الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بري يلتقي في جنيف رؤساء برلمانات "دول الممانعة" لاريجاني مع تسليح الجيش و"مستعدّون لتعزيز أمن لبنان"

جنيف - رضوان عقيل
A+ A-

قبل ساعتين من افتتاح أعمال الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف أمس في دورته الـ 131، وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري الى مقر الأمم المتحدة في العاصمة السياسية للاتحاد السويسري وسط زحمة من الوفود العربية والأجنبية المشاركة. وتحولت قاعات المقر خلايا لعشرات الاجتماعات للاتفاق على جدول المواضيع المطروحة وانتخاب رئيس للاتحاد الذي تتنافس عليه أربع دول: اندونيسيا وبنغلادش والمالديف واوستراليا. وبدت مواقف مرشحة الأخيرة برونوين بيشوب واضحة لجهة انحيازها الى اسرائيل ومعارضة المجموعة البرلمانية العربية لها. ولم يتفق ممثلو الأخيرة على الاسم الذي سيدعمونه في الوصول في جلسة الانتخاب الخميس المقبل. وخيمت على الوفود العربية علامات المراوحة وعدم قدرتهم على الاتفاق على اسم واحد بحسب طموح بري ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، رغم الجهود التي بذلاها في هذا الشأن.


وكان على جدول استقبالات بري لائحة طويلة من رؤساء الوفود الذين طلبوا الحصول على مواعيد منه. وبدأها مع رؤساء برلمانات " بلدان الممانعة" سوريا وايران والعراق، واستكمله مع نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني تيسير قبعة الذي لا يقل صلابة في مواقفه عن سياسات البلدان الثلاثة الأخيرة. موضوعان سيطرا على اجتماعات بري مع هؤلاء، وكان اطولها مع رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، وهما: اسرائيل و"داعش". وجرى تشريح لمسار الأوضاع الأخير في المنطقة والحدود التي لم تعد مضبوطة في أكثر من بلد. وفي اجتماعه ولاريجاني شدد بري على ان أكثر من 80 في المئة من بلدان العالم العربي تعيش هذه الكارثة، وان بقية الدول ليست في منأى عنها.
وان ما يحصل في رأيه هو تقسيم المقسم، وان سايكس - بيكو بين العراق وسوريا انتهى. ويجري التركيز الآن على انهائه أيضا بين سوريا والعراق ولبنان من جهة، وبين لبنان وفلسطين من جهة أخرى. واعرب بري امام لاريجاني، الأستاذ العتيق في الرياضيات والفلسفة والسياسة، عن تشكيكه، في أن الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية لمحاربة "داعش" ليس جادا في الميدان.
ووافق لاريجاني على رؤية بري هذه. وأضاف اليها ان "العالم لم يشهد من الائتلاف الذي تقوده اميركا اي معجزة، بل نستطيع القول انه لن يحقق اي شيء عبر الضربات الجوية".
ووصف بالـ "دقيق" الوضع الذي تمر به المنطقة، و"كلما استطعنا ان نؤدي دورا حياله، استطعنا الحصول على النتائج المرجوة".
وكان للملف اللبناني مساحة في الحوار بين الاثنين. وشدد بري على ضرورة اتحاد اللبنانيين "واذا عززوا وحدتهم فلن تكون هناك مشكلة. وسبق ان انتصرنا على اسرائيل بمقاومتنا ووحدتنا". وتناولا أيضا الهبة الايرانية وتقديم السلاح الى الجيش اللبناني وشكره بري "على هذا الدعم". واكد انه يعول مرة أخرى على المؤسسة العسكرية في مواجهة موجة الارهاب التي تهدد لبنان.
واعتبر لاريجاني ان أمن لبنان وقوته موضوع أساسي "ونقف دائما الى جانب أبناء الشعب اللبناني، هذا البلد الذي يمكنه ان يؤدي دورا كبيرا على مستوى ترسيخ الأمن في المنطقة ككل. وليس عندنا اي قيود لدعم اخوتنا في لبنان. ونتابع هذا الموضوع بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها للبنان ( المسؤول عن الأمن القومي الايراني) السيد علي شمخاني".
وبعد اللقاء سئل بري عن الحوار بين ايران والسعودية، وأين يقع لبنان في جدول أولويات المسار؟ فأجاب: "تناولنا الوضع في المنطقة وخصوصا لجهة ايجاد الحلول، وهي ليست عبارة عن "افتخارات" من دون جدوى على الأرض". وركز على التقارب العربي - الايراني، والجمهورية الاسلامية منذ زيارتي الأخيرة لعاصمتها طهران كانت متحمسة لموضوع التقارب. وأعتقد "ان الاتصالات أخذت منحى أكثر قوة مع المملكة العربية السعودية".
وناقش بري النقاط نفسها مع نظيره العراقي سليم الجبوري، علما انهما يلتقيان للمرة الاولى. وخاطبه بري على الفور "عقلنا في لبنان معكم". وكان تنظيم "داعش" ثالثهما. وشدد الجبوري على ضرورة "جبه الارهاب في المنطقة وأهمية وحدة الشعوب العربية في مواجهة التحديات الإرهابية التي تستهدف وحدة شعوبنا في المنطقة". وأمل في متابعة الملفات المشتركة بين البلدين في بيروت وبغداد. وأكد بري ان "الهم العراقي هو هم لبنان والأمة العربية والاسلامية جمعاء، وما يحصل الآن في أي دولة عربية ليس معزولا عن الدول الاخرى".
والتقى بري أيضا رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام. ولم تخل جلستهما من التطرّق الى خطر الارهاب في المنطقة.
وبعيدا من "داعش" وجدول أعمال الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، وحده كان الوفد النيابي الفيتنامي "المطعّم" بكتيبة من المرشدات في وزارة السياحة يقوم بعرض منشورات وافلام مصورة عن القطاع السياحي في بلده، ويقدم هدايا الى أعضاء الوفود المشاركة. ولم يكتفِ بذلك، بل قدم الشاي الى المشاركين عله يخفف عنهم مشاغلهم السياسية في بلدانهم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم