الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لماذا يقاتل العرب في إسرائيل الى جانب "الدولة الاسلامية"؟

المصدر: خاص – النهار
A+ A-

يشكل العرب الذين يعيشون داخل دولة إسرائيل اقلية تساوي اليوم نحو 20% من سكان الدولة، وهم يعاملون من قبل هذه الدولة بغض النظر عن انتمائهم الطائفي كمواطنين من الدرجة الثانية، ويعاني المسلمون منهم والمسيحيون على حد سواء من سياسة التمييز والظلم والحرمان، مما فاقم مع مرور السنوات احساس العربي في إسرائيل بالاغتراب والعزلة، وساهم في تمسكه بالهوية الفلسطينية وانتمائه القومي والديني.


ومنذ بدء الثورة السورية شهد ت الاقلية العربية في إسرائيل حركة تضامن واسعة النطاق مع حركات المعارضة السورية لا سيما التنظيمات الجهادية منها دفعت بعدد من شبابها الى الانضمام للقتال في صفوف تنظيم "داعش" في سوريا. وبحسب الاجهزة الامنية الإسرائيلية لا يتجاوز عدد الذين ذهبوا للقتال الى سوريا الـ30 شخصاً البعض منهم لاقى حتفه والبعض الآخر اعتقلته السلطات الإسرائيلية فور عودته، والبعض الآخر ما يزال كجهول المصير. ورغم محدودية عدد الذين شاركوا في القتال الى جانب "داعش" الا انهم يشكلون ظاهرة جديرة بالاهتمام. وقد سلط مقتل طبيب من بدو إسرائيل في سوريا قبل يومين الاضواء مجدداً على هذه المسألة.


يظهر تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" الاسبوع الماضي أن في طليعة الاسباب التي تدفع الشباب العربي في إسرائيل الانضمام الى داعش هو صور القتلى من الاطفال والنساء على يد النظام السوري التي تنقلها الفضائيات العربية، وكذلك خطب الأئمة في المساجد يوم الجمعة التي تشجع الشباب على تقديم الدعم للمجاهدين ضد النظام في سوريا، الى جانب دعم الحركة الإسلامية في إسرائيل التي تتماهى مع حركة الإخوان المسلمين للتيارات الإسلامية للمعارضة السورية. ويمكن ان نضيف الى ذلك مشاعر الاحباط واليأس التي يعاني منها الشباب العربي في إسرائيل حيث مستوى البطالة اعلى مما هو لدى الشباب اليهودي، وصعود المد الديني وسط الشباب، ودور وسائل الاتصال الاجتماعي في تعبئة الشباب المتدين الملتزم وتجنيده ضمن صفوف داعش.


غالباً ما تفاجأ العائلات العربية بقرار ابنائها الانتقال للقتال في سوريا الى جانب داعش. ورغم عدم وجود مؤشرات تدل على ارتفاع التأييد وسط المجتمع العربي الإسلامي في إسرائيل لظاهرة داعش، الا انها بدات الظاهرة تثير القلق الاوساط العربية واليهودية.
في راي الباحثة الاجتماعية العربية في إسرائيل بشرى خلايلي فان ظاهرة القتال الى جانب داعش تشمل ثلاث مجموعات من الشباب الفلسطيني: مجموعة اولى تضم المتعلمين الذي تابعوا تعليمهم في الخارج وتعرفوا هناك على التيارات الجهادية، ومجموعة العاطلين عن العمل؛ ومجموعة اصحاب الايديولوجيا الدينية المتشددة.


وتشير الباحثة الى الانعكسات السلبية لانتشار التأييد لداعش وسط الجمهور العربي في إسرائيل سواء على صعيد العلاقة باليهود اوعلى العلاقات بين المسلمين والمسيحيين. وطالبت الباحثة الاحزاب العربية ان تعلن بصورة صريحة معارضتها لداعش، كما دعت رجال الدين الى التوقف عن التحريض في خطب المساجد، وضرورة تحمل الزعامات العربية مسؤولية الادانة العلنية والقاطعة لممارسات الدولة الإسلامية.
ووقت تتخوف إسرائيل من اقتراب "داعش" من حدودها مع سوريا بات عليها الآن ان تقلق من احتمال وجود خلايا نائمة "لداعش" داخل إسرائيل نفسها.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم