السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

متظاهرو هونغ كونغ ما زالوا في الشارع بعد شهر على حركتهم

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

بعد شهر على بدء التظاهرات الحاشدة في هونغ كونغ، تتساءل الحركة المنادية بالديموقراطية عن كيفية الحفاظ على الزخم، لكن اولئك الذين ما زالوا يحتلون الشارع يقولون ان وجه المستعمرة البريطانية السابقة قد تغير الى الابد.


في 28 ايلول، تسارعت فجأة حملة التعبئة للمطالبة باقرار الاقتراع العام المباشر والتام في الانتخابات المقبلة لرئيس السلطة التنفيذية المحلية في 2017. وواجه متظاهرون يحملون فقط المظلات للدفاع عن انفسهم اطلاق الغاز المسيل للدموع من الشرطة ما دفع عشرات الاف المحتجين الى النزول الى الشارع.


وبعد نحو اربعة اسابيع تقلص عدد المتظاهرين في شكل كبير، لكن ما زال هناك متشددون يحتلون اربعة احياء في هونغ كونغ.


وقليلون هم المراقبون الذين يتوقعون ان تزيح بيجينغ قيد انملة عن مطالبها. فان وافقت الصين على مبدأ الاقتراع العام المباشر لانتخاب رئيس السلطة التنفيذية المحلية في 2017 فانها تريد الاحتفاظ باليد الطولى على العملية الانتخابية والاشراف على الترشيحات.


ويبدو ان الحكومة المحلية ارتأت ان تترك الحركة لتضعف من تلقاء ذاتها. لا سيما وان عددا كبيرا من سكان هونغ كونغ البالغ سبعة ملايين نسمة والذين يعيشون اخطر ازمة منذ عودة المستعمرة السابقة الى احضان الصين في 1997، ضاقوا ذرعا من مواجهة زحمة السير الخانقة ووسائل النقل العامة المكتظة. كما يشكو تجار من التدهور الكبير في رقم اعمالهم في هذه المدينة حيث تعتبر الايجارات الاعلى في العالم.


ويتساءل قادة الحراك تحت هذا الضغط حول السبل الواجب اعتمادها. فيرى جوشوا وونغ احد قادة الطلاب البارزين في "ثورة المظلات" امرا واحدا وهو ان التقهقر ليس خيارا.


وقال في ادميرالتي الموقع الرئيسي الذي يحتله المتظاهرون قرب مقر السلطة المحلية: "ان المعتصمين سيصمدون"، مضيفا: "من دون نتيجة ملموسة سينام المعتصمون كل ليلة في خيمتهم".


ويبدو المعتصمون فخورين بخيمهم حيث يجري فرز القمامة بعناية وحيث ينكب الطلاب على دروسهم في اماكن مخصصة لذلك، فيما يتجمع الاف الاشخاص خلال عطلة نهاية الاسبوع للتصفيق للخطابات.


وقال جيمي لونغ (31 عاما) الذي يعزف على الة الغيتار امام خيمة صديق "انه خيال خاص بهونغ كونغ".


وكثيرون من المتظاهرين يبدون اعجابهم امام فن الشوارع الذي يزدهر في مركز الرأسمالية المالية الدولية هذا المعروف بحسه للاعمال.


وقال وينغ ماك (37 عاما) الموجود في مونغكوك بالقسم القاري لهونغ كونغ "هنا حتى وان لم نكن نعرف بعضنا نتحدث عن مسائل سياسية".


لكن ليس كل شيء ممتازا في هونغ كونغ الجديدة على ما يقر جيمي لونغ. فبعد ثلاثين ليلة امضاها ينام على ما كان طريقا سريعا بات يشعر بالتعب. وبات يتشوق لرؤية الحكومة والمتظاهرين يصلون الى اتفاق. وقال في هذا الشأن "انه ليس امرا مستحبا لكن علينا الاصرار للحصول على ما هو عادل".
ومدت الحكومة غصن زيتون الى المتظاهرين الاسبوع الماضي من دون ان يثير ذلك الكثير من الحماسة. واقترحت ان ترفع الى بيجينغ تقريرا عن الحوادث وان تشكل لجنة مشتركة حول الاصلاحات السياسية بعد السنة 2017.


الا ان بعض المتظاهرين يشكون من عدم وجود استراتيجية واضحة لدى قادة الحراك الاحتجاجي الذين يبدون منقسمين في شأن المسار الواجب اتباعه. وقد دعيوا الاحد للتصويت على الخيار بين طريق التسوية او المواجهة لكن الاقتراع الغي في اللحظة الاخيرة.


وقال وينغ ماك باستياء "كل ذلك محادثات جوفاء من دون مقترحات متينة".


ويتحدث البعض عن توسيع حملة العصيان المدني مع الدعوة مثلا الى اضراب عن دفع الضرائب او اقفال طرق. واقترح بني تاي احد مؤسسي الحركة المنادية بالديمقراطية "اوكيباي سنترال" تنظيم استفتاء على مستوى هونغ كونغ حول الاصلاحات الديموقراطية.


واليوم، سيتوجون هذا الشهر من التظاهرات بالوقوف 87 ثانية صمت (اشارة الى 87 طلقة للغاز المسيل للدموع في 28 ايلول) وبتجمع.
ويرى الكاتب نوري فيتاشي انه مهما حصل، فقد اعطى المتظاهرون نفحة جديدة من الحياة للحملة من اجل الديموقراطية.


وقال: "ان الجميع يعلم ان ما يقترح عليهم لا يمثل الديموقراطية الحقيقية. بل انه (بمثابة القول) "اختاروا دميتكم"، مضيفاً: "ان الحركة المنادية بالديموقراطية كانت في شبه احتضار حتى قبل شهر. وعادت الان الى الحياة مع وجوه جديدة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم