الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

رسائل الكتب بين الثنائي جعجع وجنبلاط

المصدر: "النهار"
A+ A-

تبادل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، خلال لقائهم اليوم في معراب كتباً. في العادة، لا نقدم كتاباً لشخص ما إذا لم نرد قول شيء معيّن أو توجيه رسالة من خلاله. في الآتي، نعرض لأبرز ما تتناوله الكتب المتبادلة بين الثلاثي، علنا نلتقط بعض الرسائل هنا أو هناك... 


جعجع وهيغل
جعجع قدم الى جنبلاط كتابين: الأول بعنوان "فلسفة التاريخ" للفيلسوف الألماني Georg Wilhelm Friedrich Hegel، والكتاب الثاني بعنوان: "نشأة المقاومة اللبنانية" للكاتب نادر مومني، بحيث دوّن عليه جعجع الإهداء الآتي:"للتاريخ اتجاه واحد لا يجب تجاهله".
وحول كتاب هيغل، يقول أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية باسل صالح لـ"النهار" ان الفيلسوف يدعو في كتابه أولاً الى التعالي على الأمور الشخصية، إذ أن الكل الذي تمثله الدولة لا يمكن النظر إليه من خلال الأمور الجزئية، ثانياً ينظّر لفكرة أن الدولة الأمة لا توجد عبر التاريخ ولا يشد أزرها إلا بالحروب، وإن لم يكن لها من أعداء فلتخلق أعداءها.


كما يرى هيغل في كتابه أن الحرب وسيلة يتم استخدامها من اجل تحقيق هدف التاريخ وهي أمر جيّد في حياة الامة. ويضيف أن الحروب يجب ألا تُشَن من اجل اهداف داخلية او من اجل الرفاه والثراء العائلي، او اي سبب شخصي آخر. ويقدّر هيغل الحروب لسبب رئيسي متعلق بصحة الامم الحديثة، فهي تخلق نوعاً من الوطنية وتمنع الأمم من الغرق في التراخي والركود الناتجين عن السلم. 


يتابع صالح: تذكرنا الحرب، وفق هيغل، بمبدأ زوال الأمور الصغيرة والجزئية خاصةً تلك المتعلقة بالأفراد الذين لديهم واجب اخلاقي كلي يتلخص بضرورة التضحية بانفسهم من اجل خير الدولة. تقوم الحروب، وفق هذه الرؤية، بين الدول، ومن أجل الأفكار والمصالح التي هي اهم من ملكية الافراد وسعادتهم وحتى حياتهم، ذلك لأن تضحية الافراد بذاتهم من اجل فكرة ما، لا يمكن ان تكون منطقية وعقلانية إلا اذا كانت الفكرة قيمية روحية (وأخلاقية) تتخطى المصالح الاقتصادية المباشرة لافراد محددين.


"عندما فتحوا باب الزنزانة"
من جهته، قدم جنبلاط الى جعجع كتابين: الأول بعنوان:"الزوهار" Zohar وهو كتاب قديم باللغة الآرامية التي تعود للقرون الوسطى يتحدث عن الكباليين القدامى، والمعروف عنه أنه لم يكن على شكل كتاب كما هو الآن ويقال إن آدم وبطاركة الكتاب المقدس كانوا يملكون "الزوهار"، كما ان أحد فروع التصوف اليهودي يعتمد "الزوهار" مرجعاً لكل ما له علاقة بطبيعة الارواح والخطيئة والخير والشر.


أما الكتاب الثاني فهو باللغة الفرنسية بعنوان "Le rêve du Celte" للكاتب ماريو فارغاس يوسا، وقد دوّن عليه جنبلاط الإهداء الآتي: "عزيزي د. جعجع، إنه تاريخ الجرائم المرتكبة باسم الله... مع كامل احترامي/ وليد جنبلاط".


الترجمة العربية لعنوان كتاب المؤلف البيروفياني الحائز على "نوبل" الآداب في 2010 هي "الحلم السلتي"، النص الصادر في 2011 عبارة عن سيرة روائية للثوري الإيرلندي وتاجر الأسلحة والدبلوماسي رودجر كايسمنت (1864- 1916) الذي قام بالكشف عن فظاعات الاستعمار في أفريقيا والبيرو.
نقرأ في مطلعه: "عندما فتحوا باب الزنزانة دخل وميض نور ونسمة هواء، فضلاً عن ضوضاء الشارع التي اطفأتها الجدران الحجرية، استيقظ رودجر عندئذ مرتعدا. حاول ان يهدئ روعه وهو لا يزال مرتبكا فلمح طيف الشريف متكئاً على الباب. كان وجهه مترهلاً وشارباه اشقرين وعيناه مقيتتين، كانتا تراقبانه بحقد لم يسع إلى التستر عليه. ها هنا شخص سيحزن بلا ريب في حال منحته الحكومة الانكليزية العفو. تمتم الشريف كلمة "زيارة" من دون ان يحيد نظراته المتعالية. نهض وهو يمسّد ذراعيه. تساءل كم استغرق في النوم، والحال ان احد مصادر التعذيب في "سجن بانتونفيل" كان الحرمان من معرفة الساعة. في سجن بريكستون وفي برج لندن كان في وسعه ان ينصت الى قرع الاجراس التي حددت مرور نصف الساعة ثم الساعة، اما هنا فلم تكن الجدران السميكة تسمح بأن يصل الى داخل الزنزانة رجع قرع اجراس الكنائس في كاليدونيان رود او ضجيج سوق ايسلينغتون في حين التزم الحراس الواقفون عند الباب الأوامر ولم يوجهوا اليه الكلام، ولا مرة".


ستريدا والاستراتيجيا العسكرية


أهدت النائبة جعجع  ضيفها كتاباً باللغة الفرنسية بعنوان "L'art de la guerre" للفيلسوف الصيني صن تزو دوّنت عليه الاهداء الآتي: "الى الصديق وليد جنبلاط، هذا الكتاب هو درس عن الحكمة وفن الحياة. الحكمة التي تتمتع بها الطائفة الدرزية الكريمة، وأنت طبعا على رأسها. لكن الحياة تحتاج الى الجرأة كالتي عودتنا عليها عام 2005. كنت أتمنى أن نكمل معا ونبقى في التموضع السياسي نفسه، لكن أنا متأكدة لا محالة، لأنك قارئ جيد في التاريخ أننا سنعود ونلتقي/ ستريدا جعجع".


"فن الحرب" للفيلسوف الصيني صن تزو، كتاب مرجعي يعدّ أول كتاب صدر في العالم في خصوص الإستراتيجيا العسكرية. يتناول الكتاب أيضاً علم الحرب والسياسة، ومؤلفه هو أحد جنرالات الجيش الصيني، في القرن السادس قبل الميلاد تقريباً.



ومما نقرأ في الكتاب:
-"من افتقر الى الأهداف، فلن يجازف في بلوغها".
-"من عرف الآخر وعرف نفسه، استطاع أن يقود مئة معركة من دون أن يتعرض للخطر. ومن لم يعرف الآخر وإنما عرف نفسه، فسيعرف في مقابل كل انتصار، خسارة. أما من لم يعرف الآخر ولم يعرف نفسه أيضا، فمصيره خسارة جميع المعارك بلا ريب".
-"المحاربون المنتصرون يربحون الحرب أولاً ثم يذهبون إلى أرض المعركة، أما المحاربون الخاسرون فيقصدون أرض المعركة، ثم يحاولون الإنتصار".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم