الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سيارات - Veloster Turbo الوجه الجديد لـ Hyundai

ماريو غريب
A+ A-

اعتاد اللبنانيون ربط علامة Hyundai بالسيارات الصغيرة الحجم، الإقتصاديّة وذات الثمن المنخفض. غير أنّه، وعبر السنين، تطوّر الصانع الكوري في تحسين نوعية، وجودة وتأدية سياراته، إضافة إلى زيادة فئاتها. ومن أحدث ما توصّلت إليه Hyundai، طراز Centenial، وهو طراز القمّة لديها، الذي يتخطى في معايير الفخامة والتكنولوجيا البعض من طرازات الصانعين الأوروبيين في فئة السيارات الفاخرة، خصوصاً لجهة الثمن. فالمسألة هي مسألة عادة وسلوك المستهلك التي تأمل Hyundai تغيرها إلى ما يفيد مصلحتها. وخطوة الألف ميل تبدأ بـVeloster، وبالتحديد عبر نسختها Turbo. ماذا في التفاصيل؟


صحيح أن الطراز العادي من Veloster شكلّ متنفسا جديدداً لـHyundai لناحية جذب فئة الشباب التواقة إلى التميّز. ولكن، على الرغم من التصميم الحديث والمميّز لـVeloster طابعه الشبابي، ظلّ طيف المعاني الإقتصادية والبيئية هي طاغياً في اختيار Veloster. فكان لا بدّ من ابتكار تعديل يليق بروحية نبض هذه السيارة الديناميكي، الذي يتجلّى عبر خطوطها الإنسيابيّة. ومن هنا ولدت Veloster Turbo، أي المزودة شاحن هواء ما يضفي عليها نمط قيادة رياضيّاً.


تطلّ علينا Veloster بواجهة أماميّة، مستوحاة من الـCitroen DS3 ومؤخرة تذكرك بالـMegane RS ومقصورة داخليّة تستعيد لمسات الـHonda CR-Z إضافة إلى رشّة تصميميّة من الـMINI Clubman. لمسات تصميميّة فريدة لم نعتدها في عالم صناعة السيارات والمفتاح السريع إلى قلوب الناس. والمميّز في Veloster أنها تتمتّع بثلاثة أبواب: واحد لجهة السائق وإثنان من الجهة المقابلة. والغاية من ذلك هو التأكّد من أن خروج الركاب من الناحية السليمة من الطريق حيث لا تسير عليها السيارات ما يحميهم من خطر الدهس. مزايا تصميميّة يتمتّع بها أيضاً طراز Turbo ولكنه يأتي مكحلاً ببعض الخصائص. أولها يتجسّد في الشبك الأمامي العريض الملوّن كلياً بالأسود ما يضفي على المقدمة طابعاً هجومياً، رياضياً يؤثر في نفس من يراها تلاحقه في المرآة. كما أن المصابيح الأماميّة الزجاجية الكبيرة وبفضل تصميمها الداخلي المستقبليّ المكحلّ بحلقة نصف حلزونية بإنارة أرجوانية تبث حياة تنعكس هيبة عندما تلمحها تمرّ في الليل بقربك. والآن، وبسختها الـTurbo، أصبح لفتحات التهوئة على غطاء المحرّك سببا للوجود وجزء لا يتجزأ من هويّة السيارة. كما حافظت Turbo على الخطوط الإنسيابية الجانبية المعتمدة أيضاً على طراز Veloster العادي. أما من الخلف فالحكاية مختلفة. اللافت، مخارج العادم التي بتصميمها الثنائي العريض الدائري يوحي لك، لوهلة، بما قد يؤول إليه هدير المحرّك، فتبتسم. ويلفت انتباهك في الجهة الخلفية: المصابيح خاصة في الليل، فتكتشف لمسة تصميميّة فريدة من نوعها، وكأنها خيطان من النار تتدفّق داخلها، وذلك تأكيداً للطابع الرياضيّ للمركبة. الرفاريف الخلفية العريضة ومكان مصابيح الضباب كلها تشكّل اللمسات التي تميّز Veloster Turbo عن الطراز العاديّ. الجميل في الشكل الخارجي أيضاً هو الزجاج البانورامي الذي يغلّف سقف السيارة. لن ندخل في الجدل القائل أن هذا السقف يزيد من وزن السيارة ويخفف من صلابتها ويضعها بمكانة الطرازات المكشوفة، بل سنستخدمه للإنتقال إلى مقصورة Veloster Turbo.
يضفي السقف البانورامي الكثير من الرحابة على داخل المقصورة التي تأتي بسيطة من دون أية تعقيدات، فتدور السيارة بكبسة زر والتفاصيل الأخرى سهلة المنال والإستخدام ولكن الإنارة الزرقاء الداخلية تعطي لمسة حداثة تدعمها شاشة العرض الوسطية التي تعمل باللمس والتي من خلالها يمكن ربط هاتفك الذكي وموسيقاك بالسيارة. من الخلف المكان ضيّق بعض الشيء لطويلي القامة وعلى الرغم من أهمية فلسفة الباب الواحد من الخلف، غير أنه قد يربك البعض أثناء الدخول خاصة عندما يكون الطقس ماطراً.
كبسة زرّ ودار المحرّك. محرّك مؤلف من 4 أسطوانات سعة 1،6 ليتر مزوّد شاحن هواء twin scroll turbo يولّد 201 حصاناً لدى 6000 دورة في الدقيقة وعزم دوران 195 lb-ft عند 1750 دورة في الدقيقة. أي أن Veloster Turbo تأتي ب63 حصاناً إضافية على الطراز العاديّ. قوّة محرّك تشعرك بالفارق مع الطراز العادي إضافة إلى أن عزم الدوران على نسخة Turbo يفتح أكثر وكذلك التسارع أقوى وسهل المنال على كل دورات المحرّك ما ينعكس متعة أثناء القيادة. وهذا ما اختبرناه على الطريق المؤدي إلى جزين حيث فوجئنا بتأدية هذه السيارة وضغط شاحن هوائها الذي وفّر لنا القوة الإضافية اللازمة أثناء عمليات التجاوز وخلال التسارع على السحبات الطويلة وتوقيت تدخّله أثناء خروجنا من مغامرة منعطف بسبب إنتقال نسبة شاحن الهواء من 14،2 إلى 13،9. لكن اللافت في Veloster turbo هو دقة التحكّم بالمقود ما جعل المناورة على منعطفات طريق جزّين بمثابة أسطر شعر يكتبها شاعر بقلم رشيق ودقيق. فكيفما وجّه قلمه، كانت الكلمة. هكذا Veloster، كيفما وجهت المقود ، وجدت السيارة في المكان المناسب من دون أي فراغ في عمليّة التحكم بالمقود. أما نظام تصحيح المسار، فكان تدخله في الوقت المناسب، إذ أنه لا يتدخّل مباشرة، إنما يفسح لك المجال في الإستمتاع قليلاً بمناورة ما قبل التدخّل، إذا لزم الأمر، لتصحيح وإعادة السيارة إلى مسارها الآمن. نعم، نتكلّم عن مناورات، لأن السيارة آمنة وثابتة، شعور توفره لك الإطارات العريضة بقياس 215/40 وبقطر 18 إنشات. صحيح أن Veloster Turbo سيارة رياضيّة، غير أن هذا لا يعني أنّ مهندسيها جعلوا نظام تعليقها أكثر قسوة من الطراز العادي لا بل جعلوه قاسياً بما يكفي لتأمين ثبات السيارة من دون المساومة على الراحة أثناء اجتياز المطبات مثلاً. أضف إلى أن الـcurb weight ليس مهمّا ما يعني أنها إضافة إلى العناصر الباقية، تساهم في ثبات المركبة. أما علبة السرعات الأوتوماتيكية من 6 نسب، صحيح أنها ليست بمثالية لهذا النوع من السيارات لكنه إذا استشعرت نمط عملها وقمت بمزامنة طريقة قيادتك مع توقيت فصل النسب فستستخرج متعة لا يستهان بها.


الخلاصة:
فاجأتنا Veloster turbo بزخم طابعها الرياضيّ، إنها سيارة تفرض تصنيفاً جديدداً يجمع ما بين الـhatchback والـcoupe في آن. تتمتع بشكل فريد أراد من خلاله الصانع الكوري الجنوبي كسر الرتابة التي تظلل صناعة السيارات الكورية... ونجح في ذلك. الرسالة واضحة: تستطيع Hyundai إنتاج سيارات رياضيّة شبابيّة بثمن مقبول وأن تنجح في ذلك والبرهان طراز Veloster turbo. واليوم لم يبق على المستهلك سوى أن يخطى الخطوة ويبدأ برؤية Hyundai من هذا المنظار لأن الشركة الكورية ليست فقط عبارة عن طرازات low cost فقط بل هي أيضاً عبارة عن هوية رياضية تبلورت في سباقات الرالي والدريفت وأصبحت لها مكانتها في مجال رياضة السيارات وهذا عامل ثقة يجب أن يجذب الشباب ويبادروا إلى دخول عالم Hyundai ولم لا البقاء فيه والترقي تدريجياً إلى كل الطرازات الفاخرة التي تقدمها العلامة. Veloster Turbo تسطّر بامتياز الوجه الجديد لـ Hyundai الغد.


[email protected]
Twitter: @MGo8


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم