الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

معاناة حي سلوان تختصر معاناة القدس الشرقية كلها

المصدر: خاص- "النهار"
A+ A-

تختصر معاناة الفلسطينيين في حي سلون في القدس الشرقية الضائقة التي يعانيها سكان هذه المدينة منذ احتلالها من جانب إسرائيل سنة1967 وضمها اليها، واصرار إسرائيل على بناء المستوطنات اليهودية فيها، ورفضها البحث في تقسيمها في اي تسوية سياسية مستقبلية مع الفلسطينيين وفرض القيود على سكانها وتحويل حياتهم فيها الى معاناة صعبة وغير محتملة.
يبلغ سكان حي سلوان 45 الف نسمة بينهم 500 مستوطن يهودي غالبيتهم من اليهود المتدينين الذين يقومون بشراء المنازل من العرب بدعم من جمعيات يهودية دينية متشددة تسعى الى تهويد القدس الشرقية وطمس طابعها العربي، وصولاً الى منع تقسيمها واحباط قيام دولة فلسطينية في المستقبل.
ورغم معارضة اهالي الحي من الفلسطينيين الشديدة سكن اليهود المتشددين داخل احيائهم، الا انهم يبدون عاجزين عن التصدي لظاهرة بيع العرب ممتكلتهم لليهود الذين في احيان كثيرة يقومون بشراء هذه الممتلكات تحت اسماء وهمية اخرى. فما هي الاسباب التي تدفع الفلسطينيين الى بيع ممتلكاتهم؟
استناداً الى فخري أبو دياب رئيس جميعة سكان سلوان، من الاسباب الاساسية التي تدفع الفلسطينيين الى بيع ممتلكاتهم الفقر والبطالة والاهمال المتعمد من جانب الدولة الإسرائيلية. فاكثر من 82% من سكان حي سلوان من الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر، في حين يبلغ معدل البطالة بينهم 46% ، ورغم ان سكان الحي يدفعون الضرائب والرسوم البلدية المتوجبة عليهم، فهم لا يحصلون على الخدمات الاساسية من الدولة مثل الكهرباء والبنى التحتية، ولا تعطيهم السلطات الإسرائيلية تصاريح للبناء. من هنا ليس مستغرباً ان يطرح في كل شهر نحو 40 الى 50 عقاراً عربياً للبيع.
تستغل الجمعيات اليهودية المتشددة التابعة لليمين القومي الإسرائيلي الضائقة الاقتصادية لسكان حي سلوان من اجل شراء عقاراتهم واسكان يهود فيها، مما يذكر بحركة شراء الاراضي التي قامت بها الحركة الصهيونية في مطلع القرن الماضي والتي مهدت الطريق الى قيام دولة إسرائيل.
منذ هجوم الاسبوع الماضي الذي نفذه احد ابناء حي سلوان ضد محطة القطار الخفيف في القدس، يعيش اهالي الحي حالة من الحصار الشديد والمراقبة الالكترونية بواسطة بالون ضخم يحلق فوق الحي ويرصد كل حركة فيه، الى جانب تمركز قوات كبيرة من الشرطة والجيش على مداخل الحي، ومواصلة المواجهات بين القوى الامنية الإسرائيلية والمحتجين الفلسطينيين. في هذه الاثناء تتوالى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن تسريع البناء في المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية، وتستمر حالة الغليان الشعبي الذي يجعل من حي سلوان قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي لحظة في وجه السلطات الإسرائيلية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم