50 الف دولار اطلقت توفيق وهبة... علي الحجيري: "شو بعرفني طلع وخلص"

بعد 6 ايام على خطفه من عرسال، استعاد توفيق وهبه حريته لقاء 50 الف دولار، بنصف القيمة التي افتتح بها خاطفوه بازار التفاوض. وقد روى توفيق الذي ذهب الى عرسال، في اطار عمله كمندوب مبيعات، بان "سيارة اعترضتني، ترجل منها 4 مسلحين ملثمين، اخذوني بسيارتهم معصوب العينين، ولفوا بي طوال اليوم في الجرد، وتركوني بعدها في بيت بقيت فيه حتى الافراج عني". وكان خاطفو توفيق قد سلبوه ما جمعه من مال للشركة التي يعمل لحسابها، قيل بانه يزيد قليلا عن 7 ملايين ليرة، ونهبوا ما معه من مال خاص وحلي من ذهب، واودعوه في عهدة سوريين، كما اولوا متحدثا بلهجة سورية التفاوض مع اليكسا زوجة توفيق. وكان التسجيل المصور لتوفيق مناشدا تنفيذ طلبات "الدولة الاسلامية"، الذي ارسله خاطفوه الى زوجته الاثنين الفائت، استبعد ان يكون في قبضة التنظيم الذي احترف الخطف والقتل، اذ كان الفيلم نسخة رديئة عن افلام داعش وتقنياتها واقرب الى الكاريكاتورية. وكان الخاطفون قد استكملوا مسرحيتهم بايهام توفيق بانهم يريدون مقايضته بسجناء اسلاميين، على ما روى، لينتهي الامر بقبولهم ب 50 الف دولار.
على النهج نفسه في معظم قضايا الخطف، انتهت قضية المخطوف توفيق وهبه. بحيث تتزخم بعد تدخل جماعة المخطوف واهله، والجماعة في لبنان هي مجتمع المخطوف حزبيته وطائفته. فالتحرك ميدانيا، بقطع الطرق كوسيلة ضغط، ليفتتح بعدها بازار التفاوض، فيما تنشط بالموازاة الوساطات، معتمدة على التحالف السياسي، التوازن الطائفي، المصالح، لتخفيض سعر حرية انسان والاسراع في انجاز الاتفاق. فالعصابات، وان ضيق عليها اولياء منطقتها الخناق، ولكن هذا لا يعني ان تخرج من "المولد بلا حمص". ومن ثم بعد جمع المال بالتي هي احسن، يتم التسليم والتسلم، ويعود المخطوف بمواكبة من الاجهزة الامنية. وهكذا ليلة الثلثاء، صدقت الآمال، وبعد انتظار لساعات طويلة عاد من اوفد من معارف توفيق الى عرسال به الى اهله، وسط الاحتفالات، والامتنان للوسطاء- مفاتيح ابواب الاسر، سواء من جهة منطقة الخاطفين او منطقة المخطوفين. ولما كان لرئيس بلدية عرسال علي الحجيري حصة من الامتنان، سألت "النهار" الاخير في اتصال هاتفي عن الدور الذي لعبه في الافراج عن توفيق اكتفى بالقول: "شو بيعرفني، طلع، وخلص". ولما سئل توفيق هل يعود الى عرسال؟ اجاب "افكر بالموضوع".