الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

جنبلاط في معراب والرؤية "متقاربة جداً" مع جعجع إقليمياً وسيسعيان إلى الحؤول دون دخول المشكل المذهبي إلى لبنان

إ. ح.
A+ A-

"كان الجو مريحاً سادته الصراحة"، قال لـ"النهار" أحد المشاركين في لقاء معراب الذي استكمل به رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط جولته على الزعماء الموارنة. لن يتغير شيء بعده ولن تليه قرارات أو اتفاقات، وليست هذه هي الغاية أصلاً. فالمضيف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لا يزال مرشحاً للرئاسة، وأيضاً النائب هنري حلو على ما صرّح جنبلاط مغادراً.


لكن موضوع الرئاسة لم يستأثر بالأحاديث التي دارت في اللقاء الذي تخلله غداء واستمر ثلاث ساعات. فاللياقات والقراءة في الأوضاع الإقليمية، لا سيما في سوريا والعراق أخذت حيزا مهماً من الوقت ، وكانت خلاصتها أن للجانبين نظرة، إن لم نقل هواجس، متقاربة جداً إليها.
مصادر "القوات" اكتفت بوصف اللقاء بأنه كان "جيداً جداً" على قاعدة أن آداب المجالس تفرض على الجهة المضيفة التزام عدم تسريب المضمون وتركه للضيف، إلا أن المعلومات التي تقاطعت لدى "النهار" أفادت بأن جولة الأفق الشاملة التي لم تنحصر بالأوضاع اللبنانية لم تتطرق إلى ما سبق تبيانه من مواقف، سواء في ما يتعلق بترشح الدكتور جعجع أو ترشح النائب حلو. بدا الجانبان متفقين سلفاً أنه ما دام النائب الجنرال ميشال عون مرشح قوى 8 آذار، ولم يفتح هو أو فريقه باباً للحل على غرار ما فعل الدكتور جعجع وفريق 14 آذار فعبثاً السعي إلى مخرج في الظرف الحالي.
وفي المنطلق أدرك الدكتور جعجع أن الرسالة التي حملها جنبلاط من جولته على القيادات المسيحية هي أنهم المعنيون الأساسيون بالموضوع الرئاسي وترشح النائب حلو معروفة ظروفه والغاية منه.
مصادر أخرى كشفت لـ"النهار" أن اللقاء تخلله توضيح لأهمية سعي كل من الزعيمين، ومن موقعهما السياسي والوطني، إلى الحؤول دون دخول المشكلة المذهبية التي تعمّ المنطقة بأكملها إلى لبنان. وأضافت: "أما في الموضوع الرئاسي، فانطلق الحديث من قاعدة أن لا ترشيح الدكتور جعجع ولا ترشيح النائب حلو سيكونان عائقاً أمام حل العقدة الرئاسية"، علماً أن النائب جنبلاط حرص على عدم تسمية النائب الجنرال عون أو وصف موقفه، ناظراً إلى الموضوع بأنه أشمل من أشخاص".
وفي المعلومات عن اللقاء أيضاً أن النائب جنبلاط أبدى تخوفاً من تداعيات لإقرار سلسلة الرتب والرواتب بكلفة عالية في ظل وضع الخزينة الحالي، فوافقه الدكتور جعجع الرأي.
وفي معلومات أخرى ذكرتها "وكالة الأنباء المركزية" أن جنبلاط أوضح رأيه في عدم جدوى تكرار دعوة "حزب الله" يوميا إلى الانسحاب من سوريا لان هذا الموضوع استراتيجي كبير. أما جعجع فكانت له وجهة نظر مختلفة شدّدت على "اهمية الاستمرار في محاولة توعية الحزب على مسؤوليته الوطنية اللبنانية من أجل تحصين لبنان من التداعيات واقناعه بالانسحاب من وحول الازمة السورية، على رغم معرفة حزب القوات بأن قرار الانسحاب اقليمي كبير، الا انها بالنظر إلى مسؤوليتها الوطنية تناشد فريقاً لبنانياً المساهمة في تجنيب لبنان التداعيات المتعاظمة اخطارها يوما بعد يوم وعدم تجرع الكأس المرة.
وأضافت الوكالة نقلا عن مصادرها "ان جنبلاط تبلغ صراحة من مكونات 8 آذار ان القضية مرتبطة بالنائب ميشال عون بما لا يوحي امكان حصول تغيير في المدى المنظور".
ورافق جنبلاط النواب حلو ونعمة طعمة وغازي العريضي وكان في استقبالهم الى جانب جعجع امام مدخل منزله في معراب النائبة ستريدا جعجع والنائب انطوان زهرا.
واكتفى جنبلاط بالتصريح على الأثر ان "الحوار كان صريحاً وإيجابياً مع جعجع، بحيث كانت هناك نقاط التقاء ونقاط خلاف ولكن في النهاية لا يوجد إلا الحوار". وأضاف رداً على سؤال: "لم تكن هناك قطيعة في ما بيننا". وهل سيشهد لبنان انتخاب رئيس بعد الزيارة؟ أجاب: "هنري حلو مرشحنا ومازال".
بدوره، قال جعجع: "اجرينا جولة افق كاملة وشاملة حول الهموم الوطنية الكبيرة التي نُعاني منها، وتطرقنا الى صلب اهتماماتنا الوطنية، وكان الحديث معمّقاً نظراً لأهمية الحوادث التي نمرّ بها. ولا جديد في الموضوع الرئاسي، فالفريق الآخر ما زال متمسكاً بموقفه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم