الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

البشمركة تستعد للمعركة ضد "داعش" في سوريا

المصدر: (رويترز)
A+ A-

وصلت قوات البشمركة العراقية إلى جنوب شرق تركيا اليوم، في طريقها إلى مدينة كوباني السورية لمساعدة إخوانهم الأكراد في كسر حصار تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تحدى الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة.


وتحاصر "الدولة الإسلامية" كوباني الواقعة على الحدود مع تركيا منذ أكثر من شهر وأصبح مصيرها يمثل اختبارا مهما لقدرة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة على محاربة المقاتلين السنّة.


وفشلت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة منذ أسابيع على مواقع المتشددين، فضلا عن مقتل المئات من مقاتلي "الدولة الإسلامية" في كسر حصار كوباني.


وقال مراسل "رويترز" إن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية هبطت في مدينة سانليورفا في جنوب شرق تركيا وسط إجراءات أمنية مشددة. وغادرت قافلة حافلات بيضاء ترافقها سيارات جيب مدرعة وسيارات شرطة المطار بعد ذلك بوقت قصير.


وقال أدهم باشو عضو المجلس الوطني الكردي السوري في كوباني مشيرا إلى البشمركة "سيصلون مدينتنا اليوم" مؤكدا وصول مجموعة تضم ما يراوح ما بين 90 و100 مقاتل إلى سانليورفا خلال الليل.


وتسافر مجموعة منفصلة من مقاتلي البشمركة إلى منطقة الحدود التركية من طريق البر ومعها أسلحة أثقل. وبثت قناة تلفزيونية كردية لقطات لما قالت إنها قافلة من مركبات البشمركة محملة بالأسلحة في طريقها إلى المنطقة.


وقال الرئيس المناوب لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم إن مقاتلي البشمركة العراقيين من المتوقع أن يدخلوا كوباني في وقت لاحق اليوم الأربعاء وأنهم سيجلبون معهم أسلحة ثقيلة.


* التشدد الاسلامي


وأثار تنظيم "الدولة الإسلامية" قلق العالم بالسيطرة على مناطق واسعة من العراق وسوريا واعلان الخلافة الإسلامية والغاء الحدود بين المناطق التي سيطر عليها في الدولتين وذبح او طرد الشيعة والمسيحيين وطوائف اخرى لا تتبنى تفسيره المتشدد للإسلام.


وفي الوقت عينه، استولى مقاتلون من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا على بعض الأرضي من قوات المعارضة المعتدلة في الأيام الأخيرة وبسطوا سيطرتهم على أحد المناطق القليلة في شمال سوريا التي لم تقع بالفعل في ايدي الإسلاميين المتشددين.


وفي العراق قالت قوات الأمن إنها تقدمت لموقع يبعد كيلومترين عن مدينة بيجي في عملية عسكرية جديدة لتحرير أكبر مصفاة نفطية في البلاد من حصار تنظيم الدولة الإسلامية الذي بدأ منذ يونيو حزيران الماضي.


وهددت الدولة الإسلامية بذبح المدافعين عن كوباني في هجوم أدى إلى فرار نحو 200 ألف من الأكراد السوريين إلى تركيا وأثار دعوة من الأكراد لحمل السلاح في المنطقة.


وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن 12 قذيفة أطلقها مقاتلو "الدولة الإسلامية" سقطت على المدينة خلال الليل حيث استمرت الاشتباكات مع وحدات حماية الشعب وهي الجماعة السورية الكردية الرئيسية المسلحة.


وأضاف أن الاستعدادات تجري عند بوابة حدودية -حاول مقاتلو "الدولة الإسلامية" مرارا السيطرة عليها- لاستقبال البشمركة في حين تبادلت وحدات حماية الشعب وقوات "الدولة الإسلامية" إطلاق النار في معارك على المشارف الجنوبية للمدينة.


وقال المرصد أيضا إن 50 مقاتلا سوريا دخلوا كوباني من تركيا ومعهم أسلحتهم، على الرغم من أنه لم يتضح إلى اي جماعة ينتمون. وطالبت تركيا بانضمام قوات المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد إلى المعركة ضد "الدولة الإسلامية" في كوباني.


* "شريك على الأرض"
أقر برلمان إقليم كردستان العراق الأسبوع الماضي نشر بعض قوات البشمركة في سوريا. وتحت ضغط الحلفاء الغربيين وافقت تركيا على السماح لقوات البشمركة بالتحرك من العراق واجتياز أراضيها للوصول إلى كوباني السورية.


وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في إفادة يومية في واشنطن امس الثلاثاء "هذا مكون واحد. انه بالقطع مكون شعرنا بانه سيكون ذو تأثير ومهم ان يكون لنا شريك على الارض نعمل معه".


وأوضحت الولايات المتحدة وحلفاؤها في التحالف أنهم لا يعتزمون ارسال قوات برية لمحاربة "الدولة الإسلامية" في سوريا أو العراق لكنهم في حاجة إلى شركاء على الأرض للافادة من ضرباتهم الجوية.


وقال هنري باركي المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية: "ماذا تظهر كوباني؟ تلك المقاومة الصلبة على أرض الواقع مع القوة الجوية الأميركية يمكن أن تدفع الدولة الإسلامية إلى الوراء".


وأضاف: "يريدون نقل هذا إلى العراق بحيث تنسق البشمركة والجيش العراقي تحركهم معا. انهم حقا بحاجة للنصر... أدركوا أن هذه فرصتهم لأن لديك قوة مقاتلة حقيقية على أرض الواقع ... هذا نموذج".


وقال وزير البشمركة في كردستان العراق مصطفى سيد قادر لوسائل الإعلام المحلية أمس إنه لم توضع حدود للفترة التي ستبقى فيها قوات البشمركة في كوباني. وقالت حكومة كردستان العراق من قبل ان قوات البشمركة لن تشارك في القتال في كوباني بشكل مباشر وانها ستقدم دعما بنيران المدفعية.


ورفض مسؤولون أتراك انتقادات دولية بسبب ترددهم في بذل المزيد لمساعدة الأكراد المدافعين عن كوباني المحاصرة. ويتهمهم الأتراك بانهم مرتبطون بحزب العمال الكردستاني الذي خاض تمردا ضد الدولة التركية لعقود.


وتخشى أنقرة من أن يستغل أكراد سوريا الفوضى وان يسيروا على درب إخوانهم في العراق ويسعون لإقامة دولة مستقلة في شمال سوريا مما يشجع المسلحين الأكراد في تركيا ويعرقل عملية سلام هشة.


وأغضب هذا الموقف الأقلية الكردية في تركيا -التي تمثل خمس السكان ونصف جميع الأكراد في أنحاء المنطقة. ويشتبه الأكراد في أن أنقرة تفضل أن ترى مقاتلي "الدولة الإسلامية" وقد وسعوا من مكاسبهم من الأراضي على ان ترى المسلحين الأكراد يعززون سلطتهم المحلية.


واطلقت الشرطة التركية النار في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من أنصار الأكراد تجمعوا عند معبر خابور الحدودي خلال الليل لاستقبال البشمركة بعدما القوا الحجارة على مجمع للشرطة.


وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في وقت سابق إن الضربات الجوية وحدها لن تكفي لصد المسلحين وان البشمركة وقوات المعارضة السورية المعتدلة فقط هي التي يمكنها اخراج "الدولة الاسلامية" من كوباني.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم