السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

دريان: الإصلاح مطلوب في المؤسسة الإسلامية الأم

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
A+ A-

أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، انه "لا يوجد في الاسلام تطرف أو غلو أو ارهاب، انما دعوة مفتوحة للتسامح وللمحبة وللرحمة بين المسلمين، وللاخرين من جميع الابناء". وقال "إن الطائفة السنية لن تكون إلا ضمانة للجميع في سبيل الدولة العادلة الوطنية القادرة التي تحميها المؤسسات القوية".


كلام دريان جاء خلال حفل تكريمي اقامه على شرفه شيخ الطريقة الشاذلية اليشرطية الشيخ احمد الهادي اليشطري، في مبنى زاوية الطريقة اليشرطية في خلدة، في حضور النائب زياد القادري ومفتي المناطق وقضاة شرع وعلماء وشخصيات.


وقال دريان: "ان هذا اللقاء هو تكريم لكل واحد منكم، تكريم للعطاء الذي نبذله معا على طريق المسيرة المباركة التي انطلقنا بها منذ ان طوينا مرحلة سابقة من تاريخ دار الفتوى، وانطلقنا بصفحة مشرقة بإذن الله تعالى عنوانها الاخلاص والاصلاح والعمل لمصلحة المسلمين في هذا الوطن الحبيب لبنان".


أضاف: "إن الاصلاح أمر مطلوب وهو ضرورة دينية، وكل الذين كانوا معنا في طي صفحة الماضي كلهم يطالبون بالإصلاح، الاصلاح مطلوب في مؤسساتنا وخصوصاً في المؤسسة الاسلامية الأم، لأنه اذا استقر الاصلاح فيها، فإن هذا سينعكس تماما على كل المؤسسات الاسلامية وينعكس ايضا صلاحا ودورا مميزا لدار الفتوى بمجالسها وعلمائها لتكون رائدة في العمل الاسلامي والعمل الوطني في لبنان".


وقال: "دار الفتوى مواقفها وثوابتها التاريخية، سواء كانت هذه المواقف او الثوابت اسلامية او وطنية، هذه الثوابت والمواقف هي راسخة وثابتة ونحن عليها وسنكملها ان شاء الله بمواقف وثوابت تراعي الظروف والأحوال في مستقبل المسلمين في هذا الوطن، ومستقبل المواقف الوطنية الكبرى أيضا التي تصب في مصلحة هذا الوطن لبنان".


وتابع: "نحتاج في بعض الاحيان الى كثير من المصارحة، لأن في المصارحة مصالحة مع الذات ومع الآخرين. في المصارحة، اقول نحن بحاجة الى تقيم واعادة لبرامجنا الدينية ولأدائنا في مجال الدعوة، وهذا الامر لا يعد نقيصة وانما يعد تطويرا وتحسينا في الاداء، لأنه من الواجب علينا في هذه الظروف الصعبة والحرجة والدقيقة ان نظهر الاسلام التسامحي المعتدل الوسطي، ونتصارح ايضا اننا لن نكون في يوم من الايام كما لم نكن سابقا داعين الى الغلو او التطرف او الارهاب، نحن اصحاب هذه العمائم نقول نحن من يمثل الاسلام لسنا مضطرين ابدا ان نضع انفسنا في مواضع الدفاع عن اسلامنا السني، اسلامنا السني تعلمناه وسنعلمه للأخرين ولأبنائنا ولأحفادنا كما تعلمناه من الآيات القرآنية التي ندرسها ومن احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وافعاله واقواله، هذا هو ديننا وهذا هو اسلامنا".


وأردف مؤكدا: "في اسلامنا لا يوجد تطرف، لا يوجد غلو، لا يوجد ارهاب، انما دعوة مفتوحة للتسامح وللمحبة وللرحمة بين المسلمين وللأخرين من جميع الابناء. بالأمس كانت بيروت وبالأمس كانت صيدا وبالأمس كانت عرسال وبالأمس القريب كانت طرابلس، وبالأمس قدمنا نحن كطائفة اغلى ما عندنا من شهداء، مدننا وقرانا ليس فيها بيئة حاضنة للتطرف ولا للإرهاب نحن كطائفة لن نكون الا ضمانة للجميع في سبيل الدولة العادلة الوطنية القادرة، التي تحميها المؤسسات القوية التي ينضوي تحتها كل الطوائف، وكل المواطنين يؤدون اليها الحقوق والواجبات، هذه الدولة هي مشروع كامل متكامل للمسلمين السنة في لبنان، ليس لنا أي مشروع خاص في أي مدينة من مدننا ولا في اي قرية من قرانا.


نقول لطرابلس ولصيدا ولبيروت ولجميع المدن والقرى: نحن اهل الاعتدال ولن نكون الا مع مشروع الدولة ولكن لتكون هذه الدولة للجميع، طرابلس اثبتت انها مدينة العلم والعلماء واثبتت انها مدينة حاضنة للعيش الواحد بطوائفها المتعددة وبنسيجها الاجتماعي المتميز، طرابلس تستنهض اليوم لتشاركنا جميعا في هذه المفاهيم التي يجب ان تكون عنواننا للمرحلة المقبلة".


وقال: "شكرا لدولة الرئيس سعد الحريري الذي اثبت بعطائه المادي واثبت بمواقفه الوطنية ودعواته المتكررة لمد اليد الى الحوار، نحن مع المبادرة ومع الحوار حفاظا على لبنان الوطن الذي اعطيناه كل ما نملك من عطاءات، اعطيناه شهداء بحجم الوطن الكبير".


وتابع: "مع قلقنا على ما يجري في لبنان، آن الاوان لجميع الفرقاء ان يكونوا على قدر كبير من الوعي للملمة ما يجري في هذا الوطن، عند الازمات على الجميع ان يتداعى للحوار وللتفاهم حتى يعم الاستقرار والامن والسلام عند المواطنين وفي هذا الوطن الحبيب لبنان، نحن سنكون داعمين لأي خطوات تؤدي إلى ان يكون هذا الوطن وطنا مستقرا آمنا مطمئنا يشعروا فيه المواطنون انهم يعيشون في دولة تعطيهم حقوقهم في العيش وفي حاجاتهم المعيشية، لا نريد ان يكون السياسيون في جهة والمواطنون في جهة أخرى، فلننظر جميعا إلى أحوال المواطنين الذين يئنون تحت وطأة الجوع والظلام والبؤس، ما ذنبهم انهم مواطنون، انهم لبنانيون؟".


وختم: "ومع المنا لما يحدث في اوساطنا، لا يمكن لنا الا ان نتطرق الى القضية الأساسية المركزية على رغم ما يجري في محيطنا، نحن نحمل قضية أساسية عقائدية هي قضية فلسطين هذا الشعب المظلوم الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت ارضه وارتكبت في حقه المجازر تلو المجازر، وليس بعيدا ما حدث مؤخرا في غزة، وما يحدث الآن في القدس الشريف من منع المصلين من الدخول الى حرم المسجد الاقصى، انها الجريمة الاسرائيلية الصهيونية علينا جميعا كأصحاب قضية وعلينا جميعا كعرب ومسلمين، ان ندعم وجود المقدسيين على ارضهم بكل ما اوتينا من دعم اعلامي ومواقف ودعم مادي، لن نسمح نحن العرب ونحن المسلمين بأن تهود القدس الشريف، القدس الشريف ستبقى عربية اسلامية بمعالمها الاساسية وستبقى فلسطين بإذن الله مناضلة في سبيل استرجاع كامل التراب الفلسطيني. وعلينا جميعا، وعلى العرب جميعا وعلى الدول الصديقة ايضا ان تحاول رفع الحماية الدولية عن الارتكابات والمجازر التي يقوم بها العدو الاسرائيلي على المجتمع الدولي وعلى مؤسساته، وعلى الامم المتحدة ان تنظر الى هذا الشعب الفلسطيني وتقف معه في ارجاع حقوقه المغتصبة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم