الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

البشمركة إلى كوباني عبر تركيا وطهران تتهم أنقرة بإطالة الحرب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
A+ A-

بعد 50 يوماً من الحصار الذي يفرضه مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود السورية-التركية، قال زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح مسلم إن مقاتلين من البشمركة الكردية العراقية عبروا الى تركيا من العراق متوجهين الى كوباني لمساعدة الاكراد المدافعين عن المدينة.
وأضاف أن نحو 150 من مقاتلي البشمركة عبروا الى تركيا وكان متوقعاً ان يصلوا في ليل أمس الى كوباني.
وشاهد صحافي في "وكالة الصحافة الفرنسية" نحو 40 آلية عسكرية تغادر قاعدة للبشمركة شمال شرق اربيل كبرى مدن كردستان العراق. وزود بعض الآليات رشاشات ثقيلة، في حين أمكن رؤية شاحنتين تجران مدفعين ميدانيين، وبعض راجمات الصواريخ الصغيرة.
وأكد ضابطان من البشمركة ان القوات التي غادرت القاعدة، ستتجه براً الى الاراضي التركية عبر محافظة دهوك الحدودية في شمال العراق. وقال احدهما طالباً عدم ذكر اسمه إن "40 مركبة تحمل رشاشات وأسلحة ومدافع، مع 80 من قوات البشمركة، ستتجه براً الى دهوك (المحافظة الحدودية مع تركيا في شمال العراق)، وستعبر اليوم" الى تركيا. وأضاف ان من المقرر ان "ينتقل 72 آخرون من طريق الجو في وقت مبكر من فجر الاربعاء".
ونقلت وكالة "أنباء الاناضول" التركية شبه الرسمية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: "الآن ليست هناك مشكلة سياسية. لا مشكلة لعبورهم (الحدود الى كوباني). يستطيعون العبور في أي لحظة".
وكرر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، ان على الولايات المتحدة "ان تجهز وتدرب الجيش السوري الحر وتدربه، بحيث لا يحل النظام (السوري) محل تنظيم الدولة الاسلامية اذا ما انسحب من (كوباني) ولا يحل ارهابيو حزب العمال الكردستاني (التمرد الكردي في تركيا) محله". وشدد على ان "المجازر ستتواصل اذا ما قضي على الدولة الاسلامية".
واستبعد مجدداً أي تدخل عسكري تركي في كوباني وجدّد شروط بلاده للمشاركة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "الدولة الاسلامية"، قائلاً: "سنساعد كل قوة وكل تحالف من خلال قواعدنا العسكرية أو أي وسيلة أخرى، اذا توصلنا الى اتفاق على قيام سوريا جديدة تعددية وديموقراطية وعلى ضرورة قتال الدولة الاسلامية والنظام السوري".
ولاحظ ان "إنقاذ كوباني واستعادة كوباني ومحيط كوباني من الدولة الاسلامية يحتاجان الى عملية عسكرية". لكنه استدرك بانه لا تركيا ولا الحلفاء الغربيين سيرسلون قوات. وتساءل: "اذا كانوا ( الائتلاف الدولي) لا يريدون ارسال قواتهم البرية فكيف يتوقعون ان ترسل تركيا قوات برية؟".
وقال بريت ماكيرك نائب المبعوث الذي كلفه الرئيس الاميركي باراك اوباما بناء ائتلاف ضد "داعش" في صفحته بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "نرحب بنشر مقاتلي البشمركة وأسلحة من اقليم كردستان الى كوباني الذي بدأ مساء اليوم".
في غضون ذلك، تواصلت المعارك في كوباني. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان تسعة من "داعش" قتلوا في مكمن نصبه لهم مقاتلون من "وحدات حماية الشعب" الكردية في شرق المدينة.
أما "داعش"، فبث الاثنين شريط فيديو ظهر فيه المصور الصحافي البريطاني جون كانتلي (43 سنة)، الذي يحتجزه التنظيم المتطرف رهينة لديه، وهو يدلي برسالة بدت انها من داخل كوباني في محاولة على ما يبدو لاثبات سيطرة الجهاديين على قسم من المدينة.
وفي الشريط المصور ومدته خمس دقائق ونصف دقيقة بدا كانتلي وهو يتحدث من داخل مدينة مدمرة، مؤكداً ان "المجاهدين" لم يتراجعوا بل العكس هو الصحيح.
ويتضمن الشريط مشاهد لكوباني من الجو قال التنظيم إن "طائرة مسيرة لجيش الدولة الاسلامية" هي التي التقطتها. وفي هذه المشاهد بدت شوارع كاملة من المدينة مدمرة.
وفي الشريط ينفي البريطاني، الذي سبق له ان ظهر في أشرطة أخرى للتنظيم المتطرف، ان يكون الجهاديون اضطرو الى التراجع من المناطق التي سيطروا عليها في كوباني بضغط من الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها. ويؤكد في الشريط ان الجهاديين لا يزالون يسيطرون على الاحياء الشرقية والجنوبية من كوباني.
ومعلوم ان كانتلي مصور صحافي حر تعاون مع صحيفة "الصنداي تايمس" و"الصنداي تلغراف" و"وكالة الصحافة الفرنسية" وغيرها من وسائل الاعلام، وقد خطف في تشرين الثاني 2012 مع زميله جيمس فولي الذي قطع رأسه لاحقا جهاديو "الدولة الاسلامية"، كما قطعوا رأس صحافي أميركي آخر هو ستيفن سوتلوف، ورأس موظف اغاثة بريطاني هو ديفيد هينز.
وفي المقابل اعلنت القيادة المركزية الاميركية ان القوات الاميركية شنت أربع غارات جوية على مقاتلي "الدولة الاسلامية" قرب كوباني في سوريا وان الدول المتحالفة معها شاركت في تسع غارات استهدفت التنظيم في العراق.


الجدل الايراني - التركي
في غضون ذلك، قالت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء "ارنا" إن ايران اتهمت تركيا باطالة أمد الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في سوريا من خلال الاصرار على اطاحة الرئيس بشار الاسد ودعم "الجماعات الارهابية" في سوريا.
ونقلت عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية ان "تدخل أنقرة في الشؤون الداخلية السورية أدى ويا للاسف الى إطالة أمد الحرب وسقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوف المدنيين السوريين الابرياء... كان في الامكان انهاء الازمة في سوريا منذ ثلاث سنوات لو كان المسؤولون الاتراك توقفوا عن المطالبة بتغيير النظام ودعم الجماعات الارهابية في سوريا".
وهذه التعليقات هي رد فعل كما يبدو على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي نقلت وسائل الاعلام التركية عنه الاثنين اتهامه ايران باستغلال الانقسامات الطائفية السورية.
وأوردت صحيفة "حرييت" عن لسانه: "عندما نعقد اجتماعات ثنائية مع ايران يوافقون على حل هذه المسألة معاً. وعندما يحين وقت التنفيذ فان لهم ويا للاسف طريقتهم الخاصة في العمل".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم