّ بالإقدام على التطهير؟
ماذا يعني التطهير؟
تقضي عملية تطهير الولد، بإزالة القُلفة عن قضيبه ممّا يكشف عن حشفته. ويحظى هذا الفعل بطابع ديني خصوصاً عند المسلمين، فيما يخضع له بعض المسيحيين في حكم النظافة فقط لا غير. إلاّ أنّه في بعض الأحيان، يتمّ اللجوء إلى تطهير الولد لغايات طبيّة وذلك في حالة الشبم وهي تعني تضييق حلقة القلفة وسدّ فتحة القضيب.
فوائد التطهير الصحية ومخاطره:
عديدة هي الدراسات التي تظهر أهميّة التطهير وفوائده الصحية، إليك البعض منها:
• أظهرت دراسات عدّة صدرت عن الوكالة الوطنية لبحوث الإيدز في الـ Orange Farm في أفريقيا الجنوبية وعن المعهد الوطني للصحة الأميركي في كيسومو في كينيا وراكاي في أوغاندا، أنّ التطهير ساهم في خفض التهابات الإيدز بنسبة 50% و60%. فاعتبرت منظمة الصحة العالمية عندها أنّ التطهير أداة تحدّ من انتشار عدوى الإيدز لدى القيام بالعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة.
• أثبتت دراسة نشرت في التاسع من تموز 2012 وكانت قد نشرت في المجلّة العلمية Canadian Medical Association Journal أنّ التطهير مفيد للالتهابات البولية لدى الصغار. يشرح باحثو هذه الدراسة أنّه كالأدوية المضادة للالتهابات، للتطهير تأثير قوي على الطفل في ما يخص الالتهابات البولية من خلال التخلّص من البكتيريا التي تختبئ في القلفة وتسبب الالتهابات في المسالك البولية.
• إنّ التطهير يحمي المرأة من الإصابة بسرطان عنق الرحم لأنّه يمنع المرأة بالإصابة بالـpapillomavirus، والرجل من سرطان البروستات، وذلك من خلال ملخص عن فوائد التطهير يظهر في مقدّمة دراسة أجراها باحثون من جامعة John Hopkins الأميركية ونشرت في العام 2012 في الجريدة العلمية الـ JAMA.
إلاّ أنّ باحثي موقع الـ Mayo Clinic يحذّرون من الالتهابات التي قد تصيب الولد أم الرجل بعد خضوعه لعمليّة التطهير.
هل ينصح الطبّ بالتطهير؟
على الرغم من ظهور هذه الأبحاث التي تتحدّث عن فوائد التطهير وأهميّته، يجمع الأطبّاء أن ليس من الضروري الخضوع لعمليّة التطهير وذلك لأسباب معيّنة.
فبالنسبة إلى الدكتور روني صيّاد، وهو رئيس قسم الأطفال والعناية المركّزة في مستشفى أبو جودة، "ليس هناك من فوائد للتطهير، فهو يضرّ ولا ينفع. فالله قد خلق القلفة على العضو الذكوري لأن لها ثلاث فوائد صحيّة، فهي تحمي أوّلاً العضو الذكوري، تساعد على إفراز الـmatière lubrifiante أثناء العلاقة الجنسية، وهي تعززّ الشعور بالمتعة واللذة أثناءها". ويضيف صيّاد قائلاً: "في حال قمنا بالتطهير وأزلنا الجلدة عن رأس العضو، يصبح هذا الأخير قاسياً. فالتطهير عملية جراحيّة لها تعقيداتها، فهي تسبب النزيف، الالتهاب وغيرها من التعقيدات الصحية التي قد تصل إلى موت العضو الذكوري. أمّا في ما يخص الالتهابات البولية، فهي مسألة نظافة وليست مسألة تطهير. هذا فضلاً عن الصدمات التي قد تصيب الولد على المدى الطويل والناجمة عن التطهير، والوجع والألم الذي ينتابه، إذ يعتقد البعض أنّ الأولاد لا يتوجّعون، إنّما هم يتألّمون كثيراً." ويختم صيّاد قائلاً: "يولد الذكر مع جلدة، يجب قبل الإقدام على عملية التطهير أن يترك الأهل للولد حرّية اختيار ما إن كان يرغب في تطهير نفسه أم لا. والله قد أعطانا جسماً كاملاً، فلماذا يجب أن نغيّره؟".
من جهته، يوضج الدكتور أنطوان شلّيطا، وهو اختصاصي طب عائلة لـ "النهار"، أنّه "كان ينصح بالتطهير منذ فترة، حين كانت الدراسات تثبت أنّ التطهير يحمي من السرطان. إلاّ أنّه اليوم بات لا ينصح بالتطهير إذ ليس هناك أيّ داعٍ له، وأنّ هذا الأمر بات يرجع اليوم إلى الأهل. ولكن يمكن اللجوء إلى عملية التطهير في حال الإصابة بالـ phimosis أي تضيّق القلفة حول الحشفة، ممّا يؤدي إلى الضغط على العضو، فلا يصبح هناك إمكان من التبوّل بطريقة عادية، فيجب في هذه الحالة إزالة الجلدة." التطهير إذاً قرار الأهل أو المريض.
وتشير أخيراً الدكتورة ساندرين عطالله، اختصاصية صحة جنسية لـ "النهار" أنّ "الدراسات تتضارب حول التطهير. فالبعض منها يقول إنّ التطهير يؤخّر القذف وأنّها تخفف من إحساس العضو. وهناك دراسات أخرى تظهر أهميّة الجلدة في تسهيل الإدخال، لذلك يجب عدم إزالتها". وتضيف عطالله أنّ "معظم الرجال لم يخضعوا لعملية التطهير وأنّهم يعيشون بطريقة جيّدة، وأنّ التطهير يحصل بحسب الحالة الطبيّة لكلّ فرد. فبعض البلدان ترحّب بالتطهير لأنّه يحمي من الأمراض المنتقلة جنسياً بعكس بلدان أخرى. والاتجاه الطبي اليوم لا ينصح بالتطهير".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم